ثم الكتاب الذي طبعه الأستاذ هشام الصيني يقينًا ليس من ((الجامع)) لابن وهب البتة، رغم جدال موراني في هذا، وقد بَيَّنَ هذا الشيخ عبد الرحمن الفقيه في كلامه في ((ملتقى أهل الحديث)) فليُرَاجَع، ولعل الله عز وجل قد عاقب موراني بسوء عمله فأخطأَهُ الصواب في التعريف بالكتاب على الحقيقة؛ بخلاف الأستاذ هشام الصيني، ففيما ذكره ونشره وجهٌ قويٌّ جدًَّا لقبوله، خلافًا لزعم موراني أن المنشور (ط: الصيني) هو جزء من ((الجامع)) لابن وهب؛ لأنه لا دليل على هذا البتة، بل لا وجه للصلة بين محتوى الكتابين أبدًا، فالقطع الموجودة من الجامع لابن وهب بدار الكتب المصرية مثلا (وهي عندي بحمد الله) تختلف تمامًا في محتوياتها مع ما نشره الأستاذ هشام الصيني باسم (الموطأ) لابن وهب، فالذي نشره يحتمل التسمية بالموطإ، ولا ينافيها، وكذا يحتمل تسميته بالمسند ولا ينافيها، خلافًا للجامع لابن وهب، فهو بعيد تمامًا عن منهج (الموطأ) وقد طُبِع بعض (الجامع) أكثر من طبعة، ببيروت ومصر، وهو كالمصنف لابن أبي شيبة أو عبد الرزاق، يُعْنَى بسرد الآثار الموقوفات على الصحابة رضي الله عنهم أو المقطوعات على التابعين رحمهم الله، وأحاديثه المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم يستطيع الباحث حصرها، بخلاف الموطأ فالأصل فيه الرويات المرفوعات.
ومن هنا يظهر للقراء ما ارتكبه موراني في حقِّ العلم والبحث والتراث الإسلامي من خيانةٍ وخلطٍ، فأما الخيانة فهي موضوعنا الأصلي في هذا المقال، وهي التي بين يدي القراء، وأما الخلط فهو زعمه أن (الموطأ) (أو حتى المسند) الذي طبعه الأستاذ (هشام الصيني) جزء من (الجامع) لابن وهب، وهذا خطأ ناتج عن جهلٍ وعدم دراسة أو دراية بما يتصدَّى له هذا (الموراني)، وإِنْ تعجب فعجب أن يأتي بعد ذلك فيدَّعِي التحقيق والعلم بالتراث الإسلامي!!
وإنَّها لإحدى الكبر!!
وهذه هي القصة بحذافيرها كما يرويها لنا الكاتب ((شاهد عيان)) بحضور المستشرق موراني، في موضوع ((أنت تسأل ود. موراني يجيب)) من ((منتدى التوحيد))
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2514&page=3
وهذه وثيقة أخرى من ((وثائق الغدر)) بنصها:
يقول الكاتب ((شاهد عيان)) (أحد من خدعهم موراني أيضًا): ((إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة موراني لا علم لي بأحكام ابن وهب في مكتبة تستير بيتي: ربما نشاهد نفس الحكاية التي شاهدناها سابقا مع هشام الصيني ..... والله أعلم.
شكرًا د. موراني على هذا التنبيه، وقد ذكرتُ لك أن المحققين المشار إليهما آنفًا قد ذكرا أنهما استدركا النقص في المطبوع، ولكني أردت أن أوضح مسألة الأستاذ هشام الصيني هنا، وإن لم أكن أعرفه، لأمرين:
الأول: للحرص على نشر النسخ الخطية كاملة كما وردت إلينا.
الثاني: لأضع هنا فائدة نبه عليها د. موراني خاصة بعد سماحه لي بنشر ما لدي من رسائل خاصة في أول مراسلتي له.
وأرجو أن تكون هذه المشاركة دافعا للمضي قدما نحو المخطوطات والتراث.
وهذه رسائلي إلى د. موراني وأجوبته عليها تأكيدا على أن ما نشر من كتاب ابن وهب قد سقطت منه ورقة ونرجو من المحقق الأستاذ هشام الصيني إن بلغه الكلام أن يستدرك هذا السقط في طبعات قادمة بإذن الله.
وقد نسخت الرسائل والأجوبة من صندوق البريد الخاص بي في المنتدى ووضعتها كما هي حرفا بحرف:
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة شاهد عيان
سؤال:
قرأتُ في ملتقى الحديث فيما يخص طبعة هشام الصيني لكتاب ابن وهب ما يفيد أن ثمة ما تعرفه خلف الكواليس؟
ولا أدري من أين وقع لي أن ثمة خلاف بينك وبينه، فأردتُ الاستفسار منكم عن صحة ذلك من عدمه؟ وما هو السبب؟ وهل حقًّا كما سمعنا أنه لم يخرج الكتاب كاملا؟
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة موراني
نهارك سعيد , وأشكر لك على اهتمامك.
لا خلاف بينس وبين هشام الصيني اذ لا أعرفه شخصيا.
حقق جزءا من مخطوط ما بعدم علمه اليقين ما هو وقال انه في آخره مبتور. لقد أوضحت الأمر في مقدمة الجزء الأول من تفسير انب وهب (دار الغرب الاسلامي).
فوراء الكواليس شيء آخر ربما لا علاقة له بهشام الصيني.
بتحياتي
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة شاهد عيان
شكرًا لاهتمامك بالرد والتوضيح
¥