هو السيد العلامة المجتهد المولى هاشم بن يحيى بن أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن صلاح بن الحسن بن جبريل بن يحيى بن محمد بن سليمان بن أحمد بن الإمام الداعي يحيى بن المحسن بن محفوظ بن محمد بن محمد بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن الأمير عبد الله بن الإمام المنتصر بالله بن الإمام المختار القاسم بن الإمام الناصر بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ضياء الدين اليمني، الصنعاني.
مولده ونشأته:
مولده بصنعاء سنة سبع وثمانين وألف (1087هـ) وبها نشأ على طلب العلم.
طلب العلم فأخذ عن مشاهير صنعاء وفاقهم ودرس عليه طلاب فأفادهم، عكف طيلة عمره على التدريس وأطنب مترجموه في وصفه فكان ينظم وينثر المعجزات وفي الموشح آيات بينات.
وهو فاضل استحق التقديم بالجد مصقول سيف الفكرة المجاوز للحد.
شيوخه:
أما شيوخه فهم أكابر علماء صنعاء بعصرهم منهم:
السيد العلامة زيد بن محمد بن الحسن بن الإمام القاسم، والعلامة الحسين المغربي، وصنوه القاضي العلامة الحسن بن محمد المغربي، والعلامة طه بن عبد الله السادة الشافعي، والعلامة عبد الخالق بن الزين المزجاجي الحنفي، والسيد العلامة المسند يحيى بن عمر بن مقبول الأهدل الشافعي.
تلاميذه:
أخذ عنه عدة من أكابر العلماء المشهورين وقد أوردهم زبارة في مؤلفاته نكتفي بالبعض منهم:
العلامة المجتهد محمد بن إسماعيل الأمير، ووالده السيد العلامة إسماعيل، والإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم المؤيدي، والعلامة الجهبذ عبد القادر بن أحمد الكوكباني، والقاضي العلامة أحمد بن محمد قاطن، والعلامة النبيل حامد حسن شاكر، وابنه العلامة الأديب محمد بن هاشم بن يحيى الشامي.
ثناء العلماء عليه:
قال حفيده إبراهيم بن محمد الأمير: بقيت في حجره سبع سنين ما رأيته غضباناً قط ولا دخل عليه متكدر إلا خرج من مقامه منشرح الصدر كان جليل القدر مهاب الجناب ملء الصدر محبوباً عند كل أحد معروفاً بالورع والزهد، وهو ممن يقل وجود نظيره في جميع الخلال.
ووصفه السيد إسحاق بن يوسف بأوصاف تدل على الغاية القصوى التي بلغها في ذلك العصر حيث لم يدانيه أو يساميه أحد في منزلتي العلم والعبادة.
وقال عنه الحوثي في نفحات العنبر: السيد العلامة المجتهد سيد المحققين وإمام العلماء الراسخين.
وقال عنه الشوكاني: أحد العلماء المشاهير والأدباء المحدثين.
اقتفاؤه للسنة:
إن الناظر لأول وهلة في حياة هذا العلَم يجده قد اعتنى بدراسة السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، حيث درسها على أساطين ذلك العصر ولو لم يكن من مشايخه إلا السيد المحدث يحيى بن عمر الأهدل لكفاه فكيف وله مشايخ غيره.
ومما يؤكد مخالفته لأصحاب العقائد الردية في مقالتهم بالتخليد في النار لأصحاب الكبائر الموحّدين قوله:
على رغم أنف للوعيدي نبتني ... بتوحيدك اللهم في الخلد مسكنا
وهل يقنط العبد المسيء وربه ... كريم عظيم الصفح يغفر ما جنى
إذا خاف من وصف الشديد عقابه ... أتاه الرجا من وصفي الجود والغنى
أما وعد الرحمن من ليس مشركاً ... فأدخل فيه كل من كان محسنا
وإن أوعد النيران ثم عفا فلم ... يكن مخلفاً لكن كريماً ومحسناً
ولم لا يكون القول بالعفو راجحاً ... وقد عظمت أوصاف رحمة ربنا
سننجو من النيران لكن بفضله ... ونسكن في الجنات طيبة الجنى
ومن يتأول ما يشاء فقل له ... متى صرت بواباً عليها فردنا
وهذه القصيدة شاهدة على قوة الحجة واقتفاء أثر المحجة لهذا العالم الجليل، وقد مال إلى تقرير مذهب السلف في حاشيته "صيانة العقائد".
مؤلفاته:
قال الحوثي - رحمه الله تعالى -: وله المؤلفات العجيبة المفيدة، منها:
? إرشاد الأقارب في صحة إيمان الأقارب وبعض ما ورد في حق الصاحب.
? رسالة حل الشبه فيما يتعلق بالأشربة (بحث).
? رسالة صلاة المتنفل (بحث).
? رسالة في مسألة الضم وسائر سنن الصلاة.
? رسالة في وجوب قراءة الفاتحة خلف الإمام.
? صيانة العقائد حاشية على شرح النجري للقلائد في أصول الدين والعقائد، (تعقب فيها على كثير من أبحاث السيد العلامة الحسن بن أحمد الجلال ومال إلى تقرير مذهب السلف).
? الكلام الوافي والتحقيق الشافي في مسألة الخلاف المشهور بين الحنفية والجمهور في الأشربة.
? موارد الظمآن مختصر من إغاثة اللهفان، (ويسمى أيضاً بتبعيد الشيطان بتقريب إغاثة اللهفان، وإغاثة اللهفان هو كتاب للإمام ابن القيم).
? نجوم الأنظار حاشية على البحر الزخار (كتب منها مجلداً ضخماً في غاية الإتقان والتحقق، ولم يكمل).
? نظم غزوات الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وفاته:
توفي - رحمه الله تعالى - سنة ثمان وخمسين ومائة وألف (1158هـ).
مصادر الترجمة:
نفحات العنبر (3/ 600)، البدر الطالع (2/ 177)، نبلاء اليمن بعد الألف (3/ 271)، هدية العارفين (1/ 713)، فهرس مكتبة محمد بن عبد العظيم الهادي (بضحيان اليمن)، فهرس المكتبة الآصفية، فهرس مخطوطات مؤسسة الإمام زيد بن علي باليمن.
منقول من كتاب [مصابيح اليمن]