تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيان الانتحال الواقع في شرح الأربعين المنسوب إلى ابن دقيق العيد.]

ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 01 - 06, 02:18 ص]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وعلى آله وصحبه ومن والاه ...

أمّا بعد،،،

- فقد اشتهرت شروح أربعي النّواويّ وانتشرت، وشاعت وذاعت ... ومن أشهرها وأسيرها: الشرح المنسوب إلى أبي الفتح محمّد بن عليّ بن وهب المنفلوطيّ، الشهير بابن دقيق العيد (625 - 702).

- ولا يعزب عمّن شدا طرفا من تواريخ الرجال: أنّ ابن دقيق العيد أكبر من أبي زكريّا يحيى بن شرف النّواويّ (631 - 676) بخمس سنين، وإن عمّر بعده ستّا وعشرين سنة ...

- ذكرت هذا استطرادا، ولا يمتنع أن يشرح الكبير مصنّف من هو أصغر منه ...

- ووددت لو وقفت على من عزا هذا الكتاب إلى ابن دقيق العيد ... ولا ريب أنّه لا بدّ من التّحقّق والتّوثّق قبل القطع والبتّ بصحّة نسبة كتاب إلى معيّن ...

- وقد تصفّحت الشرح المنتشر وتفحّصته؛ فرأيت موانع تحجز اللّبيب عن الاغترار والانجرار وراء كثير من مجازفي الورّاقين؛ الذين بتّوا وجزموا بنسبته إلى ابن دقيق العيد ...

- وأوّل ما يريبك منه: عدم وجدانك مقدّمة للكتاب، بله أن تجد سندا متّصلا إلى شارحه.

- ومن أعجب وأغرب أوابده: ما يراه متصفّحه ص21، وهذا نصّه وفصّه:

" ... أشار إلى هذا كلّه: صاحب البيقونيّة في مصطلح الحديث ... ".

ثمّ ساق أربعة أبيات منها، في حدّ الصحيح، والحسن، والضعيف ...

ولا يمكن لابن دقيق أن ينقل عن منظومة البيقونيّ، إلاّ إن كان قد بعث من قبره قبل يوم البعث في القرن الحادي عشر، أو بعده، بعد دفنه بنحو ستّة قرون!!!

- وفي ص24: وممّا نسبه السعد للإمام الشّافعيّ - رضي الله عنه -؛ قوله:

عمدة الدين عندنا كلمات - - - أربع قالهنّ خير البريّة

اتّق الشبهات وازهد ودع ما - - - ليس يعنيك واعملن بطاعة

وبغضّ النظر عن أنّ هذين البيتين منحولان، لم ينبس بهما الإمام = فمن هذا السعد الذي نقل عنه هذا الشارح؟

أغلب الظّنّ أنّه السعد التفتازانيّ الذي لم يدرك ابن دقيق العيد، بله أن ينقل عنه ... كيف ولم يطرق اسمه سمعه ...

- وفي الشرح ص28، 34، 120 ... نقول عن النّوويّ، ولا أذكر أنّه قد عهد على ابن دقيق العيد نقل عنه ...

- ذكر في ص52 أنّه ليس لتميم الدّاريّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - غير حديث " الدين النصيحة " ...

ومع علمي بأنّ أكثر ما روي من طريقه لا يكاد يخلو من علّة؛ فأستبعد أن يتكلّف المدقّق ابن دقيق العيد ذكر ذلك في شرح الأربعين ...

ومن أراد أن يطّلع على أشهرها؛ فليرجع إلى المسند 28/ 138 - 157 للإمام أحمد، وتحفة الأشراف 2/ 115 - 119 للحافظ المزّيّ ...

- في ص86 نقل عن الواسطي ... ويظهر أنّه معاصره المشهور، وقد يستبعد مستبعد نقله عنه ...

- في 90 نقل عن صاحب " التجريد " ... ينظر من هو؟

- عزا ص111 - 112 حديثين باطلين إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ أحدهما:

1 - حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة.

2 - الزاهد في الدنيا يريح قلبه من الدنيا ...

وأنا أربأ بابن دقيق العيد (المحدّث الناقد) أن يسفل إلى هذا الحضيض، وأن يرعى مع الهمل، أو يحطب مع حطّاب اللّيل ...

- وفي ص 139 نقل عجيب عن أبي الحسين - كذا - عليّ بن خلف، عن أبي الزناد - كذا!!! - فيه كلام بعيد عن نفس أهل القرن الأوّل والثاني ...

وابن خلف، هو: ابن بطّال، ولا تطول يدي شرحه على البخاريّ، وإلاّ لراجعته؛ فإنّه يغلب على ظنّي أنّ ذكر أبي الزناد ناتج عن تحريف وتصحيف ...

وفي ص 67، 143 نقلان آخران غريبان عن أبي الزناد! لا يعلوان عن نفس أهل القرن الرابع!!

- وفي ص146 حديثان آخران ضعيفان، لكنّهما لم يبلغا الغاية والنهاية في الوهاء والوهن ... وبهما تمّ الكتاب ...

وليس للكتاب خاتمة!

ولم أكن أنوي وضع هذا المقال اللّيلة؛ لكونه لم يختمر بعد، لكنّ بعض الإخوة أزّني وأعجلني ... عفا الله عنّي وعنهم ...

وأقل ّ ما يمكن أن يقال: أنّ الانتحال والدّسّ قد نزل بساحة هذا الشرح، وقد يكون ابن دقيق العيد كتب أصله، لكنّ المنتحلين كدّروا صفوه، وشوّهوه، وأزالوه عن وضعه، وأحالوه كشكولا (مشكّلا!)

وأرجو من إخواننا (المدقّقين) أن يثروا الموضوع؛ بحثا ومدارسة ... وأرجو ألآّ يخرج الموضوع عن مساره المرسوم؛ بالأخذ في بنيّات الطريق، والمناقشة في بعض الأمثلة التي ذكرتها في باب العواضد والشواهد، وأتمنّى التركيز على ما بنيت عليه المقال ...

دمتم موفّقين مدقّقين ...

ـ[السنافي]ــــــــ[03 - 01 - 06, 02:53 ص]ـ

لله درُّك .. و عليه أجرُك .. و بارك سبحانه فيك .. و أحسن إليك. .أخي العاصمي.

ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 01 - 06, 02:58 ص]ـ

وأنت جزاك ربّي خير الجزاء وأوفره، ومنّ عليك بمثل ما دعوت لي به، أخي الفاضل الودود السّنافيّ ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير