تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المَخْزَن من درةِ القرني " لا تَحْزَن ".

ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[04 - 03 - 06, 05:11 ص]ـ

كلماتٌ رائعة , وتعبيراتٌ ماتعة , وحِكمٌ جميلة , ومقاصدٌ جليلة , أتحفُ بها أساتذَتي ومشايخي وإخواني الكرام , علي مراحلٍ وفترات , إخترتُ جلَّها من كتابِ الشيخِ عائض النفيس " لا تحْزن " , لا تخلو في جملتِها من تنويهاتٍ عقلية , وإرشاداتٍ ذهنية , وتوجيهاتٍ نفسية , وإعمالاتٍ قلبية , لكل من واجه حيرةً عابثة , أو استقرَ في قلبه حزنٌ جاثم , أو فُقد في غياهب الضعفِ والعجزِ والتخبطِ والألمِ , ولم يدركه السبيلُ.

ولا يخفي علي ناظرٍ , إرتباطُ المقامِ الوثيق , ألا وهو وسائلُ تحصيلِ العلمِ الشرعي , بهذا المقالِ , فإن نبذَ الهم , وتركَ الغم , ومواجهةَ العجز , ومجابهةَ النفس , ومحاربةَ الذات , لهي أهمُ وسائله , وأوسعُ أبوابه , وأدقُ مسائله , وأنجحُ طرقه , وأشدُ حاجاته , لا يعلم هذا إلا من خاضَ وذاقَ وامتُحن وابتُلي , وما من معصومٍ.

والكتابُ رحلةٌ أخاذة , بين سهولةِ الطرح , وعذوبةِ الأفكار , ورقةِ الألفاظ , وجمالِ الصياغة , وبهاءِ العبارة , وبلاغةِ المادة , و عظمِ الهدف , وذكاءِ المعني , وسعةِ الحكمة , وفخامةِ المثل.

يستحوذُ عليكَ بكلِّ ما فيه , وبكلِّ ما فيك , ليأخذك إلي عالمٍ لم تعش فيه قط , ولم تذق طعمَه قط , ولم تحاول تجاربَه قط , ولم تنل نجاحاتِه قط.

وقد جربتُ , فما لاحظتُ إلا جميلاً , وما رأيتُ إلا حسناً , وما تغيرتُ إلا إلي الأفضل.

فالكتابُ - وربي - حوي من الأفكارِ والتجاربِ والتنبيهاتِ والعلاجاتِ ما لم يحو غيرُه , في جمعٍ غريب , وطرحٍ عجيب , وعرضٍ ممتع خلاب.

وليس لي هنا إلا التذكرة , عسي الله أن ينفعَ بها كلَ من يقرأها , وأن يجزيَ عنَّا الشيخَ القدوةَ عائض القرني خيرَ الجزاء, وأن يجمعَ عليه شملَه , ويفرقَ همَّه , ويزيلَ غمه , ويباركَ له في نفسه وعلمه وأهله وماله وعمره وولده.

وليس لي أيضاً إلا السؤال , لك أخي الكريم ,أن تتنبهَ وتتعظَ وتمعنَ وتتأملَ وتدركَ وتتعمقَ وتطبقَ وتجربَ.

وأبشر بالخيرِ العاجلِ والآجلِ , بإذن الواحدِ القهارِ.

فلعل الفرصةَ القادمة هي السانحةُ.

والخطوةَ القادمة هي الناجحةُ.

والصفحةَ القادمة هي الحافلةُ.

ومن يدري؟!

لعل اللهَ يحدث لك بعد ذلك أمراً.

أمراً عظيماً وشأناً خطيراً.

أخي؛ لا تحْزَنْ.

ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[04 - 03 - 06, 05:14 ص]ـ

قال الشيخ , حفظه الله:

لا تستبق الأحداثَ , أتريدُ إجهاضَ الحملِ قبلَ تمامِه , وقطفَ الثمرةِ قبلَ النضجِ , إن غداً مفقودٌ لا حقيقةَ له , ليس له وجودٌ , ولا طعمٌ , ولا لونٌ , فلماذا نشغل أنفسَنا به , ونتوجسُ من مصائبِه , ونهتمُّ لحوادثِه , ونتوقعُ كوارثَه ,ولا ندري هل يُحال بيننا وبينه , أو نلقاه , فإذا هو سرورٌ وحبورٌ , المهم أنَّه في عالمِ الغيبِ لم يصل إلي الأرضِ بعد , إن علينا ألا نعبرَ جسراً حتي نأتيه , ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصولِ الجسرِ , أو لعلَّ الجسرَ ينهارُ قبل وصولنِا , وربما وصلنا الجسرَ وممرنا عليه بسلامٍ.

إن إعطاءَ الذهنِ مساحةً أوسعَ للتفكيرِ في المستقبل , وفتحِ كتابِ الغيب ثم الإكتواء بالمزعجاتِ المتوقعةِ ممقوتٌ شرعاً , لأنه طولُ أمل , ومذمومٌ عقلاً , لأنه مصارعةٌ للظل. إن كثيراً من هذا العالَم يتوقع في مستقبله الجوعَ والعريَ والمرضَ والفقرَ والمصائبَ , وهذا كله من مقرراتِ مدارسِ الشيطان: (الشيطانُ يعدكم الفقرَ ويأمركم بالفحشاءِ واللهُ يعدكم مغفرةً منه وفضلاً).

كثيرٌ هم الذين يبكون لأنهم سوف يجوعونَ غداً , وسوف يمرضونَ بعد سنةٍ , وسوف ينتهي العالمُ بعد مائة عام. إنَّ الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهنَ علي العدم , والذي لا يدري متي يموت لا يجوزُ له الإشتغالُ بشيءٍ مفقودٍ لا حقيقةَ له.

ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[04 - 03 - 06, 05:16 ص]ـ

قال الشيخ , رعاه الله:

لا تتقمص شخصيةَ غيرِك ولا تذُبْ في الآخرين ,إن هذا هو العذابُ الدائمُ , وكثيرٌ هم الذين ينسونَ أنفسهم وأصواتَهم وحركاتِهم , وكلامَهم , ومواهبَهم , وظروفَهم , لينصهروا في شخصيات الآخرين , فإذا التكلفُ والصلفُ , والإحتراقُ , والإعدامُ للكيان والذات.

من آدمَ إلي آخرِ الخليقةِ لم يتفق اثنان في صورةٍ واحدةٍ , فلماذا يتفقونَ في المواهبِ والأخلاقِ؟!

أنت شيءٌ آخرُ لم يسبق لك في التاريخ مثالٌ , ولن يأتيَ مثلُُك في الدنيا شبيهٌ.

أنت مختلفٌ تماماً عن زيد وعمرو , فلا تحشر نفسَك في سردابِ التقليد والمحاكاة والذوبان.

ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[04 - 03 - 06, 05:18 ص]ـ

قال الشيخ , نصره الله:

إذا داهمتك داهيةٌ فانظر في الجانبِ المشرقِ منها, وإذا ناولكَ أحدُهم كوبَ ليمون فأضِف إليه حفنةً من سُكَرٌ , وإذا أهدي لك ثعباناً فخذ جلدَه الثمينَ واترك باقيَه , وإذا لدغتك عقربٌ فاعلمْ أنه مصلٌ واقٍ ومناعةٌ حصينةٌ ضدَّ سمِّ الحيَّات.

تكيف في ظرفِك القاسي , لتخرج منه زهراً وورداً وياسميناً , (وعسي أن تكرهوا شيئاً و هو خيرٌ لكم).

سَجنت فرنسا قبلَ ثورتِها العارمةِ شاعرين مُجيدين: متفائلاً ومتشائماً , فأخرجا رأسيهما من نافذةِ السجن , فأما المتفائلُ فنظرَ نظرةً في النجومِ فضحِك, وأما المتشائمُ فنظرَ إلي الطين في الشارعِ المجاورِ فبكي. انظر إلي الوجهِ الآخرِ للمأساة؛ لأنَّ الشرَ المحضَ ليس موجوداً؛ بل هناك خيرٌ ومكسبٌ وفتحٌ وأجرٌ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير