فنحن وللأسف قومٌ لم نتعود على تقبل النقد أيا كان وممن كان ولو كان النقد هادفاً بناءاً، والسبب أننا فوق كل نقد!!
وإن من الناس من عنده حساسية مفرطة ضد النقد فتجده إذا انتُقِدَ وَلِيمَ (من اللوم) انتفخت أوداجُه وثار غُبَارُه وعَجَاجُه وسبَّب له ذلك النقد ((بَرْطَمَة دائمة)) وصار حاله كما قال القائل:
مُبَرْطِمٌ بَرْطَمَةَ الغَضبَانِ ... بِشَفَةٍ ليست على أَسنَانِ
[قال أهل العربية: البَرْطَمَةُ عبوسٌ في انتفاخٍ وغيظ، والبُرطُم: الشَّفَة، وهي كلمةٌ عربيةٌ أصيلةٌ].
وإن من الناس من يجلس يتخبط في أخطاءه ويخوض في مستنقع زلاته ولا أحد يوجهه ولا ناصح ينصحه اتقاءً لفحشه وسلاطة لسانه ولمكابرته في رد النقد وعدم قبوله.
ولا شك أن مَن هذا حاله سيخسر خيراً كثيراً.
وقد قيل: من أكبر الخطأ عدم الاعتراف بالخطأ.
فالواجب على المنقود أن يكون واسع الأفق رَحْبَ الصدر متقبِّلاً لكل نقد.
وعلى الناقد كذلك أن ينقد بعدل وعلم، أو يسكت بأدب وحلم.
فإن الناس في نقدهم أصناف وأجناس:
فمنهم المنصف المعتدل المتزن في نقده، وهذا خيرُ الأصناف.
ومنهم المبالغُ المضخِّمُ للأخطاء النافخُ فيها، وهذا شرُّ الأصناف.
فمن الناس من لو رأى خطأً واحداً في بحر صوابك حكم عليك بالتشهير المؤبَّد وطاف بك في كل المنتديات رافعاً بالفضيحة صوته: (هذا فلانٌ فاحذروه).
ولا شك أن هذا ظلمٌ وجورٌ (والله لا يحب الظالمين).
وإذا انتُقِدَ الواحد منا فلينظر في ذلك النقد الموجَّه له فإنه لا يخلو من أمرين:
إما أن يكون النقد واقعاً في موقعه ونازلاً في محله -بغض النظر عن القالب الذي سُبِكَ فيه- فالواجب حينئذ شرعاً وعرفاً وعقلاً وفطرةً وسلوكاً قبول ذلك النقد وعدم المكابرة في رده، وعلى المنقود حينئذ أن يصحِّح أخطاءه ويُعدِّل مساره.
وإما أن يكون ذلك النقد مجانباً للحق والحقيقة فعلى المنقود حينئذ أن لا يلقي له بالاً ولا يحرك لأجله غربالاً وفي ذلك من الصحة النفسية والجسدية ما لا يخفى لأنه متى ما وقف عند كل نقد وانزعج من كل لوم يوجه إليه فإنه سيقل –حتماً- إنتاجه ويضعف نَتَاجُه وقد رأيتُ بعض الإخوة الأفاضل ممن لديهم ((رُهَابٌ نَقدِيٌّ)) يترك بعض الأعمال خوفاً من سهام النقد أن تبطش به ولا شك أن هذا مرضٌ نفسيٌّ بحاجة ماسة إلى جرعاتٍ نَقْدِيَّةٍ صباحيَّةٍ ومسائيةٍ حتى يصبح النقد بالنسبة له أمراً مألوفاً مقبولاً.
وختاماً أقول:
ليربي الإنسان نفسه على حسن النقد وعلى حسن تقبله والاستفادة منه فإنه بذلك سينال خيراً كثيرا. ً
ودمتم في حفظ الله ورعايته.
محبكم: السليل
ـ[أبوعبدالرحمن الدوسري]ــــــــ[01 - 08 - 05, 02:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ محمد على دعوتك للإخوة المتحاورين إلى الإنصاف، وعدم العجلة في الحكم.
قلت:
ياشيخ عبدالله , لقد دعوت أنا أيضا للإنصاف والعدل في النقد , فلماذا لم تشركني في الدعاء؛ أم أنه لم يعجبك إنصافي؟
و بورك فيك؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 08 - 05, 05:58 ص]ـ
قلت:
ياشيخ عبدالله , لقد دعوت أنا أيضا للإنصاف والعدل في النقد , فلماذا لم تشركني في الدعاء؛ أم أنه لم يعجبك إنصافي؟
و بورك فيك؟
أخي أبو عبد الرحمن وفقه الله
أشكرك على حسن ظنك! " إن بعض الظن إثم ".
وأسلوبك كان من البداية غير مناسب.
أيها المشايخ الكرام:
الموضوع كأنه اتجه اتجاهاً غير مناسب، فإن استمر الموضوع هكذا فسأضطر إلى إغلاقه. وفقكم الله.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[01 - 08 - 05, 06:22 ص]ـ
شيخنا عبدالله ليتكم تغلقونه الآن لأنه سلك منعطفا غير جيد، وأخذ كفايته من النقاش
ـ[أبوعبدالرحمن الدوسري]ــــــــ[03 - 08 - 05, 04:37 م]ـ
.
وأخشى أن تكون لم تشترِ الكتاب بعدُ كصاحبك الذي طنطن قبل شراء الكتاب! وليس الخبر كالمعاينه. [/ color]
أخي العزيز
إن فهمت عني فيما سبق أني أفضل طبعة اللحيدان على طبعة أبو حيمد ومن معه؛ فقد أثبت أنك (قوي الفهم , سريعه)!!
يا أخي أنا لم أتعرض للطبعة الثانية بمدح و لا قدح - و دونك جميع مقالاتي - حتى تعيب علي أني طنطنت ولم أقتن هذه الطبعة بعد!
كل ما طالبت به سابقا إنصاف الطبعة الأولى فقط؛ فلا تقل: (أسوأ الطبعات جميعا) , ولكن قيد , كما يجب عليك أن تزن بكفتين؛ للحسنات و السيئات و ليس للسيئات فقط.
فهل بعد هذا تعيب علي أن شاركت في الدفاع عن الطبعة الأولى دون أن أقتن الثانية؟!
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 08 - 05, 06:23 م]ـ
ولعلي بهذه المشاركة أختم هذا الموضوع،
وإذا أراد أحد المشاركين فتح الموضوع مرةً أخرى للنقاش العلمي؛ فليراسلني مشكوراً.