تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن مابقيت بقدر وسعِي إلى مجد الأوائل أستثير

وإن كُنت الضعِيف وكان نظمي ضعيف السَّبك حاويهِ القُصور

فما فشرط النصيحة يا صِحابي زهيرٌوالفرزدق أوجرير

و في عام 1373هـ حين فجع المسلمون بوفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله، أبرق الشيخ فيصل إلى الملك سعود معزِّياً بهذه الأبيات:

ابكيه يا دنيا الرئاسة و السياسة ................. و الكياسة في الخروج و في الورود

ما إن شهدت مُفاخراً ومفاوضاً ...................... و محاولاً حَفِظ المواثق و العهود

كمليكِنا وزعيمنا و إمامِنا ...................... و فقيدنا عبدالعزيز بن السعود

ان غاب عنا ذلك البدر المنير ...................... فقد أضاء الكون عن سعد السعود

أو راح عنَّا ذلك البرُّ الرحيم ......................... فقد أتانا بعده البرُّ الودود و لما كان رحمه الله في منطقة جازان بداية الستينات و كان يجتمع في مجلس امير المنطقة خالد السديري رحمه الله نخبة من أهل العلم ممن كان لهم باع طويل في شتى العلوم والمعارف الانسانية من فقه ولغة وتاريخ وادب وشعر وغيرها .. ، سواءٌ من أهل المنطقة أو من الطارئين عليها.

، بل كان يخصص رحمه الله امسية خاصة في الاسبوع للاجتماع بهم.

فمن اولئك الاعلام الشيخ (حافظ الحكمي) والشيخ (عقيل بن احمد). والشيخ (عبدالله العمودي) والاستاذان عبدالقادر علاقي وعمر صالح هاشم والقاضبان علي السنوسي وعلي محمد صالح وغيرهم.

و في إحدى الجلسات بوجود عدد من المشايخ كالشيخ عبدالله القرعاوي والشيخ فيصل المبارك والشيخ عبدالله الحجازي، جرى الحديث في المجلس عن اشعر شعراء العصر الاموي والعباسي وهذا العصر وعصور اخرى، و انجرَّ الحديث إلى مساجلة في التخميسات الشعرية بين كل من الشيخ فيصل المبارك و الشيخ القاضي علي السنوسي رحمهما الله , فدارت هذه المساجلة الطريفة، التي ابتدأها الشيخ فيصل بقوله:

قد قلت من عجب في رحلة السفر ................... لما مررت بواد حُفَّ بالشجر

كأنه آية من ابدع الصور

.قد اعشب الدرب لكن لا من المطر ................... بل من طروف ذوات الدَّلِّ والخَفَر

==========================

فأجاب القاضي علي السنوسي:

وقد مررت بدرب غير منتبهِ ............................. لشادنٍ ماله في الغصن من شبه

حتى رماني بقوس من حواجبه

ياصاح قبلك ما قد كنت ذا وله ............................ ومن وقوفي عليك اليوم في خطر

========================

فقال الشيخ فيصل المبارك:

وقعت فيك وقوع الطير في شبك ................................ ولم اجد منقذا لي منك بالدرك

رفقا فقد بلغت روحي الى الحنك

ياويح قلب هوى للبيض في شرك ................................ واتبعته عيون الحور بالسهر

==========================

فقال القاضي علي السنوسي:

ما للمحبين يوما من تتبعهم .................................. ظعائنا غير تهييج لادمعهم

فوق الطلول اندفاقا من تفجعهم

وقد سلوت عن الاحباب اجمعهم .............................. سوى الحبيب الذي افديه بالبصر

==========================

فقال الشيخ فيصل المبارك:

ذاك الذي مهجتي في قبض راحته ............................... وما عليه غرام في استباحته

مالي وما ملكت نفسي بساحته

سوى الامير السديري في سماحته ................................ فيضا يعم ربوع البدو والحضر

==========================

آثاره:

1. قام الشيخ فيصل رحمه الله حين كان قاضياً بالشارقة بالنهوض بشأن العلم والقضاء والإفتاء والإرشاد،و رتَّب أعمال القضاء الكتابية هنالك.

2. للشيخ فيصل بن محمد مقالاتٌ متفرقة في كثيرٍ من المنابر الإعلاميَّة، كالمنهل و اليمامة و العرب و غيرها، لو جمعت لجاءت في مجلَّد متوسط.

3. و للشيخ فيصل بن محمد قصائد متفرقة في كثيرٍ من المنابر الإعلاميَّة لا سيما مجلَّتي المنهل و اليمامة، و بعضها مخطوط، لو جُمعت لجاءت في ديوان صغير.

4. يوجد في الشارقة وقفٌ على طلبة تحفيظ القرآن في منطقة "الذيد" ينُسَبُ إلى الشيخ المبارك قاضي الشارقة، و لا يزال هذا الوقف قائماُ و لله الحمد.

تلاميذه:

تخرج على يديه أكثر من مِائة طالب، بينهم ثمانية من الوزراء للحج والأوقاف والتجارة وقضاة وأساتذة،وكان يُلقي الدروس في مسجد "موافق" بحريملاء حينما يأتي إليها، و كان قد أقام فيها منذ ربيع الأول من عام 1375هـ إلى منتصف عام 76هـ، و منذ منتصف عام 84 هـ إلى مطلع عام 87 هـ، وقام برحلات إلى الخارج استطلاعية تعرَّف على علمائها.

وفاته:

مرض رحمه الله ثم وافاه أجلهُ مأسوفاُ على فقده في 27 محرم 1399هـ، ودفن في بقيع الرويس وقد شيَّع جثمانه جمع غفير من أعيان جدة مع جمع من القادمين من مكة والرياض من اخوانه وأقاربه، وخَلَّف خمسة من الأبناء الكرام الذين نالوا حظاً من المراتب العلمية وفقهم الله، فرحم الله الشيخ فيصل بن محمد المبارك برحمته الواسعة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير