تصحيح نية المؤلّف أو المحقق.
ـ[سفيان بن عايش]ــــــــ[19 - 09 - 05, 01:02 ص]ـ
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
إلى الإخوة الّذين يعملون في مجال التّحقيق، والتّأليف الشّرعي، أدعو نفسي وإيّاكم إلى تفقّد نيّاتنا اتجاه التّحقيق والتّأليف؛ بأن تكون خالصة لوجه اللّه.
فأقول: يخطأ كثير من المحقّقين في نيّتهم اتّجاه التّحقيق، فمنهم:
من غايته المكسب المادّي فإن أعطي؛ حقق، وإن لا فلا. فيقال له: ابحث لك عن عمل دنيوي؛ تحصّل منه معاشك، فالتّحقيق عبادة لأنّ فيها تعليم النّاس، ومن جعل مقصده من العبادة تحصيل الدّنيا؛ هلك.
ومنهم من غايته أن يتعلّم العلوم التي يحقّقها. فيقال له: ليس هذا هو طريقه، فأنت عندما تحقّق الكتاب يستلزم منك قراءته المرّات الكثيرة من مقابلة وفحص للنّسخ ثم القراءة وراء المنضّد وتجارب التّصحيح والفهرسة و ... ؛ ففي هذا الوقت تكون قد قرأت أشياء كثيرة ووفيرة، فما حصّلته من علم بالتّحقيق لايساوي شيئاً مما ستحصّله من القراءة، والجثوّ بالرّكب بين يدي أهل العلم.
أضف إلى ذلك: أنّك إن كنت ممن يعلّم النّاس الخير، فلن تجد الوقت الكافي لتحضير درسك التّحضير المطلوب، فضلاً عن أن تطوّره بحيث تلاحق المتقدّمين من طلاب العلم.
ومنهم من فُتن بعد طباعة مجموعة من الكتب له؛ بحيث صار يُنظر إليه نظرة العالم أو طالب العلم القوي، فإنتاجه يكثر، وعلمه لايتقدّم ... إلى أن صار يُشار إليه بالبنان، ودخل الكبر والغرور إلى قلبه؛ فلم يعد يتواضع فيسمع درساً إلى من قلّة، وصَعُب عليه أن يتراجع عن فتوى أو مسألة صدرت منه.
أخي المحقّق، المقام لايتسع إلى زيادة بسط، وما سبق فيه فقط الإشارة، فلنقصد من التّحقيق والتّأليف: هو توصيل العلم للنّاس، قاصدين بذلك وجه اللّه، بعد أن نكون قد قطعنا شوطاً طويلاً من طلب العلم، فالتّحقيق والتّأليف هدر لوقتك، فلا يكون إلا ممّن امتلأ، واللّه أعلم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[19 - 09 - 05, 01:20 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[ابن يونس]ــــــــ[20 - 09 - 05, 12:30 ص]ـ
أخى العزيز سفيان لاشك أن كل من يتعامل بقرب مع مجال من المجالات يعرف عيوبه أكثر من غيره ولعلك وضعت يدك على أمر يحتاج إلى الكثير من الالحاح فى التذكير به فى هذا المجال
وأرى أن يضاف معه التذكير على الانصاف الذى لايكاد يوجد فى تبيين العيوب أو ايضاح المثالب ومع هذا يا أخى أنا لست معك فى القول أن البعد عن هذا المجال ربما ينفع معه تحصيل العلم بشكل أفضل فكل من يعمل فى مجال ما يأخذ معظم وقته مع صعوبة الظروف المادية وقد كان لكثير من العلماء فيما مضى عطاءات يعتمدون عليها فى معايشهم
لكن نستطيع أن نقول إن من وجد مهنة أو عملا بجوار هذا العمل يكون أكثر قدرة على عدم الاستجابة لأى ضغط يدعوه للتقصير أو المخالفة
وأخيرا ياليتنا نلح بالتذكير على الاخلاص والانصاف
وجزاك الله خيرا