تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تلتهم النار الهشيم (1)، فليته مع هذا قارب رده الإنصاف، بل أكثر من التقول وا لاجحا ف!! * قال في كتابه (الجماعات الاسلامية) ص (114) - الطبعة الثانية - (وسيدهم تبنى رأي الخلف في آيات الصفات عموما، وفي آيات الاستواء خصوصا) اه*. ثم ذكر كلامه من (الظلال) في تفسيره للاستواء على غير فهم السلف، وهوما ثبت تراجعه عنه كما سيأتي معنا لاحقا. * وقال ص (121) تحت عنوان (سيد قطب وتفسيره) في ظلال القرآن): (وقع سيد قطب في أخطاء عقائدية وخاصة في آيات الصفات، فهو يرجح مذهب الخلف، ولقد عرضنا آراء سيد على كل الوجوه المحتملة ملتمسين له مخرجا -!! - فأبت إلا أن تلقي بجرانها على ما بينا -!! -، ولماذا هذا العناء وشدة النصب وسيد نفسه يعتبر ذلك الحق المبين الواجب الإتباع، وأن تفاسير السلف في هذا الموضوع لا تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، لأنهم أضاعوا وقتهم هدرا) اه*. ثم ذكر كلامه الذي ثبت تراجعه عنه أيضا، بخاصة إجازته للتأويل، وهوما ذمه في آخر (الظلال) بأنه متراجع عن التأويل الذي وقع فيه، وبأن عقيدته التي يدين الله بها: إثبات ما أثبته الله لنفسه، ونفي ما نفاه. * إلى أن قال ص (122): (وكلمة الفصل في سيد رحمه الله وتفسيره محلها كتابنا (تصفية الظلال من عقائد الضلال كالتصوف والإعتزال) اه*. أقول: فمن أنت يا (سليم!!) حتى تقول كلمة الفصل هذه!! وبمن ستقولها؟!! في سيد الذي حق أن يكون سيدا إذا ما نظرت إلى حياته التي قضاها في بيان كلمة حق، وفي تفسيره الذي يريك حقيقة فقه الواقع في حياة الشعوب.

(1) انظر الفصل الثالث (الكشف الجيد عن سرقته كلام سيد).

[109]

وسنناقش معك أهم ما بحثته في كتابك الآنف الذكر، وما وصمته به: 1 - من قول بوحدة الوجود!! 2 - ومن ضلال وتأويل في مسألة الصفات!! وستري بأن ادعاءك ينبي عن قلة أصل (1)، وليس كما زعمت كلمة فصل!! فسيد رحمه الله مبرأ من هذه الإفتراءات براءة الذئب من دم يوسف، وإليك البيان: 1 - براءته من القول ب* (وحدة الوجود). أ - قوله الصريح بنفي هذه العقيدة وأنها ليست من التصور الإسلامي. قال سيد رحمه الله في (الظلال) 1/ 100 - الطبعة الثانية عشرة الشرعية / 1406 ه* / وهي في ست مجلدات -: (والنظرية الاسلامية: أن الخلق غير الخالق. وأن الخالق ليس كمثله شئ. . . ومن هنا تنتفي من التصور الاسلامي فكرة: (وحدة الوجود) على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح - أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة - أو أن الوجود إشعاع ذاتي للخالق، أو أن الوجود هو الصورة المرئية لموجده. . أو على أي نحو من أنحاء التصور على هذا الأساس. . والوجود وحدة في نظر المسلم على معنى آخر: وحدة صدوره عن الإرادة الواحدة الخالقة، ووحدة ناموسه (!) الذي يسير به، ووحدة تكوينه وتناسقه واتجاهه إلى ربه في عبادة وخشوع: (بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون) ار. ب - ما يفهم في غير ما موضع من (ظلاله) بأن الخلق غير الخالق: ومثل هذا قوله 1/ 34: (ويقيمون الصلاة). . فيتجهون بالعبادة لله وحده، ويرتفعون بهذا عن عبادة العباد، وعبادة الأشياء، يتجهون إلى القوة المطلقة (!) بغير حدود، ويحنون جباههم لله لا للعبيد) اه*. ومثل هذا كثير في (الظلال).

(1) وهو ما يلزم منه تكفيره إياه لعقيدة وحدة الوجود. (*).

[110]

ب - وبما مضى من كلامه رحمه الله، فلا يفهم قوله الموهم بوحدة الوجود على أنه يقول بها!! أو أنه مضطرب فيها!! بل يحمل على أنه قول أديب ولغوي يحمل في طياته إضمارات، ومثله مستخدم في اللغة. فقوله مثلا - في أول سورة الإخلاص 6/ 4002 - : (إنها أحدية الوجود. . . فليس هناك حقيقه إلا حقيقته وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده. وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية!. فهذا القول منه رحمه الله كقول أحدهم: (إذا أردت أن تنظر إليه فانظر إلى مخلوقاته) يقصد: إذا أردت أن تنظر إلى عظمته فانظر إلى عظمة مخلوقاته التي صورها. وكما يسأل أحدهم عن الصانع؟ فتريه المصنوع دلالة عليه، فما خلقه الله دال على وجود الله. ولهذا قال رحمه الله 6/ 4003: (. . . وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شئ يراه)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير