[التوضيح لمؤلف كتاب التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح]
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 07:27 ص]ـ
تكلم الأخ الفاضل الحنبلي السلفي بإشارة بسيطة في موضوعه (معرفة أولي النهى) عن كلام محقق التوضيح ناصر الميمان خطأ ما وقع به ابن طولون وابن حميد في السحب من أن التوضيح للعُسكري ووصل به إلى باب الوصايا وأكمله الشويكي. وأن ناصر الميمان فند هذا الأمر.
والكتاب ليس بين يدي الآن، فهل يتفضل أحد بنقل كلام الميمان ووجهة تخطأته لابن طولون؟
ـ[قاسم القاهري]ــــــــ[24 - 11 - 05, 08:35 ص]ـ
دفع شبهتين حول الكتاب: تثار شبهة حول الكتاب مفادها:أن أصل هذا الكتاب لشيخ المؤلف الشيخ ... العسكري ت910ه وقد انتهى العسكري المذكور الى الوصايا ثم أكمله بعده تلميذه الشويكي.
و لدراسة هذه الشبهة و بيان حقيقتها قمت بترتيب المصادر التي ترجمت للمؤلف تاريخيا لاستقصي بذلك تاريخ هذه المقولة فوجدت أن أول من قال بها هو المؤرخ محمد بن طولون الصالحي صاحب الشيخ الشويكي و قد أوردها في ترجمته للسيخ احمد بن عبدالله العسكري الصالحي حيث قال: (وقد صنف صاحب هذه الترجمة كتابا جمع فيه بين المقنع و التنقيح الاول للموفق ابن قدامة و الثاني لشيخ المؤلف أبي الحسن المرداوي و هو كتاب مفيد لكنه اخترمته المنية قبل اتمامه و بلغني أن الشهاب الشويكاني تلميذه شرع في تكملته)
هكذا ألقى بهذه الكلمة ابن طولون فنقلها عنه عدة من العلماء فقال صاحب السحب الوابلة في ترجمة العسكري: قلت قد أكمله المذكور كما سيأتي في ترجمته و هو المرسوم!! بالتوضيح.
و من خلال دراستي لهذه القضية ثبت لي بما لا يدع مجالا للشك أن كتاب التوضيح فى الجمع بين المقنع و التنقيح ليس تكملة لكتاب العسكري بل هو تأليف مستقل ابتدأه الشيخ أحمد الشويكي و لا علاقة له بكتاب العسكري المذكور الا ان كان قد استفاد منه فهذا ديدن أهل العلم فيما بينهم
و لنا في الاجابة على هذه الشبهة التي ألقاها ابن طولون و تبعه عليها بعض العلماء عدة وجوه:
الاول: أننا نجد نقولا من فقهاء الحنابلة عن كتاب الشويكي و عن كتاب العسكري في مقام واحد فيقولون قال الشويكي في كتابه و قال العسكري في كتابه فدل ذلك على أنهم وقفوا على كتابين مستقلين لا كتاب و تكملة فمن ذلك قال الشيخ منصور البهوتي: و قال في التوضيح: ...................
و تبعه عليه تلميذه العسكري في قطعته و تبع العسكري تلميذه الشويكي في التوضيح. كشاف القناع 1/ 399.
الثاني: بل أزيد من هذا قال الشيخ موسى الحجاوي: ................... و مشى عليبه فى التنقيح فيه من جمع بين المقنع و التنقيح كابن النجار و شيخنا الشويكي و عذرهما في التنقيح من غير مراجعة تصحيح غيره و لم يتابعه العسكري في كتابه فصحح أن له الرد و هو كما قال.
فهذه مسألة خالف فيها الشويكي شيخه العسكري فكيف يتصور مخالفته لكتاب في القدر الذي كان مؤلفا قبله ان مثل هذا لا يعد تكملة بل عمل آخر هذا بالاضافة الى ان عبارة الحجاوي توحي بان تصنيف الشويكي تصنيف مستقل و ليس تكملة على كتاب غيره.
الثالث: مقتضى الامانة العلمية لمن أتم عملا لغيره أن يقول بأن عمله هذا اتمام و ليس انشاء كما هو معروف فى! كثير من الكتب التى مات مؤلفوها فأتمها طلابهم أو غيرهم بعد وفاتهم و لا يعتبر هذا قدحا فى قدر المكمل و مكانته العلمية بل هو دليل أهمية العمل السابق أو الوفاء لكاتبه.
الرابع: أن من ترجم للشيخ أحمد الشويكي اتفقوا على نعته بصفة الصلاح و الزهد و العبادة بل انه جاور سنتين بمكة و مثلهم بالمدينة بل انه كتب مؤلفه هذا أثناء مجاورته فهل يتوقع مع هذه المبررات أن يكون أخذ كتاب غيره و بنى عليه ثم نسبه لنفسه.
5_أن في كلام ابن طولون المنقول آنفا ما يدل على ضعف هذه المقولة حيث قال: (وبلغني) فلم يحكها على سبيل الجزم بذلك و انما اسندها للسماع من مجهول.
6_ان ابن طولون نفسه لما ترجم للشيخ الشويكي ذكر أن مؤلفاته كتاب التوضيح ثم قال وسبقه الى ذلك شيخه الشهاب العسكري لكنه مات قبل اتمامه فانه وصل فيه الى باب الوصايا و عصريه أبوالفضل ابن النجار و لكنه عقد عبارته انتهى فلم يذكر أنه أتم به عمل العسكري فدلنا على انه ليس متأكدا أن كتاب الشويكي تكملة لكتاب العسكري و الا لذكره فى هذا المقام لانه هو المقام الذي يجب ان تذكر فيه هذه الحقيقة لا ذكرها عند ترجمة العسكري فهذا يجعلنا نقول بان ابن طولون نفسه ليس متأكدا من هذا الخبر و انما هو مجرد بلاغ وصل اليه لم يتأكد منه.
7_مما يدل على ضعف هذه الشبهة أنه لم يذكرها أحد مستقلا ممن ترجم للشويكي رحمه الله أو للعسكري و انما ذكرها من ذكرها نقلا عن ابن طولون مما يوحد لنا مصدر هذا الخبر فبالتالي نعلن مدى قيمته التاريخية التي لا تتجاوز كونه سماعا ليس متأكدا منه بلغ الى مؤرخ فكتبه على غير صيغة الجزم.
أحسب أن هذه الدلائل و القرائن تسقط لنا شبهة كون كتاب التوضيح تكملة لكتاب العسكري
انتهى كلام الدكتور الميمان.