تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إننا ونحن نعيد اليوم نشر هذه المحاولات المتواضعة التي عدلناها وأضفنا إليها إضافات كبيرة، مجبرون على تقديم رد حاسم على اعتراضات السيد كورانسيه الذي استباح لنفسه أن ينازعنا حق ملكية المعلومات عن الوهابيين لأنه نشرها قبلنا في صحيفة المونيتور عام 1804م.

وإليكم الواقعة: كان السيد كورانسيه قد حصل على معلوماته من ديداغوس فرنجية Didagos- Frandjié الذي حصل هو نفسه عليها منا.

ولا شك أن هذا النصراني الماروني الحلبي أخفى عن كورانسيه بدافع الغرور الخالص المصدر الذي استقى منه تلك المعلومات، وهذا بلا شك ما دفع زميلنا إلى الوقوع في الخطأ، وهو زميل نعرف على الرغم من كل شيء أمانته وصراحته مما يمنعنا عن اتهامه بالتجني علينا.

اعتمد السيد كورانسيه على شهادة أحد أعضاء المعهد ليبرهن على التطابق بين مختصره التاريخي المنشور في (المونيتور) وبين نبذتنا عن الوهابيين.

وإن ذلك التطابق هو الذي نسوغ به وجهة نظرنا التي قبلها وأكدها عضو آخر من المعهد نفسه، في الزمن نفسه الذي أثيرت فيه تلك القضية.

وقد أكد ديداغوس فرنجية نفسه ما ذكرناه قبل قليل بتصريح أصيل أرسل في عام 1810م إلى باريس، ناهيك عن أن تذكرته عن الوهابيين بالعربية، وهي تذكرة كتبها كما يعترف بذلك انطلاقاً من ملاحظاتنا نفسها موجودة في حوزة عدد من الأشخاص في حلب؛ ويكفي أن نقرأها بالمقارنة مع المختصر التاريخي الذي نشره السيد كورانسيه لنقتنع بأن ذلك المختصر لا يحتوي إلا على ما هو منقول كلمة كلمة عن تلك التذكرة.

ناهيك عن أن علاقاتنا القديمة والطويلة مع بغداد وبصرة ومسقط، وكذلك مع عرب البحرين ونجد والدرعية نفسها، بالإضافة إلى المعارف المحلية والتسهيلات المتنوعة التي وفرتها لنا إقامتنا التي امتدت لأكثر من عشرين عاماً في تلك الآسيوية البعيدة، كل ذلك يثبت بما فيه الكفاية أن لدينا قدرة أكثر من السيد كورانسيه على جمع المعلومات موضع النزاع، وهي معلومات لم نكن بكل تأكيد لنوليها أي أهمية لولا أنها أصبحت موضوعاَ لتساؤل عام.

إن ما نأسف له كل الأسف أننا وجدنا أنفسنا مجبرين في مواجهة مع زميل كنا نحرص على الدوام على أن نستحق احترامه ورعايته: هذه المواجهة غير المقصودة تجعلنا نشعر بالحزن خصوصاً أنه ينبغي أن نعيد السبب الحقيقي والوحيد لتلك المواجهة هو تردَّد ديداغوس فرنجية لكي لا نقول سوء نيته.

إن حديثنا عن كورانسيه يستدعي الحديث عن موضوع السيد ريمون الذي يتحدث عنه كورانسيه، والذي حاول من جانبه بسوء نية مقصود وفي الزمن نفسه أن ينسب إلى نفسه قسماً من الأخبار التي تضمنها كتاب (وصف ولاية بغداد)، ولكنه لما كان لم يروج لادعاءاته فإن اللياقة تفرض علينا أن نتناساها.

وليعلم مع ذلك أننا ننوي لاحقاً نشر طبعة جديدة منقحة ومزيدة من ذلك الكتاب (يقصد وصف ولاية بغداد) الذي يعود زمن نشره، كما ينبغي عليه أن يتذكر، إلى المدة التي سعدنا فيها باستقباله في منزلنا في حلب.

وسنحاول الآن أن نفصل القول في التغييرات والزيادات التي تجعل من نبذتنا عن الوهابيين مختصراً تاريخياً أكثر تماماً، وبالتالي أكثر جدارة لنيل إعجاب اثنين من الأكاديميين المشهورين اللذين أراد أحدهما أن يكون ناشر تلك النبذة في عام 1809م، وأشار إليها الآخر في عدد المجلة الموسوعية لشهر سبتمبر في السنة نفسها.

1 - أعدنا صياغة تلك النبذة كلها، (التي سبق أن نشرت في تالي كتاب وصف ولاية بغداد) وصححناها بعناية.

2 - أضفنا إليها الملحق الأول الذي نشر في العدد الأربعين XL من حوليات الجغرافيا والأسفار لعام 1810م.

3 - وقد أضفنا إلى ذلك الملحق نفسه لائحة بالأراضي الخاضعة للأمير سعود، وهي لائحة نجدها مفصلة في التعاليق المرافقة لكتاب السيد كورانسيه.

4 - يأتي بعد ذلك مختصر جديد كل الجدة عن أصل الوهابيين وغزواتهم حتى عام 1224هـ، وهي قطعة غريبة كل الغرابة حررناها في حلب اعتماداً على مخطوطة أصلية وصلت من الدرعية.

5 - ويتلو تلك القطعة ملاحظات خاصة حول عادات الوهابيين وتقاليدهم، مرفقة بوصف مختصر للصحراء والمواشي التي يربونها.

6 - وهناك في النهاية رواية مختصرة لآخر أحداث تاريخهم العسكري حتى استيلاء القوات المصرية على مكة والمدينة، وهي رواية تنهي النبذة وتتمها على وجه من الوجوه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير