تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا الحمل لكلامه رحمه الله وتوجيهه، أفضل من تحميله ما لا يحتمل ب* (وحدة الوجود)، خاصة إذا نظرنا لنفيها صراحة في كلامه، فإخراج مسلم من الكفر أولى من تحميله الكفر!! أم ماذا يا هذا؟! 2 - براءته من تأويل النصوص وصرفها عن ظاهرها: ومنها على سبيل المثال لا الحصر تفسيره الاستواء بالاستيلاء، فقد تراجع عن مثل هذا رحمه الله. أ - بقوله الصريح في (الظلال) 6/ 3730 - 3731: (إن الطريق الأمثل في فهم القرآن وتفسيره، وفي التصور الاسلامي وتكوينه. . . أن ينفض الانسان من ذهنه كل تصور سابق، وأن يواجه القرآن بغير مقرارات تصورية أو

[111]

عقلية أو شعورية سابقة، وأن يبني مقرراته كلها حسبما يصور القرآن والحديث هذا الوجود. ومن ثم لا يحاكم القرآن والحديث لغير القرآن، ولا ينفي شيئا يثبته القرآن ولا يوؤله! ولا يثبت شيئا ينفيه القرآن أو يبطله، وما عدا المثبت والمنفي في القرآن فله أن يقول فيه ما يهديه إليه عقله وتجربته. . . نقول هذا بطبيعة الحال للمؤمنين بالقرآن. . وهم مع ذلك يؤولون نصوصه هذه لتوائم مقررات سابقة في عقولهم، وتصورات سابقة في أذهانهم لما ينبغي أن تكون عليه حقائق الوجود). - ثم قال في الحاشية -: (وما أبرئ نفسي أنني فيما سبق من مؤلفاتي، وفي الأجزاء الأولى من هذه الظلال قد انسقت إلى شئ من هذا. . . وأرجوا أن أتداركه في الطبعة التالية إذا وفق الله. . . وما أقرر هنا هو ما أعتقده الحق بهداية من الله) اه*. رحمك الله يا سيد، فما أراد بك الله إلا خيرا حيث أثبث رجوعك إلى عقيدة السلف الحقة، وليخسأ الخاسئوون. ب - وانظر إلى كلامه - وأظنه بعد تداركه - عند قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء) في سورة البقرة 1/ 47 حيث يقول: (وما كان الجدل الكلامي الذي ثار بين علماء المسلمين حول هذه التعبيرات القرآنية، إلا آفة من آفات الفلسفة الإغريقية والمباحث اللاهويتة عند اليهود والنصارى، عند مخالطتها للعقلية العربية الصافية، وللعقلية الاسلامية الناصعة. . وما كان لنا نحن اليوم أن نقع في هذه الآفة، فنفسد جمال العقيدة وجمال القرآن بقضايا علم الكلام!!) اه*. * وقال رحمه الله في (الظلال) 1/ 363: (بعدئذ يكشف الذين في قلوبهم زيغ، الذين يتركون الحقائق القاطعة في آيات القران المحكمة، ويتبعون النصوص التي تحتمل التأويل، ليصوغوا حولها الشبهات، ويصور سمات المؤمنين حقا وإيمانهم الخالص وتسليمهم لله في كل ما يأتيهم من عند. بلا جدال: (هو الذي أنزل عليك الكتاب. منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر

[112]

متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله (إلا الله والراسخون في العلم يقولون: آمنا به. كل من عند ربنا. . .). . . . على أن نص الآية أعم من هذه المناسبة، في تصور موقف الناس على اختلافهم من هذا الكتاب الذي أنزله الله على نبيه - ص - متضمنا حقائق التصور الايماني، ومنهاج الحياة الاسلامية، ومتضمنا كذلك أمورا غيبية لا سبيل للعقل البشرى أن يدركها بوسائله الخاصة ولا مجال له لأن يدرك منها أكثر مما تعطيه النصوص بذاتها. فأما الأصول الدقيقة للعقيدة والشريعة فهي مفهومة المدلولات قاطعة الدلالة، مدركة المقاصد - وهي أصل هذا الكتاب -، وأما السمعيات والغيبيات - ومنها نشأة عيسى عليه السلام ومولده - فقد جاءت للوقوف عند مدلولاتها القريبة والتصديق بها لأنها صادرة من هذا المصدر (الحق) ويصعب إدراك ماهياتها وكيفياتها، لأنها بطبيعتها فوق وسائل الإدراك الإنساني المحدود. - إلى أن قال رحمه الله ص (364): - يجرون وراء المتشابه لأنهم يجدون فيه مجالا لإيقاع الفتنة بالتأويلات المزلزلة للعقيدة، والاختلافات التي تنشأ عن بلبلة الفكر، نتيجة إقحامه فيما لا مجال للفكر في تأويله. . . (وما يعلم تأويله إلا الله). - ثم قال -: والراسخون في العلم يطمئنون ابتداء إلى صدق ما يأتيهم من عند الله. يطمئنون إليه بفطرتهم الصادقة الواصلة. . ثم لا يجدون من عقولهم شكا فيه كذلك، لأنهم يدركون أن من العلم ألا يخوض العقل فيما لا مجال فيه للعلم، وفيما لا تؤهله وسائله وأدواته الإنسانية لعلمه. . . . وهذا تصوير صحيح للراسخين في العلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير