تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في البلاد)، وصواعق إذا أرسلت يملأ شررها كل واد؟! أم عنده مجرد نقل قلم بمداد، ونقش في بياض بسواد، ثم ادعاء لما بينه وبينه ألف واد، والتجاء إذا طولب بالحق إلى أهل الفجور والعناد؟! لقد جاءني جاء، فأخبرني أنه أذعن للحق واعترف، وأطاع لعزو ما كتبة إلى كتبي التى منها اغترف، ثم نكص على عقبه، وأصر على خيانته وكذبه، بسبب أنه اجتمع به مجتمعون، وقالوا له: لا تتزلزل، فإنك قد أشعت أنك رامح فكيف تعترف بعد ذلك بأنك أعز ل؟! فحسن له هذا الرأي العاطل، ونسي أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في ا لباطل. كما بلغ السخاوي عنه وهو بمكة أنه ينقل من كتبه ولا يعزو إليه، فتغيظ بسبب ذلك عليه، وواجهه بالإغلاظ، وتوعده إن لم يعز إليه بأن يرسل عليه شواظ، فأظهر له الإجابة، وعدل بعد ذلك عن طريق الإصابة، (فصبر جميل، والله المستعان) يا خليل.

[28]

وعلى ذلك: إن تاب هذا الرجل من الخيانة، قبلنا، وإن رد الأمانة إلى أهلها، أهلناه، وإن عاد وطلب من كتبنا شيئا على أن يراعي فيه الشرط المعتبر، أنلناه، وإن خفي عليه شئ كما خبط في نقل كثير من كلامنا، فهمناه ودللناه، وأوضحنا له ما غلط في نقله من كتبنا وفصلناه. وإن أصر على خيانته، واستمر على جنايته، نزلناه وسفلناه، وأبقيناه على خطئه وجهلناه، وعددناه في زمرة الخائنين، وكتبنا على قفاه: (وإن الله لا يهدي كيد الخائنين). واللة أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب. تمت بحمد الله وحسن عونه). قلت: هذا آخر ما حكاه السيوطي الامام، وهو رادع في هذه الأيام لكل من أرخى لسرقاته الزمام، فشدني رفعه للحسام، وسرت مصححا معه إلى الأمام. . الذهبي ينال من الأدعياء: قال في (زغل العلم) - عن أناس يدعون أنهم على نهج أهل الحديث ولم يتأدبوا بآداب الحديث: - (. . . إنما همتهم في السماع على جهلة الشيوخ، وتكثير العدد من الأجزاء والرواة، لا يتأدبون بآداب الحديث، ولا يستفيقون من سكرة السماع، الآن يسمع الجزء ونفسه تحدثه: متى يرويه أبعد الخمسين سنة؟! ويحك ما أطول أملك، وأسوأ عملك. أما اليوم في زماننا فما يفيد المحدث الطلب والسماع مقصود الحديث من التدين به، بل فائدة السماع ليروي فهذا والله لغير الله، خطابي معك يا محدث، لا مع من يسمع ولا يعقل ولا يحافظ على الصلوات، ولا يجتنب الفواحش ولا قرش الحشائش، ولا يحسن أن يصدق فيها، فيا هذا لا تكن محروما مثلي، فأنا نحس أبغض المناحيس. . . - إلى أن قال رحمه الله فصدق -: بالله خلونا فقد بقينا ضحكة لأولي المعقولات، يطنزون

[29]

بنا هؤلاء هم أهل الحديث. . . لكنك معذور فما شممت للإسلام رائحة، ولا رأيت أهل الحديث. . .) اه* هذا كلامه عن بعض أهل الحديث الذين يشتغلون به في زمانه، فما قوله رحمه الله إن رأى من هم في زماننا، يسرقون علم الحديث. .، ويدعون أنهم عل نهج أهل الحديث!! وقال رحمه الله في (تذكرة الحفاظ) 2/ 530: (فلقد تفانى أصحاب الحديث وتلاشوا، وتبدل الناس بطلبة يهزأ بهم أعداء الحديث والسنة، ويسخرون منهم). أه* وكأنه رحمه الله يعيش بين أظهرنا، ويتكلم عمن هم في زماننا من أدعياء للعلم، فجعلوا منهج السلف سخرية لبعدهم عنه عملا وتطبيقا!! قال ابن ظافر: لم يبق في الناس من يرجى لمكرمة * * كلا ولا من له ظل ولا أزر قد استوى الخلق حتى ما ترى أحدا * * إلا وفيه على إخوانه ضرر قال لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم * * وبقيت في خلف كجلد الأجرب لا ينفعون ولا يرجى خيرهم * * ويعاب قائلهم وإن لم يطرب وقال أحدهم: ذهب الرجال المقتدى بفعالهم * * والمنكرون لكل أمر منكر وبقيت في خلف يزين بعضهم * * بعضا ليدفع معور عن معور. . كلام جميل لجمال الدين القاسمي في الأمانة العلمية:

[30]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير