قلت والله المستعان: هكذا يقول الكوثري عن رجل أخرج له أصحاب الصحيح، وقد علم يقينا توثيق الأئمة له ... وإطباقهم على إخراج حديثه - حاشا الترمذي فيما أظن - وروى عنه الأكابر مثل مالك - رحمه الله - وفُضل من بين ولد نافع جميعا - رحمه الله -.
قال الحافظ في < هدي الساري > 453 بعد نقله لكلام ابن سعد في طبقاته 7/ 556 طبعة الخانجي:
( ... وهو كلام متهافت، كيف لا يحتجون به وهو ثبت).
ولا أدري - وما أظن الكوثري يدري - من هم الذين لم يحتجوا به، وقد أخرج له الأئمة البخاري ومسلم وأحمد والنسائي ...
المثال الثاني:
قال في صـ 226 معلقا على سند فيه أبو قلابة، و الأشعث بن عبد الرحمن: (تكلم فيه - الأشعث - النسائي، وأبو قلابة مدلس).
قلت: أما أبو قلابة (عبد الله بن زيد) فما رأيت أحدا وصفه بالتدليس قبل الحافظ الذهبي في الميزان 2/ 426، ثم تبعه الحافظ العلائي في < جامع التحصيل > 129 طبعة بغداد، عند تعداده لمن وصف بالتدليس قائلا: (أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، ذكر الذهبي في الميزان: أنه كان يدلس عمن لحقهم، ومن لم يلحقهم، وكان له صحف يحدث منها ويدلس).
أما الحافظ ابن حجر فقد أورده في < تعريف أهل التقديس >صـ 39 ضمن اهل المرتبة الأولى ممن لم يوصف بالتدليس إلا نادرا، وقال: (وصفه بذلك الذهبي والعلائي).
ولكن للحافظ أبي حاتم الرازي -رحمه الله -رأي آخر نقله عنه ابنه في الجرح والتعديل عند ترجمة أبي قلابة 5/ 58 يقول فيه: ( .. وأبو قلابة لا يعرف له تدليس).
ويعلق على هذا القول الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 5/ 226 فيقول: ( ... وهذا مما يقوي من ذهب إلى اشتراط اللقاء في التدليس، لا الإكتفاء بالمعاصرة).
و الأشد من هذا أن أبا قلابة قد سمع من أبي الأشعث الصنعاني الذي عنعن عنه في هذا الإسناد، قال في الجرح والتعديل 5/ 58: ( ... سمع من أبي الأشعث الصنعاني < شراحيل بن آدة > ... ).
فهل غاب كل ما تقدم عن الكوثري حتى يطلق القول بأن أبا قلابة مدلس هكذا ويسير لا يلوي على شئ؟
والأغرب وأشد نكرا قوله في التعليق المذكور عن الأشعث بن عبد الرحمن: (تكلم فيه النسائي) وهذا ما لم يكن فيما أحسب.
وذلك أن في كتب التراجم رجلين متتاليين باسم الأشعث بن عبد الرحمن، أحدهما: الأشعث بن عبد الرحمن اليامي الكوفي، ويذكر أولا، كما في تهذيب التهذيب، وتهذيب الكمال وغيرهما، والآخر: الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي الأزدي البصري، ويذكر على إثره.
نقل أغلب أهل الجرح والتعديل عن النسائي قوله في الأول: (ليس بثقة) وهو قوله في كتابه في < الضعفاء والمتروكين > صـ 55: (الأشعث بن عبد الحمن الإيامي .. ليس بثقة، ولا يكتب حديثه).
وقد تعقب الحافظ الذهبي قول النسائي هذا بما تجده في الميزان 1/ 266، وأصله في كامل ابن عدي 1/ 379 مما لا نطيل بذكره، ولا يعنينا هنا.
والذي يهمنا حقا أن صاحبنا الكوثري قد استعار قول النسائي هذا في الأشعث بن عبد الرحمن اليامي وألبسه للأشعث بن عبد الرحمن الجرمي البصري المذكور في سند البيهقي.
فهل انتقل نظر الكوثري من هذا إلى هذا؟ ام هي الرغبة في إسقاط كل المرويات المخالفة لعقيدته الخلفية؟ قرائن الحال هي الفيصل.
هذان مثلان سريعان من فواقر الكوثري -رحمه الله - وعواقره، فكيف بك مع مقدمته للكتاب وما حوت من باطل وضلال ...
لقد جازفتُ وذكرتُ لك مكان بيع كتب المسكين لأنك أردتَ إتيان البيوت من أبوابها، والوقوف بنفسك على مصائب الرجل، وهذا مسلك يعجبني في طالب العلم ... فأرجو أن تكون - ومن يقرأ هذا - عند حسن الظن، وقد ملأت بعقيدة السلف الصالح الصافية النقية قلبك، وأيد ذلك بالبرهان عقلك ... فلا يكون لما أبداه وأعاده الكوثري من أثر في نفسك، إلا مثل أثر من يطرق في بارد الحديد ..
أيدك الله بنصره، وأعانك على سلوك سبل الهداية.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[13 - 08 - 05, 01:32 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي في الله ..
وليطمئن قلبك .. فوالله لا أعتقد غير اعتقاد السلف .. ولا أدين الله إلا به ..
أما رغبتي في الاطلاع على كتب الكوثري فهي أن غالب الأحباش يحتجون -ولا يصرحون بذلك- بالكوثري والسقاف وأشباههما .. فأردت الوقوف على كلامه تحسبًا لأي نقاش .. خاصةً وقد وصلت الكراهية بهم تجاهي إلى أنهم ألفوا قصيدة -آه والله- في ذمي (ابتسامة) .. وكثيرًا ما يطلبونني في موقعهم .. أسألكم الدعاء لي بالثبات والسداد والتوفيق ..
وأما قولك: (((وهذا مسلك يعجبني في طالب العلم))) .. فلست بطالب علم .. ولا أبلغ ذلك أبدًا ..
جزاك الله خيرًا مرةً أخرى .. وأتمنى أن أراك معنا في منتدى مكافحة الأحباش ..
ختامًا .. أضحك الله سنك أخي في الله .. (((ولا أدري -وما أظن الكوثري يدري- ... ))) .. أضحكتني كثيرًا هذه العبارة ..
ولا تنسني من صالح دعائك ..
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 12:04 ص]ـ
وبما أن أخى الفاضل ذكر المكتبة (ابتسامة)
فمن كتبه التى ربما تقف فيها على فوائد (مقالاته) ...
والله أعلم
¥