تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فليس كل عمله صلى الله عليه و سلم شرعا و يتوقف هذا على قوله و فعله و تقريره و لذا سارع الخلفية عمر ابن الخطاب في قطع شجرة العقبة عندما تهافت الناس للجلوس بظلها اتّباعا لنبيهم صلوات ربي و سلامه عليه ظنّوا .....

فامساكه بالعرجون من هذا القبيل فليس من السنة ان نحمل عرجونا و نتعبد الله تعالى بحمله ......

و قوله صلى الله عليه و سلم لقتادة (ما لك يا قتادة! ههنا هذه الساعة؟) مما يدل ضمنا انكارا على قتادة لعزوفه عن الاخذ بالرخصة .....

فقال: (قلت: اغتنمت شهود الصلاة معك يا رسول الله!) فلم ينكر عليه الاخذ بالعزيمة مما يدلنا على التحرير الذي حررناه قبل اسطر فلينظر اليه بتمعن .....

ثم اعطاه العرجون قائلا له: انّ الشيطان قد خلفك في اهلك فاذهب بهذا العرجون فأمسك به حتى تأتي بيتك, فخذه من وراء البيت فاضربه بالعرجون.

و هذا علم من اعلام نبوته صلى الله عليه و سلم فيطلعه ربه و مولاه على ما شاء من غيبه مما هو خرق للعادة ليبتلي به قلوب العباد ......

و يكفي قتادة العمل بقوله صلى الله عليه و سلم (من اراد ان يسافر فليقل لمن يخلّف: استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) و الحديث صحيح و هو عند ابن ماجه و احمد و غيرهما ....

و قبل هذا قوله صلى الله عليه و سلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ان الله تعالى اذا استودع شيئا حفظه. اخرجه النسائي و احمد و هو صحيح

اما ان تخلّف في اهلك ربك و اما ان يخلّفك الشيطان لا محالة عاجلا او آجلا ....

و كم امطرت علينا القصص من هنا و هناك تحكي سوء الخلف و المستودع!!!

فهذا خرج من بيته و عند عودة كانت جوارح قطّاع الطرق اعملت فيه عمل النار في الهشيم .....

و آخر ترك زوجه ليعود اليها و هي تتربع عند شُعَب رَجُلٍ غريب!!!

و الخلف اما ان يكون الله تعالى و هذا يتحقق بالطلب و اما ان يكون من الشياطين الجن و الانس ...

و مرّت عليّ فترة اثقلت كاحلي علامات التعجب مع صغر حجمها!!!

فذهب المال و ضاع السؤال, فالذي تجنيه طوال النهار يذهب سدى في عتمة الليل!!!

فانتبهت من غفلتي و تلفظت بالمآل فارتاح البال و خلت بر الامان ...

فلم يفتر لساني في صغيرة او كبيرة عن قولي (((اللهم اني استودعك هذا ...... و استخلفك عليه)))

و الحمد لله اولا و آخرا .......

عود على بدء:

لم يأمره صلى الله عليه و سلم ان يضربه ضرب الزجر و الاكراه على الخروج فللعرجون بركة خاصة و معجزة جارية فمن الرسول الى قتادة لاغير و ذاك العرجون و لا يتعدّ بركته الى غيره .... فالبركة حاصلة عندما كان بيمين النبي صلى الله عليه و سلم و لذا اضاء امام قتادة و اخرج القنفذ .....

اذا الاصل: تضربه لا تقتله, تزجره لا تحبسه, تأمره لا تسامره ...

و اني اتعجب و يزداد عجبي من اناس ينتمون الى السلف ديدنهم المسامرة مع الشياطين بيد ان رسولهم صلى الله عليه و سلم لم يزد على قوله (اخرج عدو الله)!!!

و يقرؤون القرآن و يثابرون بغية ان يحضرون!!! و قال تعالى (و قل رب اعوذ بك من همزات الشياطين, و اعوذ بك رب ان يحضرون)

ثم يتحدثون بما هو لعب الشيطان بهم و قال صلى الله عليه و سلم (لا تتحدث بتلاعب الشيطان بك في المنام) مسلم

و هذا عند رفع القلم فمابلك و القلم قائم!!!

و زد ضغثا على ابالة عندما يعتقدون صدق (صدقك و هو كذوب)!!!

و لا بنصحك يلتزمون و لا بارشادك يأتمورن بل يبادلون الحسنة بالسيئة و يستيقظون على غيبة و يرقدون على نميمة فالله اسأل هدايتهم انه ولي ذلك .....

عود على بدء:

فلحديث قتادة لون خاص و طعم حلو و ليس هذا الا لمن كان طعمه و بصره كما هي طبائع البشرية السليمة ....

و هو احد الاحاديث الذي يجد فيه المسلم ضالته فلا غير ان تلتزم بدعاء الخلف و خير الخلف رب الناس سبحانه و تعالى ...

فاسأله تعالى التوفيق و السداد و حسن الختام و ان يجعل عملي هذا خالصا لوجه الكريم فهو المسؤول و المأمول.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير