تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

. فما يتبجح وينكر إلا السطحيون الذين تخدعهم قشور العلم. . .) اه*. * وقال رحمه الله في (الظلال) 3/ 1296 - عند آية الاستواء في سورة الاعراف -: (إن عقيدة التوحيد الاسلامية، لا تدع مجالا لأي تصور بشري عن ذات الله

[113]

سبحانه، ولا عن كيفيات أفعاله. . فالله سبحانه ليس كمثله شئ. . ومن ثم لا مجال للتصور البشري لينشئ صورة عن ذات الله. فكل التصورات البشرية إنما تنشأ في حدود المحيط الذي يستخلصه العقل البشري مما حوله من أشياء. فإذا كان الله - سبحانه - ليس كمثله شئ، توقف التصور البشري إطلاقا عن إنشاء صورة معينة لذاته تعالى. ومتى توقف عن إنشاء صورة معينة لذاته العلية فأنه يتوقف تبعا لذلك عن تصورات كيفيات أفعاله جميعا. . ولم يبق أمامه إلا مجال تدبر آثار هذه الأفعال في الوجود حوله. . . وهذا هو مجاله. . . ومن ثم تصبح أسئلة كهذه: كيف خلق الله السماوات والأرض؟ كيف استوى على العرش؟ كيف هذا العرش الذي استوى عليه الله سبحانه؟! تصبح هذه الأسئلة وأمثالها لغوا يخالف توجيهها قاعدة الاعتقاد الاسلامي. أما الإجابة عليها فهي اللغو الأشد الذى لا يزاوله من يدرك تلك القاعدة ابتداء! ولقد خاضت الطوائف - مع الأسف - في هذه المسائل خوضا شديدا في تاريخ الفكر الاسلامي؟ بالعدوى الوافدة على هذا الفكر من الفلسفة الإغريقية!) اه*. * وقال رحمه الله في (الظلال) 3/ 1393: (أخرج ابن جرير وغيره - بإسناده عن ابن عباس قال: (مسح ربك ظهر آدم، فخرجت كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة. . فأخذ مواثيقهم، وأشهدهم على أنفسهم: (ألست بربكم؟ قالوا: بلى). . . وروي مرفوعا وموقوفا على ابن عباس. وقال ابن كثير: إن الموقوف أكثر وأثبت. فأما كيف كان هذا المشهد؟ وكيف أخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم؟ وكيف خاطبهم: (ألست بربكم)، وكيف أجابوا: (بلى شهدنا)؟. . . فالجواب عليه: أن كيفيات فعل الله - سبحانه - غيب كذاته. ولا يملك الإدراك البشري أن يدرك كيفيات أفعال الله ما دام أنه لا يملك أن يدرك ذات الله. إذ أن تصور الكيفية فرع عن تصور الماهية. وكل فعل ينسب لله سبحانه مثل الذي يحكيه قوله

[114]

هذا كقوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان. .). . . (ثم استوى على العرش). . . (يمحو الله ما يشاء ويثبت). . . (والسماوات مطويات بيمينه). . . (وجاء ربك والملك صفا صفا). . (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم). . . إلى آخر ما تحكيه النصوص الصحيحة عن فعل الله سبحانه، لا مناص من التسليم بوقوعه، دون أدنى محاولة إدارك كيفيته. . . إذ أن تصور الكيفية فرع عن تصور الماهية كما قلنا. . . والله ليس كمثله شئ. فلا سبيل إلى إدارك ذاته ولا إلى إدارك كيفيات أفعاله. إذ أنه لا سبيل إلى تشبيه فعله بفعل أي شئ، ما دام أن ليس كمثله شئ. . وكل محاولة لتصور كيفيات أفعاله على مثال كيفيات أفعال خلقه، هي محاولة مضللة، لاختلاف ماهيته - سبحانه - عن ماهيات خلقه. وما يترتب على هذا من اختلاف كيفيات أفعاله عن كيفيات أفعال خلقه. . . وكذلك جهل وضل كل من حاولوا - من الفلاسفة والمتكلمين - وصف كيفيات أفعال الله، وخلطوا خلطا شديدا!) اه*. * وقال رحمه الله في " (الظلال) 3/ 1531 - عند قوله تعالى: (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم) من سورة الأنفال -: (. . . الكيفية فقط هي التي لا نجزم بها. ذلك أن أمر الشيطان كله غيب، ولا سبيل لنا إلى الجزم بشئ في أمره إلا في حدود النص المسلم. والنص هنا لا يذكر الكيفية إنما يثبت الحادث. . فإلى هنا ينتهي اجتهادنا. ولا نميل إلى المنهج الذي تتخذه مدرسة الشيخ محمد عبده في التفسير من محاولة تأويل كل أمر غيبي من هذا القبيل تأويلا معينا ينفي الحركة الحسية عن هذه العوالم) اه*. * ومن قبل قال رحمه الله في " (الظلال) 3/ 1483: (ونحن - على طريقتنا في الظلال - نكتفي في مثل هذا الشأن من عوالم الغيب بما يرد في النصوص المستيقنة من قرآن أو سنة) اه*.

[115]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير