10 أما الكتاب الآخر فهو كتاب أسماء الكتب لمؤلفه عبد اللطيف بن محمد والشهير برياضى زاده الرومي الحنفي (ت، 1078هـ) حيث ذكر محقق الكتاب محمد التونجي أن هذا الكتاب ليس ذيلا على الكشف، لأن مؤلفه معاصر لحاجي خليفة بل يذهب أبعد من ذلك فيذكر «أن رياضى زاده ألف كتابه هذا قبل أن يؤلف حاجي خليفه كتابه كشف الظنون، وأن الأول ألفه بهمة دون همة الثاني، الذي اعتمد على من سبقه وشذَّب وهذَّب غير أنه لم يذكر أن أستاذه في هذا المضمار هو رياضى زاده. بل أنه لم يشر إلى مؤلفه من بين المؤلفات التي ذكرها» (ص3).
والعجيب أن عنوان الكتاب الذي صدر عن مكتبة الخانجي وبتحقيق محمد التونجي ورد بهذه الصورة «أسماء الكتب المتمم لكشف الظنون»، فهل هذه الإضافة «المتمم لكشف الظنون» من الناشر أم أنها من المحقق أم أنها من المؤلف رياضى زاده؟!! على أية حال وكما قال الدكتور شعبان خليفة فالأمر يحتاج إلى وقفة ببليوجرافية متأنية لفض هذا الاشتباك.
11 ووجدت ذيلا آخر، هو الذيل الذي صنعه جميل بن مصطفى بك العظم (ت، 132هـ) بعنوان «الإسفار عن العلوم والأسفار» في مجلدين كبيرين نشره في مجلة البصائر ثم توقف بتوقف المجلة. ذكر هذا الذيل محقق كتاب الصُبابات فيما وجدته على ظهور الكتب من الكتابات للعظم بتحقيق رمزي سعد الدين دمشقية.
هذه هي الذيول المعروفة لكشف الظنون، حتى كتابة هذا المقال، وقد يكون هناك غيرها، فالله أعلم بذلك. المهم أن أغلب هذه الذيول لم تر النور حسب علمي، فقد بحثت في المكتبات التجارية والعامة، علاوة على البحث في شبكة الانترنت خصوصا المواقع العربية الخاصة ببيع الكتب فلم أجد ذكرا لهذه الذيول (أقصد التي لم تطبع بعد). هذا ما توصلت إليه من بحث هذه المسألة، وذلك حسب جهدي وطاقتي، ومن لديه معلومات غير ما ذكرناه آنفا، فلعله يفيدنا ويفيد القراء الكرام عبر صفحة وراق الجزيرة. وأما طبعات كشف الظنون، فلقد طبع عدة طبعات منها الجيد، ومنها دون ذلك، ولا تكاد تخلو طبعة من طبعات كشف الظنون من الأخطاء والتصحيفات، فمن طبعاته ما يلي:
1 أول طبعة لكشف الظنون كانت على يد المستشرق فلوجل، وذلك في الفترة ما بين عام 1251 هـ و 1274هـ هذه الطبعة صدرت في ليبزيج، وبلغتين: اللاتينية والعربية، وصدر في سبع مجلدات. وكما ذكرنا سابقا، ففي آخر المجلد السادس ألحق فلوجل الذيل الذي قام بتأليفه أحمد طاهر الشهير بحنفي زاده، والمسمى ب آثارنو. وأما المجلد السابع فهو عبارة عن فهرس بأسماء المؤلفين، ويحوي هذا المجلد عددا من قوائم المكتبات التي كانت موجودة في عصر المستشرق فلوجل بدمشق والقاهرة وحلب والآستانة (استانبول) ورودس.
2 طبعة بولاق عام 1274هـ، وهو العام الذي أنهى المستشرق فلوجل فيه طبعته السالفة الذكر.
3 طبعة استانبول عام 1313هـ، وهي الطبعة الثالثة للكتاب (نفس طبعة بولاق السابقة).
4 وفي عام 1320هـ أعيد طباعة الكتاب مرة أخرى وفي نفس المكان استانبول.
5 وفي الفترة مابين 1360هـ 1362هـ طبع الكتاب في استانبول (الطبعة الرابعة)، ومعه إيضاح المكنون وهدية العارفين لإسماعيل البغدادي بعناية محمد شرف الدين يالتقايا.
6 وأعاد طباعة الكتاب مكتبة المثنى ببغداد في ستة مجلدات (المجلد الأول والثاني خاص بكشف الظنون، والمجلد الثالث والرابع خاص بإيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، وأما المجلد الخامس والسادس فهما خاصان بهدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون)، وهذه الطبعة هي المتداولة في الأسواق الآن.
ولقد ذكر صاحب تكملة معجم المؤلفين محمد خير رمضان يوسف أن من ضمن أعمال أحمد عبد الغفور عطار تحقيق كشف الظنون، وذكر أنه معد للطبع (تكملة معجم المؤلفين، 1418 ه، ص 50) وحتى الآن لم تظهر هذه الطبعة. وآمل من القائمين على مؤلفات أحمد عبدالغفور عطار رحمه الله إخراج هذا التحقيق بأسرع وقت؛ وذلك لحاجة الباحثين لمثل هذا العمل. فإن لم يكن هناك عمل كامل لكشف الظنون (أقصد تحقيقا كاملا قام به أحمد عبد الغفور عطار، وليس مجرد تصحيح واستدراك)، فإن الكتاب لا يزال بحاجة ماسة لتحقيق جديد يتناسب مع قيمة هذا الكتاب، ويصحح كثيرا من الأخطاء التي وقع فيها صاحب الكشف. ولعله من المفيد عندما يحقق كشف الظنون أن تتم الإشارة إلى الكتب التي حققت وطبعت، وهذا فيه خدمة للباحثين في عدم تكرار تحقيق كتاب ما ذكره حاجي خليفة وهو في واقع الأمر قد حقق وطبع.
ومن آخر النسخ لكتاب كشف الظنون ظهوراً هي النسخة الالكترونية، حيث أصدرت عدد من شركات الحاسب الآلي نسخا الكترونية لكشف الظنون. وهذه النسخ عبارة عن إعادة تخزين للنسخ المطبوعة بشكل الكتروني (رقمي)، وليس هناك إضافات أو تعديلات.
وقبل أن أختم أود أن أقف وقفة قصيرة بخصوص ذيول كشف الظنون، أقول هذه الذيول مهمة جدا لأنها، كما ذكرت سابقا، رصدت لفترة مهمة من تاريخنا، فقد نعثر في هذه الذيول على كتب تجلي لنا بعض الغموض الذي يكتنف تلك الفترة الزمنية (منذ القرن العاشر الهجري وحتى بداية القرن الرابع عشر). وآمل أن يقيض الله لهذه الذيول من يقوم على تحقيقها ونشرها بين الناس ليستفيد منها الباحثون وغيرهم ممن يهمه شأن تلك الفترة ومؤلفات تلك الفترة، والله الموفق.
د. مساعد بن صالح الطيار:
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
منقول ...
¥