فالإخلاص شرط قبول في الأعمال عند الله لهذا قال المعصوم ? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً ويبتغى به وجهه) رواه النسائي، لهذا قال يحيى بن أبي كثير (تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل). فيا أخي: ما أسعد أهل النيات الصادقة وما أطيب عيشتهم بالإخلاص أيعجزك أخي أن تعقد قلبك على فعل الصالحات والقربات حتى تقبل عند رب البريات؟!
ولم أرى في عيوب الناس عيباً * كنقص القادرين على التمامفها هو النبي ? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يرجع من غزوة والصحابة حوله فيقول وقتها ? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم).
قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة؟! قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر) رواه البخاري. وفي رواية مسلم (إلا شركوكم في الأجر)
قال ابن تيميه رحمه الله (النية المجردة عن العمل يثاب عليها والعمل المجرد في النية لا يثاب عليه ومن نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكماله كان له أجر عامل).
أخي: إنها نيات الصالحين وإخلاص الصادقين وزفرات المنيبين بلغوا درجات المجاهدين وارتقوا بها أعالي الجنان.
ومما ينبغي التذكير به أن الإخلاص إذا تمكن من الطاعة فكانت هذه الطاعة خالصة لوجه الله الكريم فإن الله تعالى يجزي الجزاء العظيم والعطاء الكبير لهؤلاء المخلصين وإن كانت الطاعة في ظاهرها يسيره أو قليلة يقول ابن تيمية: " والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله، فيغفر الله به كبائر كما في حديث البطاقة، فهذا حال من قالها بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص ثم ذكر ابن تيمية حديث البغي التي سقت كلباً فغفر الله لها، والرجل الذي أماط الأذى عن الطريق فغفر الله له ثم قال: " فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها، وإلا فليس كل بغي سقت كلباً يغفر لها .. فالأعمال تتفاضل بحسب ما في القلوب من الإيمان والإجلال " [منهاج السنة]
وتأمل في حال من أخلص لله قلبه وتوجه بقلبه لله عز وجل يقول العلامة ابن القيم (وقد جرت عادة الله التي لا تتبدل وسنته التي لا تتحول أن يلبس المخلص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه ويلبس المرائي _ ثوبي الزور من المقت والمهانة والبغض وما هو اللائق به.
فاعلم يا رعاك الله أن صلاح القلوب بالإخلاص كصلاح الأرض بالغيث لا يدرك ذلك إلا أهل الإخلاص وقد وعد الله المخلصين الصادقين بالجنة قال تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا?.وقد يقول قائل: كيف أعرف أن إخلاصي ضعيف أو قوي؟
فأقول:
من مظاهر ضعف الإخلاص أو انعدامه والعياذ بالله ما يلي:
1 - الرياء والسمعة: يحب أن يرى الناس عمله أو يسمعوا به.
2 - طلب رضى المخلوقين وتقديمه على رضى الخالق.
3 - طلب العوض من المخلوقين ولو عوضاً معنوياً كالمدح والإعجاب.
4 - النشاط إذا كان هناك ثناء ومدح، والكسل والتقصير إذا كان هناك عيب وذم.
5 - ينشط عند رؤية الناس ويكسل عند عدم رؤية الناس.
6 - انتهاك حرمات الله في الخلوة مع إظهار تعظيمها أمام الناس.
7 - طلب الشهرة.
8 - يعمل إذا صدر ويقف إذا أهمل.
9 - رفض النصيحة وعدم تقبل النقد الهادف.
10 - أتباع الهوى.
11 - حسد إخوته الذين فاقوه فيما يقربهم إلى الله، كحفظ القرآن أو القيام بمشروع خيري أو طلب علم.
12 - الشح وعدم البذل للدعوة.
13 - ذم النفس في العلانية ليظهر أنه متواضع
وأما مظاهر قوة الإخلاص فهي: 1
1 - يقصد وجه الله في كل دقيقة وجليلة.
2 - أن يكون عمل الخلوة أحب إليه من عمل الجلوة.
3 - عمله في السر مثل عمله في العلن أو أفضل.
4 - يعمل في أي مكان وأي زمان وعلى أية حال.
5 - يقدم الحق على كل شيء ولو خالف هواه.
¥