تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو يَحْرِصُ أشَدَّ الحرصِ على أن يذكُرَ الأحاديثَ الصِّحاحَ، ولكن ربما ساق معها أحاديثَ ضعافاً دون بيان حالها، إلا أنه يذكرُها في الشواهد أو المؤكدات، أو لبيان معنى مجملٍ في حديثٍ صحيح، أو إذا لم يكن في الباب ما يُغني عنها من الصحاح.

ثم يذكر ما يستفادُ من أحاديث البابِ من الفقه، وما يتعلَّقُ بعلوم الحديث، وضبطِ أسماء الرواة وأنسابهم، وترجمة بعضهم، والتوفيق بين الأحاديث التي تبدو باديَ الرأي مختلفةً أو متباينة، وربما تعرَّض لمسائل من الفقه لا يتناولها الحديثُ المخرَّج في الباب، إما استنباطاً من الحديث، أو إلحاقاً بمسألة الباب لمناسبة بينهما.

ثم يذكر اجتهادات الصحابة والتابعين، وأقوال الأئمة المجتهدين في أمهات المسائل المتفق عليها، والمختلف فيها، ويحكي أدلة كل منهم بشيء من التفصيل إن احتاج المقامُ إلى تفصيل، وأحياناً يُجملُ القولَ فيها إن لم يكن ثمّةَ ما يدعو إلى التفصيل، وربما رجَّح من تلك الآراء ما استبان له صوابه، وإن كان على خلاف مذهبه الذي ينتمي إليه، إلا أنه لا يتكلَّفُ الطعنَ في أدلة المخالفين، وهذا غايةٌ في الإنصاف والورعِ.

على أنه في هذا الكتابِ ينحو منحى المحدِّثينَ ومن نهج نهجهم من الفقهاء في التعويل على الحديث الصحيح، والأخذ به، فقد صرَّح في بحث خيار العتق من كتابه هذا بأنه متى صح الحديث تعين المصيرُ إليه والأخذ به.

ثم إنه لم يخلُ كتابه من تفسير غريب الحديث، وإيفائه حقَّه من الشرح والبيان، على طريقة أهل اللغة، من ذكر الاشتقاق، والاستشهاد بالنظائر ونحوها، معتمداً في ذلك أيَّما اعتماد على تآليف أبي عبيد القاسم بن سلام، وابن قتيبة، وأبي سليمان الخطابي، وغيرهم من أئمة اللغة،

وأكثر ما ينقل عنهم بحكاية لفظهم نفسِهِ، وربما تجاوز ذلك إلى الحكاية بالمعنى.

وغرضُ المؤلف -رحمه الله- من كتابه هذا، هو جمعُ ما تناثر من الحديث المحتجِّ به في الصحاح، والمسانيد، والسنن، والمعاجم، والأجزاء، في جليلِ العلم ودقيقه، ليكونَ مرجعاً وافياً وشاملاً لكل ما يحتاجه المسلمُ في أمورِ دينه ودنياه، ولذا أدرج فيه من الأحاديثِ ما يتعلَّقُ بالعقائد وأصولِ الدينِ، والعلمِ، والعبادات، والمعاملات، وحقوق الناس، ودلائل النبوة، ومبدأ الوحي، وشأن البعث، والسِّيَرِ، والمغازي، والمناقب، وأخبار القيامة، والحشر، والحساب، والشفاعة، وصفة الجنة والنار، وأخبار القرون الماضية، وفضائل القرآن، والزهد، والرِّقاق، إلى غير ما أودعه بعدُ من الأحاديثِ في السنن والآداب، ومحاسنِ الأخلاق، وسائرِ ما يدخل في معناها من أمور الدين الحنيف.

فهو سجل جامعٌ أمينٌ للحديث النبوي الشريف، ولمذاهب الصحابة والتابعين، والأئمة المجتهدين، وهو بهذه الصِّبغةِ ينفردُ من بين كتب الحديث، وينهضُ وحدَهُ بإسعاف طلابِ العلمِ والعلماء إذا ما أرادوا التعرُّفَ على الحديث النبوي، والتفقُّه فيه.

وإنَّ كتاباً كهذا جمعَ إلى جلالة القدر، وعِظمِ الفائدة، حُسنَ الانتقاء، وإحكام الرَّصفِ، ودِقَّة التحرير، لا يُستغرب انتشارُ ذكره بين طوائف الفقهاء والمحدثين، وتدارسُ العلماء له على مرِّ الأجيال، والاقتباس منه، والنقل عنه، والإشادة بمؤلفه، والتنويهُ بعلمه وفضله.

هذا وإن الطريقة التي احتذاها المؤلف -رحمه الله- في كتابه هذا، من رواية لحديثِ بعد التوُّثقِ من صحته للاستدلال على مسائل الفقه والاستنباط، تُعتبرُ الطريقةَ المثلى لإرشاد طلاب الحديث والفقه، فهي تعلِّمهم كيف ينقدون الأسانيدَ والمتونَ، وكيف يميِّزون الصحيحَ من غيره، وتُدرِّبُهم على التفقه بالسنة التي هي شرح للقرآن، وبيانٌ له، وتربي فيهم مَلكَةَ الاستنباط، وتُكوِّنُ لديهم شخصيةً مستقلة، وتعينهم على الخروج من التقليد المحض المذموم في القرآن، إلى الاتِّباع المقرون بالبصيرة والبرهان، وتحملهم على احترام جميع الأئمة وتوقيرهم، وعدم جعل المسائل الخلافية سبباً للتفرق أو التعادي بين المسلمين، ولا للتفاخر المفضي إلى ذلك.

من أجل ذلك أصبح هذا الكتاب من أكثر الكتب اعتباراً من قبل علماء الحديث والفقه لاتفاقهم على أمانة المؤلف، وسعة دائرته في النقل والتحقيق. ومما يزيد من قيمة الكتاب أنه يطبع للمرة الأولى عن سبع نسخ خطية نفيسة، وأنه محقق تحقيقاً علمياً أميناً.

كتاب لا بد منه لكل دارس ومطلع يرغب في الحكم مع الدليل.

المصدر

http://www.almaktab-alislami.com/forum_posts.asp?TID=510&PN=1

ـ[الرايه]ــــــــ[25 - 01 - 06, 11:55 ص]ـ

- مواضيع بالملتقى ذات تصلة بهذا الموضوع:-

- سؤال حول شرح السنة للبغوي

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28953&highlight=%C8%C7%CF%CD%CF%CD

- طلب نصيحة حول شرح السنة للبغوي

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=578&highlight=%C8%C7%CF%CD%CF%CD

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير