تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((((أن الرغبة في التقدم لا تعني بحال طرح الدين جانباً، فأعظم ما تحقق في حياتنا كان في ظل الدين، وأعظم ما حققته أوربا وأمريكا في القرنيين الثامن والتاسع عشر كان باسم الدين واليوم وأوربا بشرقها وغربها تتدهور فلا تصرفها عن الدين، ونحن إذا أردنا أن نعود لعزنا ومجدنا فسيكون ذالك عن طريق الدين، فالدين بمعنى الإيمان بالغيب وأن الحياة الدنيا ليست كل شيء في حياة الإنسان وإنما ثمة حياة أخرى خير وأبقى وأن هناك إلهاً يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وأنه سوف يحاسب الإنسان أي إنسان على ما قدمت يداه أن خير فخير وأن شر فشر، هذا الاعتقاد الذي هو جوهر الدين أي دين هو سر الحضارة. ((((

ويقول أحمد حسين رحمة الله عليه

((وأنا أعرض لطه حسين، ووصفته أنه في الشطر الأول من حياته يمثل هذه الفترة المرفوضة من حياتنا فترة الجري خلف أوربا وآراء أوربا باعتبار أن ذلك هو سبيلنا إلى التقدم والتحضر

إلا من نحن معشر المسلمين وحسبك أن تعلم أن كلمة (سافون) الفرنسية ليست سوى (الصابون) بالعربية

وما الصابون إلا صنو النظافة التي لم تعرفها أوربا إلا من خلالنا

فنحن عندما نريد أن ننهض ونتقدم فما علينا إلا أن نغترف من تراثنا

أم طه حسين في شبابه قد تأثر بالمبادئ السارية في أوربا من الدعوة إلى العلمانية أي فصل الدين عن الدولة، وعدم أخذ الدين في الاعتبار عند مناقشة أي أمر من الأمور الدنيوية.

وعندما ظهر كتاب (((((معك))))) الذي روت فيه مدام سوزان طه حسين ذكرياتها مع الدكتور طه حسين كتب المرحوم أحمد حسين

مقاله نشرها في مجلة الثقافة المصرية وجعل عنوانها

))))) لقد حسمت القضية وتحدد موقف طه حسين في تاريخ مصر (((((

ويقصد قضية اعتناق طه حسين للنصرانية.

لأنه كما قال سابقاً في تعليقه على رواية الأستاذ فريد شحاته والتي تحدث فيها عن تعميد طه حسين في أحد الكنائس ليعتنق النصرانية بقوله

أن الإنسان الوحيد في هذه الدنيا الذي يمكن أن يكون لتكذيبه وزن في هذه القضية هي شريكة حياته التي تنصر طه حسين من أجلها

لذلك يقول أحمد حسين فطلبت من أبني أن يحصل على الكتاب يقصد كتاب (((معك)))

لأطالعه لأزداد معرفة بحياة طه حسين الخاصة من شريكة حياته، فقد رددت في مقال سابق رواية ذكرها الأستاذ فريد شحاته سكرتير طه حسين وموضع سره بعد أخيه الأستاذ توفيق شحاته لعشرات من السنين وقدرت أن مدام طه حسين لابد أنها ستتحدث عن هذه الرواية بالنفي أو الإثبات، فهي صاحبة الشأن الأول والأخير بالنسبة لهذه الرواية التي تقول:

أن طه حسين في شبابه المبكر وهو طالب في فرنسا قد تعمد ليكون مسيحياً ليظفر بزواج زوجته.

ومنذ بضعة شهور صدر كتاب طويل عريض باللغة الفرنسية ألفته السيدة الفاضلة)) مدام سوزان طه حسين ((أي زوجة عميد الأدب العربي!!!! الراحل الدكتور طه حسين، وأنا أكتب كلمة ((مدام)) بدلاً من كلمة زوجة لأحقق الغرض الذي ألفت من أجله الكتاب لتعلن عن نفسها مسيحية فرنسية كانت تؤدي في مصر رسالة فرنسا، وقد أدتها بأمانة تهنأ وتشكر عليها من كل وطني فرنسي!!!!!

.

وعندما يقول فريد شحاته روايته عن طه حسين فإن عدم الوقوف أمامها، فضلاً عن تجاهلها لا يكون من العلم والمعرفة في قليل أو كثير.

ومن هنا فقد عرضت الرواية في مقالي ولم أشأ أن أصدقها أو أكذبها فالقطع بصدق الرواية أو كذبها لا يكون ألا بدليل أو على الأقل مرجح عقلي يميل بالقضية نحو هذا الجانب أو ذاك وأشهد أنني لم أجد هذا المرجح فوقفت عند ترديد الرواية

وينقل أحمد حسين نصوصاً من كتاب))) مدام طه حسين معك (((

ليوضح بها قضيته ...

تقول مدام طه حسين:

ثم يأتي يوم آخر لأقول فيه لأهلي إنني أريد الزواج من هذا الشاب وكان ما كنت أنتظره من رد الفعل

كيف ... ومن أجنبي وأعمى وفوق ذلك كله مسلم، لا شك أنني جننت تماماً، ربما كان الأمر جنوناً، لكني كنت قد اخترت حياة

رائعة اخترت من يدرس؟! ......

((((((((((((((لقد قالت لي صديقة عزيزة ذات يوم:

لقد كان عليك أن تضطلعي بهذه الرسالة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير