ثم قال: بل هذا هو التعصب المشين من هؤلاء الحنابلة الذين كانت لهم أدوار كثيرة في إقامة الفتن. وقد ذكر ابن الأثير عدة فتن لهؤلاء نذكر منه طرفا ليتبين للقارىء أن مثل هذه الفئة قد اعتادت على إقامة الفتن.
ولم يتورع عن رد الأحاديث الصحيحة ووصفها بالباطلة، ولو كانت في الصحيحين.
مثال ذلك ماقاله في حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي أنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. متفق عليه.
فقال صرصور في ص 499: الرأي الذي يقول بأن ضحكه عليه الصلاة والسلام كان تصديقا لقول اليهودي قول باطل، والعياذ بالله تعالى.
وقال صرصور في ص 530: ورد في صحيح البخاري حديث مشكل يثبت الساق لله تعالى، ونص الحديث كما يلي: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة فيبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا.
قلت (أي صرصور): الحديث وإن كان البخاري إلا أن متنه منكر لا يصح اعتقاده.
ثم قال ص 531: لفظة "ساقه" المروية في صحيح البخاري لفظة شاذة منكرة يجب ردها تنزيها وتعظيما لله سبحانه وتعالى.
والكتاب كله تقرير للعقائد الباطلة والمذاهب الزائغة المخالفة لأهل السنة والجماعة فالواجب منع نشره وبيعه.
أما الكتاب الثاني فهو بعنوان: آيات الصفات عند السلف بين التأويل والتفويض من خلال تفسير الإمام الطبري، ومؤلفه الدكتور محمد خير محمد سالم العيسى، وهي رسالة ماجستير في الجامعة الأردنية، وهي من مطبوعات دار البيارق 1420 في الطبعة الأولى، ثم أعيد طبع الكتاب في دار الكتاب الثقافي مؤخرا.
وهذا الكتاب كسابقه يقرر مذهب الأشاعرة، ويلبس على القراء، ويدعي أن مذهب السلف الصالح هو مذهب الأشاعرة، فقال في نتائج بحثه في ص 267:
أن السلف جميعا كانوا يؤولون ما يحتاج إلى تأويل من آيات الصفات ويفوضون عندما لا تدعو حاجة للتأويل كما كانوا يفعلون ذلك في كل ماورد من هذه الصفات في السنة المطهرة.
أن من أول في آيات الصفات كان مراده تنزيه الله تعالى عن مشابهة الحوادث وأنه في ذلك التأويل لم يكن مبتدعا ولا ضالا بل هو على منهج من أول من السلف في آيات الصفات
إن الإمام الأشعلري رحمه الله تعالى وهو من السلف الصالح كان إمام هدى ينافح عن القرآن والسنة ويذب عنهما وأنه لم يخرج عما كان عليه السلف من الفويض والتأويل، وليس كما يصفه البعض.
ثم ذكر توصياته في ص 270 ومنها:
أن يكون الأساس في تصور المسلم الاعتقادي هو تنزيه الله تعالى عن المشابهة لخلقه وعن الجسمية والتحيز والجهة كأساس تبنى عليها كافة الدراسات العقائدية.
إعادة النظر في مناهج الجامعة في مادة العقيدة، وتبني المنهج الأشعري في هذه الجامعة كأساس لتدريس مادة العقيدة.
وهذا الكتاب مليء بالتلبيس على القراء، فيدعي أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين قد أولوا الصفات، ويأتي بأقوالهم من مسند الربيع بن حبيب كما في ص 121، 122، 168، وغيرها. ومسند الربيع بن حبيب هو كتاب الإباضية المبتدعة، وهو كتاب لا شك في أنه مكذوب موضوع في أعصار متأخرة كما صرح بذلك أهل الاختصاص.
والحاصل أن كتاب العيسى كتاب سيء مليء بالأباطيل والأكاذيب والتحريفات فالواجب منع بيعه ونشره.
وأما الكتابان الثالث والرابع فهما من تأليف القاسم بن إبراهيم الرسي الزيدي وحققهما إمام حنفي عبدالله، وهما من منشورات دار الآفاق العربية 1420، وهما:
1 - المسترشد على مزاعم المشبهة والمجسمة.
ذكر محققه في ص 14 أنه انتهى التشبيه والتجسيم بمدرسة ابن تيمية الحنبلي المتأخر، وقد نشأ في بيئة يحيط بها التشبيه من جوانبها ليؤدي هذا الفكر حتى هذا العصر، والذي يؤمن بمذهبه ملايين المسلمين.
ثم قال ص 17: يرد القاسم في هذه الرسالة على المشبهة والمجسمة وقد زعموا أن الله في السماء، واستدلوا على ذلك بالنص القرآني، فرد عليهم ... وكذلك نفى كونه تعالى على العرش.
وأول مسائل الكتاب في ص 25 قول صاحبه: الله في كل مكان، والرد على من قال هو في السماء.
2 - الدليل الكبير في الرد على الزنادقة والملحدين.
وهذا الكتاب يقرر فيه عقائد المعتزلة وعقد فصولا تحدث فيها عن أصول المعتزلة وقررها كالوعد والوعيد في ص 63، والعدل في ص 64، وعقد فصلا في 65 في ذم الحشوية وفي ص 63 في تنزيه الإلهية من كل تجسيم أو تشبيه.
وذكر في ص 81 أنه يجب على الناس طاعة علي بن أب طالب t وتقديمه وأن من قدم غيره عليه فقد قدم المفضول على الأفضل وخالف في ذلك الصواب.
وأما الكتاب الأخيرفهو الرائق في تنزيه الخالق، ليحيى بن حمزة العلوي، تحقيق إمام حنفي عبدالله، من منشورات دار الآفاق العربية 1420. وقد كتب محققه مقدمة له في 124 صفحة شنع فيه على السلف الصالح الذين يثبتون لله ما أثبته لنفسه، وما أثبته له نبيه، وأتى بكثير من الصفات التي يثبتونها فحرفها عن معانيها ورد على السلف اعتقادهم.
والمحقق المذكور قد أخرج كتب الزيدية المبتدعة في سلسلة نشرتها الدار المذكورة فالواجب التنبه لهذه الكتب ومافيها من الضلال، ومنع بيعها ونشرها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
¥