تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيَا أيُّها القلبُ الذي مَلكَ الهَوَى = أزِمَّتَهُ حتى مَتى ذا التلوُّمُ

وحَتَّامَ لا تصْحُو وقدْ قرُبَ المَدَى = ودانتْ كُؤوسُ السَّيْرِ والناسُ نوَّمُ

انتفاضة البعث

بَلى سوفَ تصحُو حين ينكشفُ الغَطا = ويبدو لكَ الأمرُ الذي أنتَ تكتُمُ

ويا مُوقِدًا نارًا لغيركَ ضوؤُها = وحرُّ لَظاها بينَ جنْبَيْك يَضرِمُ

أهذا جَنَى العلمِ الذي قد غرستَهُ = وهذا الذي قد كنتَ ترجوهُ يُطْعِمُ

وهذا هو الحظُّ الذي قد رضيتَهُ = لِنفسكَ في الدارَيْنِ جاهٌ ودِرهمُ

وهذا هو الرِّبحُ الذي قد كسبتَهُ = لَعمرُكَ لا رِبحٌ ولا الأصلُ يَسْلَمُ

بَخِلتَ بشيءٍ لا يضرُّكَ بذلُهُ = وجُدْتَ بشيءٍ مثلُهُ لا يُقَوَّمُ

بَخِلتَ بذا الحظِّ الخسِيسِ دناءةً = وجُدْتَ بدارِ الخُلدِ لو كنتَ تَفهمُ

وبِعْتَ نعيمًا لا انقضاءَ له ولا = نظيرَ ببخْسٍ عن قليلٍ سيُعْدَمُ

فهلا عكستَ الأمرَ إنْ كنتَ حازمًا = ولو أضعتَ الحزمَ لو كنتَ تعلَمُ

وتهدِمُ ما تَبنِي بكفِّك جاهدًا = فأنتَ مَدى الأيامِ تبنِي وتَهْدِمُ

و عندَ مرادِ الله تفنَى كمَيِّتٍ = وعندَ مرادِ النفسِ تُسْدِي وتُلْحِمُ

وعند خِلافِ الأمر تحتَجُّ بالقَضَا = ظهيرًا على الرحمن للجَبْرِ تزْعُمُ

تُنَزِّهُ منكَ النفسَ عن سوء فِعْلِها = وتعتِبُ أقدارَ الإلَهِ وتَظْلِمُ

تُحِلُّ أمورا أحكمَ الشرعُ عَقْدَها = وتقصِدُ ما قد حلَّه الشرْعُ تُبْرِمُ

وتَفهمُ من قولِ الرسولِ خلافَ ما = أرادَ لأن القلبَ منك مُعجَّمُ

مطيعٌ لِداعِي الغَيِّ عاصٍ لِرُشْدِهِ = الى ربِّه يومًا يُرَدُّ ويَعلَمُ

مُضِيعٌ لأمرِ اللهِ قد غشَّ نفسَهُ = مُهينٌ لها أنَّى يُحَبُّ ويُكرَمُ

بطيءٌ عن الطاعاتِ أسرعُ للخَنَا = مِنَ السيلِ في مَجْرَاهُ لا يَتَقَسَّمُ

وتَزْعم معْ هذا بأنكَ عارفٌ = كذَبْتَ يقِينًا في الذي أنتَ تزعُمُ

وما أنتَ إلا جاهلٌ ثم ظالمٌ = وأنكَ بين الجاهلِينَ مُقَدَّمُ

إذا كان هذا نصحُ عبدٍ لنفسِهِ = فمَنْ ذا الذي منه الهُدَى يُتَعَلَّمُ

وفي مثلِ هذا الحالِ قد قال مَن مَضَى = و أحسنَ فيما قالَهُ المتَكلِّمُ

فإنْ كنْتَ لا تدرِي فتلكَ مُصيبةٌ = وإنْ كنتَ تَدْرِي فالمصيبةُ أعْظَمُ

ولو تُبْصِرُ الدنيا وراءَ سُتُورِها = رأيتَ خيَالا في منامٍ سَيُصْرَمُ

كحُلمٍ بطيفٍ زار في النوم وانقضَى الْ = ـمنامُ وراحَ الطيفُ والصبُّ مُغْرَمُ

وظِلٍّ أتتْهُ الشمسُ عند طلوعِها = سَيُقْلَصُ في وقتِ الزوالِ ويَفْصِمُ

ومُزْنَةِ صيفٍ طابَ منها مَقِيلُها = فولَّتْ سرِيعًا والحُرُورُ تَضَرَّمُ

ومَطْعَمِ ضيفٍ لذَّ منه مَسَاغُهُ = وبعدَ قليلٍ حالُهُ تلكَ تُعْلَمُ

كَذا هذهِ الدُّنيا كأحلامِ نائمٍ = ومِنْ بعدِها دارُ البقاءِ سَتُقْدِمُ

فجُزْها مَمَرًّا لا مقرًّا وكنْ بِها = غريبًا تَعِشْ فيها حمَيِدًا وتَسْلَمُ

أو ابنَ سبيلٍ قالَ في ظِلِّ دَوْحَةٍ = وراحَ وخلَّى ظِلَّها يَتَقَسَّمُ

أخا سَفَرٍ لا يستقرُّ قَرارُهُ = إلى أنْ يَرى أوطانَهُ ويُسَلِّمُ

فيا عجبًا! كمْ مَصْرَعٍ وَعَظَتْ بِهِ = بنِيها ولكنْ عن مَصارعِها عَمُوا

سقتْهمْ كؤوسَ الحُبِّ حَتى إذا نَشَوْا = سقتْهم كؤوسَ السُّمِّ والقومُ نُوَّمُ

و أعجبُ ما في العَبْدِ رؤيةُ هذه الْ = ـعَظائِمِ والمغمورُ فيها مُتَيَّمُ

وما ذاك إلا أنَّ خمرةَ حُبِّها = لَتَسْلِبُ عقلَ المرءِ منه وتَصْلِمُ

وأعجبُ مِن ذا أن أحبَابَها الأُلى = تُهينُ ولِلأَعْدَا تُراعِي وتُكْرِمُ

وذلكَ بُرهانٌ على أنّ قدْرَها = جناحُ بعوضٍ أو أدقُّ و أَلْأَمُ

وحَسْبُكَ ما قال الرسولُ مُمَثِّلا = لها ولِدارِ الخُلدِ والحقُّ يُفهَمُ

كما يُدلِيَ الإنسانُ في اليمِّ أُصْبُعًا = ويَنْزِعهُا عنه فما ذاكَ يَغْنَمُ

أمْنِيات

ألا ليتَ شِعْري هلْ أبِيتَنَّ ليلةً = على حَذَرٍ مِنها وأمْريَ مُبْرَمُ

وهلْ أرِدَنْ ماءَ الحياةِ وأرْتَوِي = عَلى ظمإٍ مِن حوضِهِ وهوَ مُفْعَمُ

وهلْ تَبْدُوَنْ أعلامُها بعدَما سَفَتْ = على رَبْعِها تِلكَ السَّوافِي فَتُعْلَمُ

وهلْ أفرِشَنْ خدِّي ثَرَى عتَبَاتِهِمْ = خُضُوعًا لَهم كَيْما يَرِقُّوا ويَرْحَمُوا

وهلْ أرْمِيَنْ نفسِي طرِيحًا ببابِهم = وطَيْرُ منايا الحبِّ فوقي تُحَوِّمُ

فيا أسفِي تفنَى الحياةُ وتنقضي = وذا العتْبُ باقٍ ما بَقِيتُمْ وعِشْتُمُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير