[سقط يسير في مصنف ابن أبي شيبة فات الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني رحمهما الله]
ـ[أبو مهند الشمري]ــــــــ[02 - 07 - 05, 01:49 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد لفت انتباهي أثناء قراءتي في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني –رحمه الله- المجلد الأول (ص/707) تحت حديث رقم493: ((نهى أن يركب ثلاثة على دابة)).
قول الشيخ الألباني –رحمه الله-: [ثم روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن زاذان أنه قال (كذا)، رأى ثلاثة على بغل، فقال: لينزل أحدكم، فإن رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لعن الثالث.
وهذا مرسل صحيح الإسناد؛ لأن زاذان – وهو أبو عبد الله الكندي – ثقة من رجال مسلم]. انتهى كلام الشيخ الألباني –رحمه الله-.
فقد لفت انتباهي من كلام الشيخ قوله (كذا) بعد لفظة: قال. وهي تدل على خلل في سياق الكلام!
والخلل الذي في السياق هو أن الراوي عن زاذان قال: عن زاذان أنه قال: رأى – أي زاذان- ثلاثة على بغل ..
فكيف يقول الراوي عن زاذان أن زاذان قال ثم لا يذكر قولا وإنما يذكر فعلاً: رأى .. ؟!
مما يدل على أن في الكلام سقطا أو إقحاماً.
فإما أن كلمة: (قال) مقحمة وإما أن هناك سقط.
والذي يترجح – إن شاء الله – أن في الكلام سقطاً.
وليس هذا السقط في المطبوع أو في المخطوط الذي اعتمد عليه الشيخ الألباني-رحمه الله- فقط!
بل في النسخة التي كانت عند الحافظ ابن حجر –أيضاً-.
وهذه من مشاكل مصنف ابن أبي شيبة فإن في نسخه رداءة وتحريفات، ولا تكاد تكون نسخة واحدة سليمة يمكن الاعتماد عليها وحدها.
وكذلك جميع طبعات المصنف الكاملة كلها رديئة لم تلق عناية كافية.
وكتاب المصنف لابن أبي شيبة كتاب هام يحتاج إلى خدمة من خبراء متقنين ليظهر هذا الكتاب في أحسن إخراج وأبهى حلة.
والذي بين لي هذا السقط هو الإمام أبو داود السجستاني –رحمه الله-!!
فقد روى هذا الحديث في كتابه المراسيل (ص/231 - 232رقم299)
فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن أبي العنبس عن زاذان قال رأى علي ثلاثة على بغل فقال لينزل أحدكم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الثالث.
وفي المصنف (5/ 309رقم26380) قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن أبي العنبس عن زاذان قال: رأى ثلاثة على بغل، فقال: لينزل أحدكم فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن الثالث.
فهذا – كما ترى أخي القارئ – هو إسناد أبي داود السابق فظهر أنه سقط من مصنف ابن أبي شيبة ذكر: علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-.
وهذا السقط لم يتنبه له الحافظ ابن حجر فقال في فتح الباري (10/ 396): [وأخرج بن أبي شيبة من مرسل زاذان أنه رأى ثلاثة على بغل فقال لينزل أحدكم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الثالث].
وكذا لم يتنبه له المباركفوري فقال في تحفة الأحوذي (8/ 49): [وأخرج ابن أبي شيبة من مرسل زاذان أنه رأى ثلاثة على بغل فقال لينزل أحدكم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الثالث.].
وزاذان الكندي ثقة من رجال مسلم وقد سمع من علي وإنما ذكره أبو داود في المراسيل لأن زاذان لم يصرح بسماعه من علي وإنما ذكر قصة حصلت لعلي –رضي الله عنه- ولم يظهر من سياق الحديث أنه أخذه من علي –رضي الله عنه- مباشرة فلعله أخذهما من آخر لا يعلم من هو؟
والله أعلم.
وهنا أنبه إلى فائدة قد تخفى على بعض طلاب العلم وهي:
أن كتاب المراسيل لابن أبي داود لم يقتصر فيه الإمام أبو داود على المرسل الاصطلاحي وهو: "ما أضافه التابعي إلى النبي –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مما سمعه من غيره\".
وإنما ذكر فيه –أيضاً- المنقطع والمعضل.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
((((منقول))))
ـ[ابو السعادات]ــــــــ[04 - 07 - 05, 01:10 ص]ـ
يبدو أن الأخ أبا مهند ضعيف المتابعة للجديد في المكتبات، ولذلك قال:"جميع طبعات المصنف الكاملة كلها رديئة لم تلق عناية كافية"!! وأقول للأخ أبي مهند: في المكتبات طبعة للمصنف بتحقيق الشيخين: اللحيدان والجمعة فيها من التحقيق والتدقيق مايفوق الوصف!! ولاداعي لصرف الوقت في تحقيق آخر للكتاب، وماذكرته من الرواية هكذا ورد في المصنف ونسخه، وهل من المعقول أن تمضي على العلماء! وماذكرته من النقل عن المراسيل لأبي داود المروي عن ابن أبي شيبة لعله في كتاب آخر، فإن لابن أبي شيبة المسند أيضا، فلعله فاتك ذلك! فتنبه
ـ[أبو غازي]ــــــــ[04 - 07 - 05, 03:42 ص]ـ
الأخ أبو مهند قال في نهاية الكلام بأنه منقول, أي ليس هو من كتب هذا الكلام وإنما كتبه آخر ونقله الأخ أبو مهند جزاه الله خيراً.