ولعله تنبغي الإشارة هنا إلى سؤال قد يرد إلى ذهن القا ريء: أما كان من الأجدر لدى ترجمة الكتاب تصويب ما تبين فيه بمرور الزمن من الأخطاء وإكمال ماقد بنقصه من نتائج الدراسات الأحدث وما نشر وحقق واكتشف من المخطوطات بعد صدوره باللغة الألمانية؟
فالحقيقة أنني لم أرد الشروع في مثل هذا التعديل الذي يقتضي تفرغا له ووقتا طويلا كي لا يتأخر صدور المجلدات الباقية من الكتاب التي كرس معظم وقتي لتأليفها
وهذا مرفوض بالتأكيد فإن التقصير قد يغتفر أما الخطأ فلا يسعه أبدا السكوت عليه.
على أن سزكين كان أكثر إنصافا فلا يمكن إغفال تصريحه بتحيز المستشرقين واقتناعه بصحة منهجية (علم الحديث) - بخلاف المستشرقين- ورده عليهم بصبر وأناة في هذه القضية وفي غيرها من القضايا،ومنها استفاضته في المجلد الرابع (الكيمياء) في دحض الافتراءات التي ألصقت بالكيميائي المسلم جابر بن حيان هادفة إلى الطعن في منزلة الكيمياء الإسلامية والنيل من علوم المسلمين وذلك من خلال إنكار صحة نسبة عدد ضخم من الكتب الكيميائية إلى جابر فجابر في راي المنكرين له شخصية وهمية لم يكن لها وجود.
ولهذا –بالرغم مما في الكتاب من علل – فقد منح مؤلفه جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية سنة 1399هـ/1979م تقديرا لجهوده التي أبذلها في تصنيف المجلدات الستة الأولى من الكتاب والتي يعكسها قوله في مقدمة الكتاب:
..... ولم يكن يخطر ببالي عند البدء في هذا العمل أنها مغامرة أقدمت عليها ولا ريب أن هذا الشعور انتاب أيضا من سبقني في هذا المضمار ولكن عندما يرى الباحث أبعاد عمله ويدرك حقيقة الصعوبات التي تعترض طريقه فان ارتباطه بموضوعه يصبح وثيقا ولا سيما إذا كانت المادة التي جمعها غزيرة وهو –لذلك –لا يستطيع التراجع عنه!
لكن ثمة مسئولية تبقى معلقة في أعناق أهل العلم بكتابة ردود على ما وقع فيه الكتاب من أخطاء- أسوة بما فعله أسلفهم في بداية القرن من التعليق على دائرة المعارف الإسلامية للمستشرقين خاصة في المجلد الأول من الكتاب وهو متعلق بالعلوم الشرعية والذي كان تأثير برو كلمان فيه قويا واضحا فيه.
http://www.thamarat.org/images/BooksBig/780k.jpg
- استدراكات على تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين في علم الحديث
تأليف: د / نجم عبدالرحمن الخلف
الناشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 2000
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء: 1
اسم السلسلة: دراسات وبحوث مكتبة نظام يعقوبي الخاصة - البحرين
الرقم في السلسلة: 1
عدد الصفحات: 664
نبذة عن الكتاب:
هذا العمل جمع لما في بطون فهارس المكتبات الخطية والفهارس المطبوعة والدواوين والأثبات مما يستدرك على كتاب " تاريخ التراث العربي لفؤاد شركين " في علم الحديث إلى منتصف القرن الخامس على غرار صاحب الأصل كما يقول الجامع.
ومما حرص الجامع على العناية به في هذا المستدرك المصنفات التي قامت على السنن الأربع أو حولها ثم الدراسات التي قامت على الكتب الخمسة، ثم الكتب الستة، وما فوق ذلك من المصنفات التي ضمت المجاميع والموسوعات من أمهات كتب السنة المشرفة.
كما حرص على تسجيل ما ظفر به من كتب الزوائد.
ونبه إلى إمكانية وقوع الخطأ كثيراً في البيانات المذكورة في المستدرك تبعاً لإمكانية وقوع ذلك كثيراً في مصادره إيضاً.
http://www.thamarat.org/english/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=87
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[31 - 12 - 05, 07:05 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[31 - 12 - 05, 07:23 م]ـ
طلال العولقي كتب:
واللافت أنني أذكر أن لفؤاد سيزكن اهتمامات بصحيح البخاري
هذا صحيح. له كتاب نشر باللغة التركية حول البخاري.
لديّ الترجمة الأولى لتأريخ التراث بترجمة فهمي أبو الفضل (القاهرة 1971) يقول سزجين في ترجمة البخاري (ص 307):
وبالنسبة للأسانيد فان مصنف البخاري (الجامع) لا يرقي الى الكمال , فالأسانيد ناقصة في حوالي ربع المادة , وقد أطلق على هذا الأمر ابتداء من القرن الرابع اسم (التعليق) , وبهذا يفقد كتاب البخاري كثيرا من سمته مصنفا جامعا شاملا , أما البخاري نفسه فقد برهن على أنه ليس عالم الحديث الذي طور الاسناد الى الكمال كما زعم كيتاني , بل هو أول من بدأ معه انهيار الاسناد.
(وهكذا في الأصل الألماني أيضا)
.......
هذا , لقد سمعت منذ أعوام أن الترجمة لتاريخ التراث التي نشرت في الرياض سقطت منها هذه الفقرات من الأصل .... فلا علم لي اذ كان هذا الأمر صحيحا أم لا.
موراني
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[31 - 12 - 05, 07:54 م]ـ
لماذا تذكر لنا هذا ... أتنفس على الرجل سعة اطلاعه ... وخدمته للتراث بأحسن مما خدمتَه أنت ... وهذا الكلام يبديه فؤاد سزكين ولا يخفيه، وقد سمعته من فمه مباشرة ... ... ومِن أمثالك من أهل الاستشراق جاءه هذا البلاء ... فهو يقول هذا وأنت تقول أعظم منه ... فمم العجب ... ولم الاستغراب ... ولماذا تنقل لنا هذا من بلايا الرجل؟؟؟!!!
صاحب صنعتك عدوك ... أراك تطبقها جيدا مع الشيخ الفاضل المنوني ... والفاضل الكريم الدكتور الأعظمي ... وها أنت تفعل ذلك مع سزكين ... أعوذ بالله من حسد يسد باب الإنصاف ويصد عن جميل الأوصاف ... آه نسيت فليس لك عقيدة تخشى فسادها.
¥