تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فما منكمُ بُدٌّ ولا عنكم غِنًى = ومالِيَ مِن صَبْرٍ فأسْلُوَ عنْكُمُو

ومَن شاءَ فلْيَغْضَبْ سواكُم فلا أذًى = إذا كنتمُو عن عبْدِكُمْ قدْ رَضِيتُمُو

وعُقْبَى اصْطِباري فِي هَواكُم حميدةٌ = ولكنها عنكمْ عِقابٌ ومَأثَمُ

وما أنا بالشاكي لما ترتَضونَهُ = ولكنَّنِي أرضَى به و أُسَلِّمُ

وحَسْبِي انْتِسابي مِن بُعَيْدٍ إلَيْكُمُو = ألا إنهُ حظٌّ عظيمٌ مُفْخَّمُ

إذا قيلَ هذا عبدُهُم ومُحِبُّهُم = تَهَلَّلَ بِشْرًا وجهُهُ يَتَبَسَّمُ

وها هو قد أبدَى الضراعةَ سائلا = لكمْ بِلِسانِ الحالِ والقالِ مُعْلِمُ

أحِبَّتَهُ عَطْفًا عليهِ فإنهُ = لَفِي ظمأٍ والموردُ العَذْبُ أنْتُمُو

سبيل النجاة

فَيَا ساهِيا في غمْرَةِ الجهلِ والهَوَى = صريعَ الأماني عن قَريبٍ ستَنْدَمُ

أفِقْ قد دَنا الوقتُ الذي ليْس بَعدَهُ = سِوى جنةِ أو حرِّ نار تضرَّمُ

وبالسُّنَّة الغرَّاء كنْ متمسِّكًا = هي العُرْوةُ الوُثقى التي ليْس تُفْصَمُ

تمَسَّكْ بها مَسْكَ البخيلِ بِمالِهِ = وعَضَّ عليها بالنواجِذِ تسْلَمُ

وَدَعْ عنكَ ما قد أحدثَ الناسُ بَعدَها = فمَرْتعُ هاتيكَ الحوادثِ أوْخَمُ

وهَيِّئْ جوابًا عندما تسمعُ النِّدا = مِن اللهِ يومَ العرضِ ماذا أجبْتُمُو

بِهِ رُسُلي لَمّا أتوْكُمْ فمَنْ يَكُنْ = أجابَ سِواهمْ سوف يُخْزَى ويَنْدَمُ

وخُذ مِن تُقى الرحمنِ أعظمَ جُنَّةٍ = ليومٍ بِهِ تبدو عَيَانًا جهنمُ

ويُنْصَبُ ذاكَ الجسرُ من فوق مَتْنِها = فهاوٍ ومَخدوشٌ وناجٍ مُسَلَّمُ

ويأتي إلَهُ العالمين لِوعْدِهِ = فيفْصِلُ ما بين العبادِ ويَحْكُمُ

ويأخذُ لِلمظلومِ ربُّكَ حَقَََّهُ = فيا بُؤْسَ عَبْدٍ للخلائقِ يَظْلِمُ

ويُنْشَر دِيوانُ الحسابِ وتوضعُ الْـ = ـموازينُ بالقِسط الذي ليس يَظلِمُ

فلا مُجرمٌ يَخشَى ظلامةَ ذرَّةٍ = ولا مُحسِنٌ مِن أجرِهِ ذاكَ يُهْضَمُ

وتشهَدُ أعضاءُ المسيءِ بما جَنَى = كذاكَ على فِيهِ المهيمنُ يَختِمُ

فياليْتَ شِعري كيفَ حالكُ عندَما = تطايَرُ كُتبُ العالمينَ وتُقسَمُ

أتأخذُ باليُمنَى كتابَكَ أمْ تَكُنْ = بِالاْخْرَى وراءَ الظَّهْرِ منكَ تُسَلَّمُ

وتقرأُ فيه كلَّ شيءٍ عمِلْتَهُ = فيُشْرِقُ منكَ الوَجْهُ أو هُوَ يُظْلِمُ

تقولُ كتابِي فاقرؤُوهُ فإنهُ = يُبَشِّرُ بالفوزِ العظيمِ ويُعْلِمُ

وإنْ تكنِ الأخرى فإنكَ قائلٌ = ألَا ليتنِي لَمْ أوتَهْ فهو مُغْرَمُ

فبادِر إذا مادام في العمر فُسْحَةٌ = وعَدْلُكَ مقبولٌ وصرْفُكَ قيِّمُ

وَجِدَّ وسارِعْ واغتَنِمْ زمَنَ الصِّبا = ففي زمن الإمْكانِ تسْعَى وتَغْنَمُ

وسِر مُسْرِعًا فالسَّيْرُ خلفَكَ مُسْرِعًا = وهيهاتَ ما منهُ مَفَرٌّ ومَهْزَمُ

فهُنَّ المنايا أيَّ وادٍ نَزَلْتَهُ = عليها القُدُومُ أو عليكَ ستَقْدمُ

بلاد الأشواق

وَمَا ذاكَ إلا غيْرةً أن ينالَها = سِوَى كُفئِها والربُّ بالخَلْقِ أعْلَمُ

وإنْ حُجِبَتْ عنَّا بكلِّ كريهةٍ = وحُفَّتْ بما يؤذي النفوسَ ويُؤلِمُ

فَلِلهِ ما في حَشْوِها مِن مَسرَّةٍ = وأصنافِ لذَّاتٍ بِها نَتَنَعَّمُ

ولله بَرْدُ العيشِ بينَ خِيامِها = ورَوضاتِها والثغرُ في الروضِ يَبْسُمُ

فَلِلَّهِ واديها الذي هوَ موعدُ الْـ = ـمَزيدِ لِوَفدِ الحُبِّ لو كنتَ مِنهمُ

بِذيَّالِكَ الوادي يَهيمُ صَبابَةً = مُحِبٌّ يرى أن الصَّبابَةَ مغنَمُ

وَلله أفراحُ المحُِبين عندما = يُخاطِبُهُم مِن فوقِهم ويُسَلِّمُ

ولله أبصارٌ ترى اللهَ جَهرةً = فلا الضَّيْمُ يَغْشاها ولا هي تَسْأمُ

فيا نَظرةً أهْدَتْ إلى القلب نَضْرَةً = أمِنْ بَعْدِها يَسْلو المحُبُّ المتيَّمُ

ولله كمْ مِن خَيْرَةٍ لو تَبَسَّمَتْ = أضاءَ لَها نورٌ مِن الفَجْرِ أعظَمُ

فيَا لذةَ الأبْصارِ إنْ هِيَ أقبَلَتْ = ويا لذَّةَ الأسْماعِ حينَ تَكَلَّمُ

ويا خَجْلَةَ الغُصْنِ الرطيبِ إذا انْثَنَتْ = ويا خَجْلَةَ البَحرَيْنِ حين تَبَسَّمُ

فإن كنتَ ذا قلبٍ عليلٍ بِحُبِّها = فلم يبقَ إلا وصْلُها لكَ مَرْهَمٌ

ولا سِيَّما في لَثْمِها عندَ ضمِّها = وقد صارَ منها تحتَ جيدِكَ مِعْصَمُ

يَراها إذا أبْدَتْ لهُ حُسْنَ وجْهها = يلذُّ بِها قبلَ الوِصالِ ويَنْعَمُ

تفَكَّهُ منها العينُ عند اجتِلائِها = فواكهَ شتَّى طلعُها ليس يُعْدَمُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير