تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

د- الحسبة من أسباب البشرة قال تعالى: ((التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)) التوبة112.

هـ- الحسبة من أسباب النصر قال تعالى: ((وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)) الحج41.

و- الحسبة من أسباب سلامة المجتمع من الهلاك فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)) رواه البخاري.

الوقفة الثامنة: آثار ترك الحسبة على الفرد والمجتمع:

أ- ترك الحسبة من أسباب الطرد والبعد عن رحمة الله قال تعالى: ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)) المائدة79.

ب- ترك الحسبة من أسباب عموم العقاب على المجتمع قال تعالى: ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)) هود117.

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)) رواه أحمد وصححه الألباني.

وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا)) رواه أبو داود وحسنه الألباني.

ج- ترك الحسبة من أسباب عدم استجابة الدعاء فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم)) رواه البيهقي وحسنه الألباني.

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم)) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

د- ترك الحسبة من أسباب الخسف والمسخ والقذف فعن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف قيل يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا ظهر الخبث)) رواه الترمذي صححه الألباني.

هـ- ترك الحسبة من أسباب انتكاسة القلوب فعن حذيفة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه)) رواه مسلم

و- ترك الحسبة والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف من صفات المنافقين قال تعالى: ((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ))

الوقفة التاسعة: استدراكات:

1 - لابد من التفريق بين المنكر وفاعله فعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله قال: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم فالضمير في قوله (فليغيره) يعود على المنكر لأن الضمير يعود على آخر اسم وأما الفاعل فمقامه النصيحة.

2 - احذر أيها المحتسب أن يخالف فعلك قولك في الحسبة فعن أسامه بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون يا فلان ما أصابك ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه)) أحمد وصححه الألباني.

3 - شبهة يقوله البعض بقصد أو بدون أن صلاح النفس يكفي ولا يضرنا فساد الآخرين وهذا تقرير يفارق الصواب فعن قيس بن أبي حازم قال قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

اللهم اغفر لي ولإخواني فإننا نحب الحق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبه

عباس بن فهد رحيم

خطيب جامع العلامة عبد العزيز بن باز بينبع الصناعية

ومشرف الشئون الدينية بالهيئة الملكية بينبع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير