فليس كل عمله صلى الله عليه و سلم شرعا و يتوقف هذا على قوله و فعله و تقريره و لذا سارع الخلفية عمر ابن الخطاب في قطع شجرة العقبة عندما تهافت الناس للجلوس بظلها اتّباعا لنبيهم صلوات ربي و سلامه عليه ظنّوا .....
فامساكه بالعرجون من هذا القبيل فليس من السنة ان نحمل عرجونا و نتعبد الله تعالى بحمله ......
و قوله صلى الله عليه و سلم لقتادة (ما لك يا قتادة! ههنا هذه الساعة؟) مما يدل ضمنا انكارا على قتادة لعزوفه عن الاخذ بالرخصة .....
فقال: (قلت: اغتنمت شهود الصلاة معك يا رسول الله!) فلم ينكر عليه الاخذ بالعزيمة مما يدلنا على التحرير الذي حررناه قبل اسطر فلينظر اليه بتمعن .....
ثم اعطاه العرجون قائلا له: انّ الشيطان قد خلفك في اهلك فاذهب بهذا العرجون فأمسك به حتى تأتي بيتك, فخذه من وراء البيت فاضربه بالعرجون.
و هذا علم من اعلام نبوته صلى الله عليه و سلم فيطلعه ربه و مولاه على ما شاء من غيبه مما هو خرق للعادة ليبتلي به قلوب العباد ......
و يكفي قتادة العمل بقوله صلى الله عليه و سلم (من اراد ان يسافر فليقل لمن يخلّف: استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) و الحديث صحيح و هو عند ابن ماجه و احمد و غيرهما ....
و قبل هذا قوله صلى الله عليه و سلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ان الله تعالى اذا استودع شيئا حفظه. اخرجه النسائي و احمد و هو صحيح
اما ان تخلّف في اهلك ربك و اما ان يخلّفك الشيطان لا محالة عاجلا او آجلا ....
و كم امطرت علينا القصص من هنا و هناك تحكي سوء الخلف و المستودع!!!
فهذا خرج من بيته و عند عودة كانت جوارح قطّاع الطرق اعملت فيه عمل النار في الهشيم .....
و آخر ترك زوجه ليعود اليها و هي تتربع عند شُعَب رَجُلٍ غريب!!!
و الخلف اما ان يكون الله تعالى و هذا يتحقق بالطلب و اما ان يكون من الشياطين الجن و الانس ...
و مرّت عليّ فترة اثقلت كاحلي علامات التعجب مع صغر حجمها!!!
فذهب المال و ضاع السؤال, فالذي تجنيه طوال النهار يذهب سدى في عتمة الليل!!!
فانتبهت من غفلتي و تلفظت بالمآل فارتاح البال و خلت بر الامان ...
فلم يفتر لساني في صغيرة او كبيرة عن قولي (((اللهم اني استودعك هذا ...... و استخلفك عليه)))
و الحمد لله اولا و آخرا .......
عود على بدء:
لم يأمره صلى الله عليه و سلم ان يضربه ضرب الزجر و الاكراه على الخروج فللعرجون بركة خاصة و معجزة جارية فمن الرسول الى قتادة لاغير و ذاك العرجون و لا يتعدّ بركته الى غيره .... فالبركة حاصلة عندما كان بيمين النبي صلى الله عليه و سلم و لذا اضاء امام قتادة و اخرج القنفذ .....
اذا الاصل: تضربه لا تقتله, تزجره لا تحبسه, تأمره لا تسامره ...
و اني اتعجب و يزداد عجبي من اناس ينتمون الى السلف ديدنهم المسامرة مع الشياطين بيد ان رسولهم صلى الله عليه و سلم لم يزد على قوله (اخرج عدو الله)!!!
و يقرؤون القرآن و يثابرون بغية ان يحضرون!!! و قال تعالى (و قل رب اعوذ بك من همزات الشياطين, و اعوذ بك رب ان يحضرون)
ثم يتحدثون بما هو لعب الشيطان بهم و قال صلى الله عليه و سلم (لا تتحدث بتلاعب الشيطان بك في المنام) مسلم
و هذا عند رفع القلم فمابلك و القلم قائم!!!
و زد ضغثا على ابالة عندما يعتقدون صدق (صدقك و هو كذوب)!!!
و لا بنصحك يلتزمون و لا بارشادك يأتمورن بل يبادلون الحسنة بالسيئة و يستيقظون على غيبة و يرقدون على نميمة فالله اسأل هدايتهم انه ولي ذلك .....
عود على بدء:
فلحديث قتادة لون خاص و طعم حلو و ليس هذا الا لمن كان طعمه و بصره كما هي طبائع البشرية السليمة ....
و هو احد الاحاديث الذي يجد فيه المسلم ضالته فلا غير ان تلتزم بدعاء الخلف و خير الخلف رب الناس سبحانه و تعالى ...
فاسأله تعالى التوفيق و السداد و حسن الختام و ان يجعل عملي هذا خالصا لوجه الكريم فهو المسؤول و المأمول.