[المحك والمعيار في نقد المحققين الأخيار]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 12:02 م]ـ
[إن البدار برد شيء لم تحط ***** علما به سبب إلى الحرمان] (من نونية ابن القيم)
أتوجه بكلامي هذا سائلا المولى عز وجل أن يجد صدى عند مشايخنا الكرام، وإخوتنا الأفاضل طلاب العلم والمحققين.
كثر الكلام أخيرا في شأن التحقيق والمحققين، وقام كثير من الإخوة بإفراد مشاركات للحديث عن أفضل المحققين وطبقاتهم.
ولوحظ على كثير منهم إدراج كثير من الأسماء في غير مواضعها تقديما أو تأخيرا
وكان من نتيجة ذلك أن اشتد الخلاف والجدال ووقع الشقاق في كثير من الأحيان تعصبا لهذا المحقق أو تحاملا على ذاك.
وشأن التحقيق عظيم، وخطره جسيم، والكلام فيه صعب، والتلبس به جلل.
وكما قال غير واحد من أهل العلم: إن تسويد عشر صفحات من حُرِّ اللفظ وشريف المعنى قد يكون أسهل من تصويب تصحيف أو إقامة تحريف.
وبين (التحقيق) و (دراسة العلوم) عموم وخصوص، فقد تجد محققا لكنه ليس بعالم، وكذلك فكير من العلماء لا يشتغلون بالتحقيق، وكذلك بعضهم ليس له تصانيف.
ولما كان الأمر بهذه الصعوبة ويعتريه اللبس كان من المتوقع أن يقع هذا الخلاف السابق ذكره؛ لأنه من الصعب جدا بل من ضروب المحال أن يحيط أحد المعاصرين بكل ما حققه المحققون ويقف على كل ما يخرجونه من كتب لكي يكون لديه الأهلية للحكم بأن هذا المحقق أفضل من ذاك.
بل لا يكفيه ذلك حتى يتأهل في كتب أهل العلم وترسخ فيها قدمه ليكون أهل للوقوف في حَلْبة الأخذ والرد، وقادرا على المسابقة في ميدان الموافق والضِّدّ.
والمحقق يحتاج لكثير من علوم الآلة ويحتاج لكثير من الخبرة والمرانة، وكثير من المراس والمعالجة، والذي يحكم على هذا المحقق أو ذاك لا بد أن يكون في أهليته أو أعلى حتى يستطيع أن يحكم على أساس قويم وبناء من العلم متين، وإنما أعني بذلك الباب الذي ينقده فيه.
واقتراحي أن نقوم بدراسة أحوال هؤلاء المحققين على وجه يقع به العلم بما لهم وما عليهم على وجه اليقين أو الظن الراجح والتفصيل المبني على الاستقراء والتتبع وليس بناء على خطأ مفرد أو وهم واحد وقع فيه هذا المحقق أو ذاك، لأن الأمر كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((ولو كان من يهم من المصنفين يترك ما سلم أحد!!))
فإذا أفردنا لكل محقق بابا يدلي كل من له به علم من الإخوة بدلوه لكان حسنا، فهذا يتعقبه في موضع، وذاك يستقرئ أحدَ كتبه وهذا يحصي تحقيقاته، وذاك يتعقبه في دقيق علم من العلوم وآخر يضعه على المحك في علم آخر.
ونستطيع بعد هذا التتبع والاستقراء من مشاركات الإخوة طلاب العلم ومشايخنا الأكارم أعضاء الملتقى أن نضع الميزان الصحيح للحكم على هذا المحقق بأنه جيد أو غير جيد في الجملة، وقد يكون الحكم بالتفصيل بأن نقول: هذا محقق جيد في الحديث لكنه ضعيف في الأصول، وذاك المحقق طويل الباع في اللغة وبضاعته مزجاة في العلوم الشرعية.
وهكذا نضع المنهج وننير السبيل لطلاب العلم ليكونوا على بصيرة حين القراءة لهؤلاء المحققين.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، ويعيننا على ما يهدينا، ويجنبنا الخطل ويبعد عنا الزلل.
والله تعالى أعلم وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 01 - 06, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
هناك أمور لا بد من التنبه لها قبل الشروع في الموضوع أسوق منها
1 - كثير من المشهورين بالتحقيق لا يباشرون التحقيق بأنفسهم، فعندهم عدد من الموظفين ينسخون ويخرِّجون وينسقون ثم في نهاية الأمر يطبع اسمه على الغلاف
فنحن لا نحتاج أن نتكلم عن هذا المشهور الذي لم يضع سوداء في بيضاء، بل نحتاج أسماء هؤلاء الموظفين الذين قاموا بالعمل
وقد ألمح لهذه الظاهرة الشيخ عبدالله الشمراني وفقه الله في مقالات له كان ينزلها الأخ محمد الأمين فضيل وفقه الله وقد جمعها الأخ خليل بن محمد في ملف في خزانة الكتب في الملتقى
2 - النظر في عمل هذا المحقق هل الكتاب الذي حققه طبع من قبل أم لا حيث إن البعض جلُّ أعماله إعادة تحقيق لأعمال مطبوعة
وهناك نقاط كثيرة لا يجهلها الإخوة من أهمها العصبية والانتصار للأشخاص عند التقييم للمحققين
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 03:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخي الكريم
وأرجو من المشايخ الأكارم ألا يبخلوا علينا بإفاداتهم بارك الله فيهم
ـ[عراقي سلفي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 04:10 م]ـ
زرت قبل مدة شيخا مشهورا في الشام ووجدت في مكتبته موظفين يكتبان ويقصان من هنا وهناك .. فسألته بلطف من هذين الموظفين فقال: انا دربتهما على هذه المهنه!!. وعلى كل حال هو من اهل الخير والصلاح نحسبه والله حسيبه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 01 - 06, 04:52 م]ـ
أوقفوا هذا العبث بالتراث:محمد عبد الله آل شاكر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19860)
(( مزالق في التحقيق)) بقلم الشيخ/ عبد الله الشمراني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5822&highlight=%C7%E1%D4%E3%D1%C7%E4%ED)
¥