[شرح العقيدة الطحاوية]
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[16 - 03 - 06, 10:22 م]ـ
أنواع التوحيد الذى دعت اليه الرسل
ثم التوحيد الذي دعت اليه رسل الله ونزلت به كتبه نوعان توحيد في الاثبات والمعرفة وتوحيد في الطلب والقصد
فالأول هو اثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه ليس كمثله شىء في ذلك كله كما اخبر به عن نفسه وكما اخبر رسوله وقد أفصح القرآن عن هذا النوع كل الافصاح كما في أول الحديد وطه وآخر الحشر وأول الم تنزيل السجدة وأول آل عمران وسورة الاخلاص بكمالها وغير ذلك
والثانى وهو توحيد الطلب والقصد مثل ما تضمنته سورة قل يا أيها الكافرون وقل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم آل عمران وأول سورة تنزيل الكتاب وآخرها وأول سورة يونس وأوسطها وآخرها وأول سورة الاعراف وآخرها وجملة سورة الانعام
وغالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد بل كل سورة في القرآن فالقرآن اما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وهو التوحيد العلمي الخبري واما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه فهو التوحيد الارادي الطلبي واما أمر ونهي والزام بطاعته فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته واما خبر عن اكرامه لاهل توحيده وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الآخرة فهو جزاء توحيده واما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد
فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفى شأن الشرك وأهله
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[16 - 03 - 06, 10:23 م]ـ
قوله ولا شىء مثله
ش اتفق اهل السنة على أن الله ليس كمثله شىء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله ولكن لفظ التشبيه قد صار في كلام الناس لفظا مجملا يراد به المعنى الصحيح وهو ما نفاه القرآن ودل عليه العقل من أن خصائص الرب تعالى لا يوصف بها شىء من المخلوقات ولا يماثله شىء من المخلوقات في شىء من صفاته ليس كمثله شىء الشورى 11 رد على الممثلة المشبهة وهو السميع البصير رد على النفاة فمن جعل صفات الخالق مثل صفات المخلوق فهو المشبه المبطل المذموم ومن جعل صفات المخلوق مثل صفات الخالق فهو نظير النصارى في كفرهم ويراد به أنه لا يثبت لله شىء من الصفات فلا يقال له قدرة ولا علم ولا حياة لان العبد موصوف بهذه الصفات ولازم هذا القول أنه لا يقال له حي عليم قدير لان العبد يسمى بهذه الاسماء وكذلك كلامه وسمعه وبصره وارادته وغير ذلك وهم يوافقون أهل السنة على انه موجود عليم قدير حي والمخلوق يقال له موجود حي عليم قدير ولا يقال هذا تشبيه يجب
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[16 - 03 - 06, 10:24 م]ـ
قوله ولا شىء يعجزه
ش لكمال قدرته قال تعالى ان الله على كل شىء قدير البقرة وكان الله على كل شىء مقتدرا الكهف وما كان الله ليعجزه من شىء في السموات ولا في الارض انه كان عليما قديرا فاطر وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم البقرة لا يؤده اي لا يكرثه ولا يثقله ولا يعجزه فهذا النفي لثبوت كمال ضده وكذلك كل نفي يأتي في صفات الله تعالى في الكتاب والسنة انما هو لثبوت كمال ضده كقوله تعالى ولا يظلم ربك أحدا الكهف لكمال عدله الا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض سبأ لكمال علمه وقوله تعالى وما مسنا من لغوب ق لكمال قدرته لا تأخذه سنة ولا نوم البقرة لكمال حياته وقيوميته لا تدركه الابصار الانعام لكمال جلاله وعظمته وكبريائه والا فالنفي الصرف لا مدح فيه الا ترى أن قول الشاعر % قبيلة لا يغدرون بذمة % % ولا يظلمون الناس حبة خردل %
لما اقترن بنفي الغدر والظلم عنهم ما ذكره قبل هذا البيت وبعده وتصغيرهم بقوله قبيلة علم أن المراد عجزهم وضعفهم لا كمال قدرتهم وقول الآخر % لكن قومي وان كانوا ذوي عدد % % ليسوا من الشر في شىء وان هانا %
لما اقترن بنفي الشر عنهم ما يدل على ذمهم علم ان المراد عجزهم وضعفهم أيضا ولهذا يأتي الاثبات للصفات في كتاب الله مفصلا والنفي مجملا عكس طريقة أهل الكلام المذموم فانهم يأتون بالنفي المفصل والاثبات
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[16 - 03 - 06, 10:26 م]ـ
قوله ولا اله غيره
ش هذه كلمة التوحيد التي دعت اليها الرسل كلهم كما تقدم ذكره واثبات التوحيد بهذه الكلمة باعتبار النفي والاثبات المقتضي للحصر فان الاثبات المجرد قد يتطرق اليه الاحتمال ولهذا والله أعلم لما قال تعالى والهكم اله واحد البقرة قال بعده لا اله الا هو الرحمن الرحيم البقرة فانه قد يخطر ببال أحد خاطر شيطاني هب ان الهنا واحد فلغيرنا اله غيره فقال تعالى لا اله الا هو الرحمن الرحيم
وقد اعترض صاحب المنتخب على النحويين في تقدير الخبر في لا اله الا هو فقالوا تقديره لا اله في الوجود الا الله فقال يكون ذلك نفيا لوجود الاله ومعلوم أن نفي الماهية أقوى في التوحيد الصرف من نفي الوجود فكان إجراء الكلام على ظاهره والاعراض عن هذا الاضمار أولى
¥