تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نقد متميز لتحقيق شيخنا طارق بن عوض الله لكتاب: ((تدريب الراوي)).]

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 11 - 05, 03:59 ص]ـ

الشيخ طارق هو من مشايخي المحببين إلى قلبي،وقد تلقيت عنه العلم كفاحا فوجدته يسيل رقة وعذوبة حلما وعلما.

وقد عاصرت أيام كان شيخنا يعد لنشر كتاب تدريب الراوي، وانتظرت خروج الكتاب بفارغ الصبر فلما خرج كان صدمة شديدة لي والسبب هو المجلد الثالث (المختصر) فقد شممت من ضمه للتدريب رائحة تجارية لم تعجبني إطلاقا، فنحيت الكتاب جانبا وطويت النفس على ما بها وقلت:

لعل له عذرا وأنت تلوم.

واليوم وقفت على نقد موقع ثمرات المطابع لهذا التحقيق فأحببت إتحافكم به فالرجل شيخي وحبيبي ولكن الحق أحب وأولى.

خلاصة كتاب: تدريب الرواي في شرح تقريب النواوي ويليه المختصر الحاوي لمهمات تدريب الراوي للمحقق.

بسم الله الرحمن الرحيم

نظرات في تحقيق كتاب "تدريب الراوي" للسيوطي

حققه وعلَّق عليه: أبو معاذ طارق عوض الله

وبعد؛ فإن كتاب "تدريب الراوي" للحافظ السيوطي المتوفي سنة 911 من المؤلَّفات الواسعة الشهرة، والجامعة لأكثر مباحث المصطلح، والمقررة في كثير من المعاهد والكليات الشرعية، حيث يعتبر هذا الكتاب مرجعاً أساسياً في المناهج الدراسية، يرجع إليه الدراسون والباحثون.

وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات، أكثرها رواجاً وانتشاراً طبعة الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف رحمه الله تعالى، على ما يعتري هذه الطبعة من تحريفات وأخطاء، وقد صدرت الطبعة الثانية مما يقارب الأربعين عاماً في سنة 1385 – 1965 وصوِّرت عن هذه الطبعة الكثير من الطبعات من عدد من دور النشر .. ثم تتالت في الآونة الأخيرة العناية بهذا الكتاب، فصدرت طبعة للدكتور أحمد عمر هاشم، ثم طبع بتحقيق نظر الفاريابي، صدرت الطبعة الثالثة 1417 في مجلدين عن دار الكوثر في الرياض، ثم طبعة بتحقيق طارق عوض الله، صدرت الطبعة الأولى 1423 في مجلدين ويتلوها مختصر التدريب "المختصر الحاوي" في مجلد، عن دار العاصمة بالرياض، ثم طبعة أخرى جديدة بتحقيق محمد أيمن شبراوي، صدرت الطبعة الأولى 1423 في مجلد عن دار الحديث بالقاهرة.

وعلى الرغم من توالي الطبعات وكثرتها، فإن الكتاب لا يزال بحاجة إلى طبعة متقنة تعتمد أصول التحقيق العلمي، وتستوعب النسخ الأصلية الموثقة، وتقابل مقابلة دقيقة، وتوثّق جميع النصوص من مصادرها، وتوشَّى بتعليقات علمية نافعة .. ولعل الله سبحانه ييسِّر لهذا العمل الجليل من يدَّخره لخدمة السنة ابتغاء وجه الله، لا للتجارة والكسب، والمكاثرة والمفاخرة.

ولست الآن بصدد المقارنة بين الطبعات، فالحق يقال: أن طبعتي الفريابي وعوض الله قد خطتا خطوات جيدة في تصحيح الكتاب وتوثيق بعض نقوله، وخدمته .. ومحاولة الارتقاء به في سُلَّم الكمال البشري، وتتميَّز طبعة الفريابي بالأصول الخطية المتعددة .. وتوثيق النقول لا سيما في المجلد الثاني من الكتاب ..

وتتميز طبعة عوض الله ببعض التعليقات العلمية، وضبط الكثير من الأسماء، والفهارس المتنوعة، على إعواز في كلٍّ من الطبعتين.

وسأقتصر في هذه الصفحات على إلقاء نظرات عابرة على طبعة دار العاصمة التي حققها الأستاذ طارق عوض الله.

تقديم الدكتور أحمد معبد عبد الكريم

وقد كتب على غلاف هذه الطبعة: قدم له وراجعه وأضاف عليه بعض التعليقات الدكتور الشيخ أحمد معبد عبد الكريم الأستاذ بكلية أصول الدين بالرياض سابقاً. ويليه: المختصر الحاوي لمهمات تدريب الراوي وأول ما يطالعنا في تقديم فضيلة الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، أنه عرض عليه الكتاب، وأنه اطلع على قرابة نصفه الأول .. وأنه طلب من المحقق الاعتناء الأكبر بتوثيق نصوص الكتاب عموماً، وذلك بعزو كلٍّ منها إلى مصدره الأصلي، أو إلى ما يقوم مقامه في حال تعذُّره، لأن هذا ركن ركين في تحقيق النصوص عموماً، وفيه تظهر خبرة المحقق، وخلفيَّته العلمية عما يضطلع بتحقيقه ..

فهل وفَّى المحقق الفاضل بما طلب منه فضيلة الدكتور أحمد معبد عبد الكريم

المطالع للكتاب يجد جهداً مشكوراً في توثيق نصوص الكتاب، ولكن المحقق قد ترك ما يقارب النصف من الكتاب دون عزو أو توثيق كما سأبيِّن ذلك مفصَّلاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير