تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مراء لأنه ترك العمل لأجل الناس أما لو تركها ليصليهما في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة أو زكاة واجبة أو يكون عالماً يقتدى به ".

3 - وأن لا يسيء الظن بالناس قال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? " إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا أن أشق بطونهم " كما حصل لأصحابه من المنافقين فهذه من صفاتهم كذلك لا نسوغ إلى أهل الشرك والفساد أن ينكرون على أهل الخير والدين فيترك أهل الصدق إظهار الأمور المشروعة حذراً من لمزهم قال تعالى: ?الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?.

4 - نشاط العبد وعمل الخير عند رؤية الصالحين هنا ينظر إلى قصده الباطن ولا يلتفت إلى وساوس الشيطان لكي تعرف هل هو رياء افترض نفسك في مكان تراهم ولا يرونك فإن تنشطت للعباده فليس رياء وإن لم تنشط فهو رياء.

فتذكر يا أخي قول إبراهيم النخعي رحمه الله: إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة فقال: إنك مراء فزدها طولاً.

5 - كتمان الذنوب "إخفاؤها ليس من الرياء، بل هو واجب شرعي إذ ورد النهي عن التحديث بالذنوب وبعض الناس يذم نفسه فيقع في الرياء قال مطرف بن عبدا لله الشخير: كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها وذلك عند الله سفه ".

6 - لا ينبغي أن تسأل أخاك عن عمله كم تحفظ؟ كم تصلي؟ وهل تقوم الليل؟ لأنك تحرجه بذلك فهو إن أجابك خلاف الواقع كذب وإن أجابك بالواقع إن كان جيداً خشي الرياء وإن كان سيئاً ربما سقط من عينك يقول إبراهيم بن أدهم لا تسأل أخاك عن صيامه فإن قال أنا صائم فرحت نفسه بذلك , وإن قال أنا غير صائم حزنت نفسه وكلاهما من علامات الرياء وفي ذلك فضيحة للمسئول وإطلاع على عوراته من السائل ".

7 - العمل علانية لاينافي الإخلاص إذا كان قصده التعليم أو ليقتدي به كما قال الرسول ? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لصحابه (صلو كما رأيتموني أصلي)

وقد يقول قائل أيهما أفضل في العمل: أن يكون في السر أو العلانية؟

ذكر ابن عثيمين رحمه الله في هذا تفصيل: إذا كان إظهارك للتقوى يحصل به التأسي والاتباع لما أنت عليه فهنا إعلانها أحسن وأفضل ,ولهذا مدح الله الذين ينفقون سرا وعلانية وقال النبي ? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)

أما إذا كان لا يحصل با لإظهار فائدة فالإسرار أفضل ,لقول النبي? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيمن يظلهم الله في ظله: (رجل تصدق بصدقه فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)

هل الأفضل في ترك المعاصي إعلانه أو أسراره؟

يقال فيه ما قيل في الأوامر. وقد تقدم التنبيه عليه ولكن لأهميته ناسب ذكره هنا.

وأخيراً علاج الرياء والطريقة إلى الإخلاص بإذن الله

وحيث إن لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله:

1 - أن تعلم أنك عبدً لله عز وجل.

2 - مشاهدة منة الله عليه وفضله وتوفيقه وأنه بالله لا بنفسه.

3 - مطالعة عيوبه وآفاته وتقصيره فيه.

4 - خوف مقت الله تعالى وقلبه مطوي ٍعلى الرياء.

5 - الإكثار من العبادات غير المشاهدة وإخفاؤها كقيام الليل وصدقة السر والبكاء من خشية الله في الخلوات قال السلف أنهم كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها.

6 - تحقيق تعظيم الله تعالى وذلك بتحقيق التوحيد والتعبد لله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا.

7 - معرفة ثمرات الإخلاص , وقد تقدم ذكره.

8 - تذكر الموت وسكراته، والقبر وأهواله واليوم الآخر بأحواله التي تشيب لها الولدان.

9 - معرفة الرياء ومداخله وخفاياه حتى يتم الاحتراز منه:

عرفت الشر لا للشر و لكن لتوقيه

ولمن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه10 - النظر في عاقبة الرياء في الدنيا والآخرة.

11 - تذكر أن أول أناس تسعر بهم نار جهنم هم المرائيين كما في الحديث القارئ والكريم والشجاع.

12 - الاستعانة بالله على الإخلاص والتعوذ من الرياء, قال ? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه).

13 - صحبة المخلصين وعباد الله الصالحين, قال ? - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (المرء على دين خليله).

14 - محاولة البعد عن الشهرة يقول إبراهيم بن أدهم: ما صدق الله عبد أحب الشهرة.

15 - الزهد بما عند الناس.

16 - محاسبة النفس دائماً والمجاهدة على ذلك قال تعالى ?وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ? 17 - قراءة السيرة النبوية وسير السلف الصالح.

18 - الدعاء والتضرع إلى الله أن يعافيك من الرياء ويرزقك الإخلاص.

فبعد هذه الأدلة يكون الإخلاص أمراً يسيراً.

لا والله .. بل هو أمر عظيم ومنزلة عظيمة وشرط في قبول الأعمال فهو والإتباع طريق الجنة بإذن الله عز وجل.

وأخيراً أقول أيها الأحبه من وجد الله فماذا فقد!! ومن فقد الله فماذا وجد!!

متى صح منك الود فالكل هين * وكل الذي فوق التراب ترابفشمر يارعاك الله وجد السير ولا تكسل فأن الطريق يسير بأذن لله عز وجل.

والله اسأل أن يرزقنا الإخلاص وأن يصلح بواطننا وظواهرنا وأن يزيننا بزينة الأيمان ويقينا الشرك كبيرة وصغيرة كما اسأله جل وعلا أن يختم لنا بكلمة الإخلاص إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

* * * * * * * *

إعداد

سلطان بن سراي الشمري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير