تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل تثبت الوصية لأبي حنيفة]

ـ[التجيبي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 02:30 م]ـ

هل تثبت الوصية لأبي حنيفة رحمه الله تعالى

ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[16 - 09 - 05, 09:45 ص]ـ

بسم الله والحمد لله

قال الزرنوجي في (تعليم المتعلم طريق التعلّم ص64): «وينبغي لطالب العلم أن يُحصِّل الوصيَّة التي كتبها أبو حنيفة رحمه الله ليوسف بن خالد السمتي».

قال المحقق: «وهي وصيّة يدور مجملها حول النهي عن التكبّر، أورد د. أحمد شلبي قسماً منها في كتابه (تاريخ التربية الإسلامية ص316)، وقال: الوصيّة بكاملها مدوّنة في مخطوط محفوظ بجامعة استانبول، وقد وجدنا منها نسخة أخرى في مكتبة الشيخ زهير الشاويش برقم 385. وهناك وصيّة أخرى منسوبة لأبي حنيفة، وموضوعها: العقيدة، وقد اطّلعت على مخطوط في شرح الوصيّة، شرحها محمد بن محمود الشهير بأكمل الدين البابرتي شارح الهداية المتوفى عام 786هـ/1384م، والمخطوط محفوظ في مكتبة زهير الشاويش تحت رقم 1285».

ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 10:33 ص]ـ

الكتاب الثالث

كتاب الوصية

وهي رسالة يقال: إن الإمام كتبها ععند وفاته كوصية لأصحابه وضمنها مسائل في أصول الدين , وهي معتمدة عند الحنفية وذكروا لها إسناداً.

قال محمد بن المرتضى الزبيدي: وذكر هذه الوصية بتمامها الإمام صارم المصري في " نظم الجمان " ومن المتأخرين القاضي تقي الدين التميمي في " الطبقات السنية " (1).

المطلب الأول

دراسة سند كتاب الوصية

هذا الكتاب مروي من طريق أبي طاهر محمد بن المهدي الحسيني عن إسحاق بن منصور المسياري عن أحمد بن علي السليماني عن حاتم بن عقيل الجوهري عن أبي عبدالله محمد بن سماعة التميمي عن أبي يوسف عن الإمام أبي حنيفة (2).

وهذا السند مسلسل بالمجاهيل فإن محمد بن المهدي الحسيني وإسحاق المسياري وأحمد السليماني وحاتم الجوهري أربعتهم مجاهيل ليس لهم أي ترجمة في كتب الرجال , ولا حتى في كتب طبقات الحنفية , فسند هذا حاله لا يمكن اعتماده في نسبة الكتاب إلى الإمام - رحمه الله.

المطلب الثاني

دراسة محتويات الكتاب

في هذا الكتاب مسائل كثيرة مهالفة لمذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد بل ومخالفة لما هو منقول معروف عن الإمام أبي حنيفة - رحمه الله - وبعضها شبيه بما تقد إيراده من الفقه الأكبر المسنوب إلى الإمام نفسه , وقد أشرت هنالك إلى مخالفتها لعقيدة أهل السنة والجماعة وما نقل عن الإمام نفسه ومن تلك المسائل:

1 - نقر بأن القرآن كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله وصفته لا هو ولا غيره (3).

2 - لأن الحروف والكلمات والآيات كلها آلة القرآن لحاجة العباد إليها وكلام الله تعالى قائم بذاته ومعناه مفهوم بهذه الأشياء (4).

3 - وكلامه مقروء ومكتوب ومحفوظ من غير مزايلة عنه (5).

انظر الكلام السابق تجد أنك أمام العقيدة الكلابية الأشعرية في صفة كلام الله وفي القرآن , وقد مر تحقيق الكلام في ذلك في الكلام على مسائل الفقه الأكبر (6).

وقد جاء في الوصية مسائل أخرى منها:

4 - نقر بأن الاستطاعة مع الفعل لا قبل الفعل ولا بعد الفعل (7).

هذا هو مذهب الأشعارة في استطاعة العبد التي هي قدرته على الفعل , لأن مذهب الأشاعرة في الاستطاعة أنها المقارنة للفعل لا تتقدم عليه , لأن العبد عندهم غير فاعل وإنما هو كاسب (8) , وفسروا الكسب بأنه مقارنة القدرة القديمة التي هي قدرة الله للقدرة الحادثة التي هي قدرة العبد عند حدوث الفعل , وهي من المسائل المبهمة غير المفهومة.

وأما مذهب أهل السنة , فإنهم يقسمون الاستطاعة إلى نوعين:

أ 0 استطاعة سابقة للفعل متقدمة عليه وهي الصحة وسلامة الآلات والتمكن من الفعل.

ب - واستطاعة مقارنة للفعل بها يحصل الفعل.

وهذا الإمام الطحاوي - رحمه الله - يوضح ذلك في العقيدة التي نص في أولها أنها عقيدة الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن - رحمهم الله -.

قال - رحمه الله - (والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق التي لا يجوز أن يوصف المخلوق به تكون مع الفعل , وأما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلاكة الآلات , فهي قبل الفعل , وبها يتعلق الخطاب) (8) وسيأتي مزيد تفصيل لهذه المسألة في الباب الرابع من هذه الرسالة إن شاء الله تعالى.

5 - لقاء الله تعالى لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة حق (9).

وهذا أيضاً هو مذهب الأشاعرة في رؤية الله في الآخرة , فإن الأشاعرة أثبتوا الرؤية مع نفي الجهة , فتناقضوا وخالفوا عموم الأمة في ذلك , وقد مر تحقيق الكلام في ذلك عند مناقشة مسائل كتاب الفقه الأكبر (10).

وبعد فقد ظهر أيضاً أن كتاب " الوصية " متضمن لتقرير العقيدة الأشعرية التي إنما حدثت بعد وفاة الإمام أبي حنيفة بأكثر من قرن ونصف من الزمان , فهذا يؤكد مع سقوط سند الكتاب أيضاً براءة الإمام - رحمه الله - من هذا الكتاب وما تضمنه من مسائل محدثة , مخالفة لأصول أهل السنة والجماعة - رحمهم الله -.

نقلاً من كتاب: براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة ص 76 - 79

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) إتحاف السادة المتقين بشرح إحياة علوم الدين 2/ 14

2) انظر: أصول الدين عند أبي حنيفة ص 139

3) الوصية 11

3) الوصية 12

4) الوصية 12

5) انظر ص 48 من هذا الكتاب

6) الوصية 25

7) انظر لمذهب الأشاعرة في الاستطاعة: الإرشاد للجويني 219 - 220 , معالة أصول الدين للرازي 83 , الإنصاف للباقلاني 46.

8) شرح العقيدة الطحاوية 426 مع كلام الشارح.

9) الوصية 31

10) انظر ص 62 من هذا البحث.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير