تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهل نعتبر هذا كتابًا ثالثًا، ولأجل ذلك لم يذكر كلام ابن حجر الأخير، حتى لا يقع في مشكلة أكبر من الأول.

الوقفة الحادية عشرة: جهله بعلم الرواة، ومعرفة حالهم، والتعريف بهم.

قال الأصوليون: «الحكم على الشئ فرع عن تصوره».

وهنا أقول أنه لا ينبغي الحكم على إسناد إلا بعد النظر فيه، وبالاستقراء لمناهج العلماء نعرف أنهم إذا حكموا على إسناد معين، عرّفوا لنا أولاً رواة هذا الإسناد، وبيان درجة كل راو، ثمّ على ضوء هذه الدراسة حكموا على هذا الإسناد، مع ذكر أقوال العلماء الذين سبقوهم بالحكم على هذا الإسناد.

وكان الذي ينبغي من الأخ زياد أن يترجم لرجال إسناد ابن طاهر ويعرّف لنا رواة إسناده، لكننا نجد الأخ زياد لايبين من هو: الهيثم بن كليب الشاشي!!!.

الوقفة الثانية عشرة: جهله بالتعليق على أقوال العلماء، ومتى يمكن التعليق عليه.

لما أورد كلام عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي في (ص: 35)، علق عليه في الهامش رقم (3) بقوله: ما بعده إلى نهاية الأمر الأول من كلام ابن ابي عمر، وزاد القرطبي هنا كلامًا مهما يحسن نقله، فقال: (ص: 160 - 161): ولأن في سند الحديث المذكور عمار بن إسحاق، ولا يحتج به ..... إلى أن قال: ثم العجب من غلبة الهوى والميل على هذا الرجل- أعني محمد بن طاهر- وذلك أنه لما كمل سياق هذا الحديث وفرغ منه قال في آخره كلامًا أوهم فيه الضعفاء أنه على شرط الشيخين! فقال: اعلم أن رجال هذا الإسناد من أبي محمد سعيد بن عامر إلى أنس بن مالك من شرط الكتابين، أخرجا بهذا الإسناد غير حديث في الصحيحين. ثمّ قال: لو لا قصد الإيهام والتلبيس لما صدر منه مثل هذا، وإلا فأي منفعة في هذا الكلام ... ).

ولم يعلق على هذا الكلام للقرطبي، وكان عليه أن يذكر أن ابن طاهر بعد ما ذكر ما اورده القرطبي، قال: والزيادة بعد هذا مما تفرد بها أبوبكر عمار بن إسحاق، عن سعيد بن عامر.

وقال في (ص: 37): ثمّ قال: ويخالج فكري أنه غير صحيح، ويأبى القلبُ قبوله.

علق عليه بقوله في هامش رقم (2) وعند القرطبي هنا زيادة: (ولم أجد فيه ذوق اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وما كانوا يعتمدونه).

قال: وقد اختصر كلام السهروردي جدًا، فقد قال بعد روايته للحديث، ثمّ ذكر كلامه كاملاً.

وهذا يتناقض مع موقفه الأول، أنه سكت على كلام القرطبي، ولم ينبه أن ابن طاهر، ذكر علة الحديث، بأنه من تفرد أبي عمار بن إسحاق.

الثالثة عشرة: نقل تكلة الحكم على هذا الحديث من جماعة من العلماء، منهم السمعاني، والسهروردي، وابن تيمية، والذهبي، وابن القيم، وابن عبد الهادي، ومحمد المنبجي، والشاطبي، والسيوطي، وابن عراق الكناني، وعلي القارئ، ومرعي الكرمي، والألوسي المفسر، ومحمد رشيد رضا، والغماري، والألباني، ثمّ قال:

وسمعتُ شيخي العلامة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل يقول: هذا الحديث كذب.

وسمعتُ شيخي العلامة محمد بن لطفي الصباغ في منزله بالرياض يقول: هذا الحديث كذب موضوع.

لطيفة: أشير فيما يلي لبعض تخريجات فضيلة الشيخ العلامة المحدث محمد بن لطفي الصباغ في رسالته الدكتوراه: التصور الفني في الحديث النبوي، يقول في (ص: 106، هامش 1): صحيح مسلم (16/ 125 - 126) وانظر: الأحاديث القدسية (1/ 263)، ورياض الصالحين، كتاب عيادة المريض (549 - 550).

وقال في (ص: 116، هامش رقم 1): رواه البخاري ومسلم (البخاري 1/ 11، ومسلم بشرح النووي 7/ 122) وانظره في رياض الصالحين 280 - 281).

وقال في (ص: 127، هامش رقم 3): رواه مسلم (6/ 22 ط استنانبول) وانظر: رياض الصالحين 437).

وقال في (ص: 142، هامش 1): متفق عليه (صحيح البخاري 9/ 181 ط الشعب، وصحيح مسلم 7/ 101) وانظر في رياض الصالحين 138، و296) وابن ماجه (1/ 590).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير