تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هذا الإخلاص لمن أراد الخلاص ((شارك معنا))]

ـ[حيدره]ــــــــ[06 - 03 - 06, 11:26 م]ـ

مقدمة

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

والصلاة والسلام على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? القائل: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) أما بعد: أيها الأحبة

حديثي في هذه الكلمة إن شاء الله تعالى عن الأساس الأعظم في الدين.

حديثي عن ركن العمل وصلاحه في الدين.

حديثي عن مسك القلوب وماء الحياة.

حديثي عن السر الذي بين العبد وربه.

وبه تميز أهل الإيمان من أهل النفاق وسكان النيران من سكان الجنان.

فهاهي روح المتقين وتجارة الفائزين وغنيمة المخلصين ..

سلعة راجت عند الصالحين وكسدت في سوق الغافلين ..

فهي صفة من صفات عباد الله الصادقين و أهل الإيمان الراسخين.

وهو الباب الذي دخل منه الواصلون إلى ذي الجلال والإكرام.

إنه بداية الطريق أخي المبارك .. لمن أراد الحياة الطيبة السعيدة المباركة والخاتمة الحسنة والخلود في الجنة.

لهي هذه الكلمة العزيزة على النفوس وبكل ما تحويها من معاني, أعرفت ما أعني وأرمي إليه؟

ألا وهو الإخلاص .. نعم الإخلاص .. هذا الموضوع الجليل الذي يستحق الاهتمام والتذكير وكم نفتقر إلى التذكير به وتعليمه!

فمن أراد الحياة الطيبة بلا إيمان وعمل الصالح فقد حاول المستحيل وطلب الممنوع.

وإن كنت من الذين لا يعرفون حدودها وشروطها ورابحها وخاسرها فها أنا أعرفك ذلك مسترشداً بالكتاب والسنة وبكلام المحققين وعبارات العارفين.

وإن تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة وهو اعتقاد بالجنان وقولٍ باللسان وعمل بالأركان ويزيد بطاعة الرحمن، وينقص بالعصيان.

إ يمننا بالله بين ثلاثة: عمل، وقول، واعتقاد جنان

ويزيد بالتقوى وينقص بالردى وكلاهما في القلب يعتلجان

وأعلم أن الإخلاص أهم أعمال القلوب المندرجة في تعريف الإيمان، وأعظمها قدراً وشأنا.

قال تعالى:?يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ? قال الضحاك رحمه الله: (السليم الخالص) وعن قول الضحاك هذا قال القرطبي: (وهذا القول يجمع شتات الأقوال بعمومة) وإن أعمال القلوب عموماً آكد وأهم من أعمال الجوارح ويقول ابن القيم في بيان عظم أعمال القلوب: (أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبع ومكملة، وإن النية بمنزلة الروح والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء الذي إذا فارق الروح فموات، فمعرفة أحكام القلوب، أهم من معرفة أحكام الجوارح) [بدائع الفوائد].

وقال أيضاً: (إن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح).

بهذا تدرك أهمية أعمال القلوب وعلو شأنها ووجوب تحقيقها ومن أهمها وأخصها الإخلاص.

لماذا الحديث عن الإخلاص

إننا بحاجة إلى هذا الموضوع كحاجتنا إلى الماء والطعام وأزيد وكما قيل في التوبة إنها بداية كل سالك ونهاية كل ناسك، فكذلك الإخلاص يحتاج إليه أهل المنازل العالية في الإيمان ومن دونهم إلى أقل أهل الإيمان إيماناً.

نحتاج إلى الحديث عن الإخلاص لأننا ولله المشتكى قد أصابتنا جراحات الذنوب فمنا أسير ومنا كسير ومنا مقطوع ومنا مسحور ومنا مسموم.

كل لحق به ما لحقه من آثار الذنوب والمعاصي والآفات لهذا نجد أن السلف أنفع منا كلاماً قيل لحمدون بن أحمد (ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟ قال لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضى الرحمن ونحن نتكلم لعز النفوس وطرب الدنيا ورضى الخلق) فيا إخوان نحتاج إلى أن نراجع نياتنا فنصلح ما مزقته يد الغفلة والشهوة ونعمر منها ما خربته يد البطالة، ونوقد فيها ما أطفأته أهوية النفوس ونلملم منها ما شعثته يد التفريط والإضاعة ونسترد من نوايانا ما نهبته أكف اللصوص والسراق.

ونقلع ما وجدناه شوكاً وحنظلاً، ونداوي منها الجراحات التي أصابتها من جنايات الرياء والشرك ونغسل منها الأوساخ التي أصابتها بسبب الخطايا والسيئات ونطهرها بالماء البارد من ينابيع الصدق الخالص من جميع المكدرات قبل أن يكون طهورها بالحميم والجحيم.

فإنه لا يجاور الرحمن قلب دنس فإن الجنة دار طيبة أعدت للطيبين وليس للدنس فيها مكان إنه لا يجاور الرحمن قلب دنس بأوساخ الشهوات والرياء أبداً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير