وهو كتاب مشهور؛ وهو أحدر كتب أربعة نالت عناية بالغة واهتماماً كبيراً يدل عليهما كثرة ما ألف عليها، فقد (قام حولها دراسات ضخمة كثيرة، بلغت عشرات الرسائل، ما بين شرح واختصار وتهذيب وترتيب وتكملة ونقد ودفاع ونظم وشرح للنظم) وهي (إصلاح المنطق) لابن السكيت، و (أدب الكاتب) لابن قتيبة، و (الفصيح) لثعلب، و (درة الغواص) للحريري. [انظر "المعجم العربي" لحسين نصار (ص116)، و "حركة التصحيح" لمحمد ضاري (ص24).
فلدرة الغواص إذن شروح وحواش كثيرة، وقد ذكرها حاجي خليفة في (كشف الظنون) وغيرُه؛ وأذكر هنا ما تيسر ذكره منها، واضعاً قبل كل شرح أو حاشية رقمين الأول الأحمر هو الرقم التسلسلي للمبحث، والثاني هو رقم الشرح أو الحاشية بين فروع (درة الغواص) المذكورة هنا:
[19و20] 1 و 2 - حاشيتان لأبي محمد عبد الله بن بري بن عبد الجبار النحوي اللغوي المتوفى سنة (852هـ).
[21] 3 - حاشية أبي عبد الله محمد بن أبي محمد المعروف بحجة الدين الصقلي المتوفى (سنة 555هـ).
[22] 4 - حاشية محمد بن محمد المعروف بابن ظفر المكي المتوفى سنة (568هـ).
[23] 5 - حاشية ابن الخشاب عبد الله بن أحمد النحوي المتوفى سنة (567هـ).
ولأبي محمد ابن بري رد عليه سماه (اللباب على ابن خشاب).
[24] 6 - شرح الشيخ أبي عبد الله محمد بن الشيخ عز الدين أبي بكر الأنصاري؛ وهو شرح ممزوج.
[25] 7 - شرح شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري؛ قال في (كشف الظنون): (وهو شرح لطيف ممزوج--- ذكر أن الدرة لما احتوى على درر مستخرجة من بحار البراعة، وهو وإن أفاد وأجاد، فليحمد المنصف [في الأصل المصنف] ما في هذا المجلد من الانتقاد، إلا أنه لم ير لها شرحاً ينشرح له الصدور غير حواش نفعها قليل، فدعاه الانتصار للسلف إلى استخراج فرائدها، فشرحها).
[26] 8 - تتمة أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي البغدادي المتوفى سنة (465هـ)؛ وسماها (التكملة فيما يلحن فيه العامة).
هذا الكتاب نشره ديرنبورج بإسم (خطأ العوام) في المجلة الألمانية (أبحاث شرقية)، في لايبزك، 1291هـ، 1875م، (ص107 - 166)؛ ثم حققه عز الدين التنوخي ونشره في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، سنة 1355هـ، 1936م (14/ 164 - 226)؛ وطبع مستقلاً في العام نفسه في دمشق، من قِبل مطبعة ابن زيدون؛ وقد أعيدت هذه الطبعة بالأوفست في طهران سنة 1386هـ، 1966م، ومعها كتاب (المعرب) للجواليقي.
وهذا الكتاب عده صاحب (كشف الظنون) من فروع (درة الغواص) وعنوانه لا يطابق هذا المعنى، أعني الاستدراك على كتاب الحريري أو إكماله في أصل موضوعه؛ فليحرر ذلك، فإني لم أقف على كتاب الجواليقي.
[27] 9 - مختصر الدرة للشيخ عبد الرحيم بن الرضي محمد بن يونس الموصلي المتوفى سنة (671هـ)؛ ذكره الذهبي في (تاريخ الإسلام).
[28] 10 - نظم الدرة لسراج الدين عمر بن محمد الوراق الفائزي.
[29] 11 - نظم الدرة للشيخ أبي الفتوح عبد القادر بن إبراهيم بن السفيه العنبة المتوفى سنة (907هـ)؛ ثم شرح نظمه.
[30] 12 - نظم درة الغواص في قلائد عرائس المناص؛ أو الغرة [في اختصار الدرة]؛ وهو مختصر لدرة الغوّاص؛ للعلامة المفسر أبي الثناء الألوسي المتوفى في اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة من سنة 1270هـ.
وللألوسي نفسه شرح على مختصره هذا أسماه (غاية الإخلاص بتهذيب نظم درة الغواص)، وسماه أيضاً (كشف الطرة عن الغرة).
هكذا ذكر هذا الاختصار وشرحه مؤرخ العراق المحامي عباس العزاوي في كتابه (ذكرى أبي الثناء الألوسي) (ص89 - 90)؛ ووصف الشرح بأنه معين لغوي في النقد اللغوي.
وقال صاحب (حركة التصحيح) (ص35 - 36): ((وكان أبو الثناء الألوسي أول عالم لغوي متبحر ظهر في العصر الحديث، وأول من ألف في التخطئة والتصويب في هذا العصر؛ قال الدكتور مصطفى جواد [المتوفى عام 1389هـ، 1969م، في كتابه "المباحث اللغوية في العراق" (ص53)]: (وأما البحث اللغوي الخاص بالمفردات من معانيها الأصلية، فأول من ألف فيه في أيام النهضة الحديثة السيدُ شهاب الدين أبو الثناء محمود بن عبدالله الألوسي ثم البغدادي (1217 - 1270هـ)؛ واسم تأليفه "كشف الطرة عن الغرة"؛ وهو ترتيب جديد على حروف المعجم لـ"شرح درة الغواص في أوهام الخواص" تأليف شهاب الدين أحمد بن محمد الخفاجي المصري المتوفى سنة 1069هـ؛ وزيادات عليه تدل على سعة علم السيد الألوسي بالعربية وطول باعه في النقد اللغوي).
لقد عني أبو الثناء عناية بالغة بكتاب الحريري (الدرة)، وهو أشهر كتاب عربي قديم في نقد لغة الخاصة من أئمة اللغة والأدب وسائر العلوم؛ فاختصره----، ثم شرع يدون ملاحظات التصحيح على الدرة نفسها----؛ ولما أن اكتملت له الأداة واتضح عنده كل دقيق، يمم وجهه شطر أهم الشروح التي عنيت بالدرة، وهو شرح الخفاجي الذي تعقب الحريري في أمور كثيرة، مستدركاً مخالفاً مخطئاً؛ فأعاد الألوسي ترتيب هذه المادة المحققة في (الدرة) و (شرحها) على نظام المعجم، مسجلاً ملاحظاته وزياداته، موازناً بين الحريري والخفاجي في مواطن الاختلاف والاستدراك؛ فكان كتابه (غاية الإخلاص بتهذيب نظم درة الغواص) المعروف بإسم (كشف الطرة عن الغرة) أقدم آثار التصويب الحديث، ومن أشهر مراجع هذا الموضوع في القديم والحديث)). انتهى.
وطبع هذا الكتاب بعد وفاة مؤلفه بواحد وثلاثين عاماً، بالمطبعة الحنفية، بدمشق، 1301هـ، 1883م؛ في (477 صفحة).
"
وهذا رابط لتحميل (درة الغواص):
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=16&book=1498
:
¥