[تلقيح الفهوم بمعرفة الكتب المؤسسة للعلوم]
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 04:54 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فهذا موضوع تعريفي جديد أضمه لسلسلة مواضيعي التي أقوم فيها بالتعريف بالكتب وفقا لاعتبارات مختلفة.
والحقيقة أن هذا الموضوع في نفسي منذ زمن ولكني أخرته لصعوبة إعداده ولتطلب كتابته لتركيز ودقة شديدين فأقول وبالله التوفيق ومنه الإعانة:
الحقيقة أن مصطلح الكتب المؤسسة للعلوم قد يبدوا غريبا لأول وهلة وأنا لن أحاول وضع تعريف دقيق له وإنما سأترك القاريء يتبين المراد به شيئا فشيئا أثناء قراءته لهذا المقال.
قد يسبق إلى ذهن البعض انني أعني أول كتاب كتب في كل فن،والحقيقة أن هذا الفهم يصدق على مرادي حينا ويخطيء مرادي أحيانا.
فلسوف يشعر صاحب هذا الفهم بأنه قد أصاب عندما يجدني أعرض لرسالة الشافعي، ويضطرب ويتحير عندما يجدني أعرض بعدها لكتاب الإيمان الأوسط لشيخ الإسلام أو كتاب التوحيد لإمام الدعوة أو مقدمة ابن الصلاح أو كتابي عبد القاهر.
نعم. فالكتاب المؤسس للعلم قد أعني به أحيانا أول الكتب المصنفة في الفن،وقد أعني به كتابا لعالم متوسط أو متأخر قد أبدع في العلم واستنبط وشقق وفتش حتى خرج علينا بفكرة بكر في منزعها أو في منشئها.
يقول أستاذنا الدكتور محمد محمد أبوموسى:
((إن كتابات العلماء اللذين أسسوا العلوم،أو شاركوا في تأسيسها تختلف اختلافا بينا عن كتابات الملخصين، والشراح، وذلك من وجوه كثيرة، منها أنك تستطيع وأنت تدرسها أن تستكشف كيف يعمل هؤلاء العلماء، كيف كانت تعمل عقولهم، وكيف كانوا يفكرون، وهم يستنبطون، ويستخرجون، ويصنعون معرفة جديدة، وليس في باب العلم أنفع ولا أفعل من أن نتعلم كيف استنبط العلماء العلم، لأن الاستنباط هو الذي يهديك إلى استخراج معرفة جديدة، وفكر جديد ... إن أمثال سيبويه، والخليل، ومن في طبقتهم من الفقهاء، ينطوي علمهم على باب جليل، أغفلناه وهو:
بيان كيف كانوا يستخرجون علومهم؟
وما هي تجاربهم؟
وكيف صنع العلوم من صنعوها؟
وأقام الحضارات من أقاموها؟
وحقق الانتصارات من حققوها؟
وكيف تخلف من تخلف؟
وضيع من ضيع؟
وهدم من هدم؟
لا مفر من أن نتعلم ذلك، وأن نبدأ من جديد ولا نضيف ضياعا إلى ضياع)) انتهى.
نعم. إن دارس الكتب المؤسسة للعلوم ليشعر بمتعة كبيرة وهو يرى كيف تتولد الفكرة وكيف تنمو وكيف تكبر.
إنه ليشعر بفائدة جمة وهو يرى كيف يتولد العلم من رحم الجهل.
ما أسعدك وأنت ترى عقل الشافعي وعقل سيبويه وعقل البخاري وعقل ابن تيمية وهو يعمل مستنبطا مؤسسا لمعرفة جديدة ولبنة ذهبية تشارك في بناء هذه الأمة.
ومن يدري؟ لعل عقلك يصبح يوما أحد هذه العقول المؤسسة المبدعة.
ووظيفتي أيها الأحبة هو لفتكم لسلسة الكتب المؤسسة لفنون مع التعريف بطبعاتها وشيء من مزايها،ولن أعدم منكم معينا وناصحا.
ودمتم للمحب/أبو فهر.
ـ[بن سالم]ــــــــ[11 - 02 - 06, 06:16 م]ـ
... أَخِي الغَالِي:
مَوضُوعٌ شَيِّق وَغايَةٌ في النَّفاسَةِ؛ فَأسألُ اللهَ أَن يُوَفِّقَكَ لِكُلِّ خَيرٍ وَيُسَهِّلَ لَكَ أَمركَ.
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 06:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ننتظر الموضوع
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 02 - 06, 06:49 م]ـ
الشيخ الكريم / أبافهر السلفي وفقه الله
جزاكم الله خير الجزاء وأوفاه.
ننتظر الموضوع، كما ننتظر صاحب الموضوع.
وقد افتقدنا طلعتكم البهية في الأيام الماضية.
ولعل المانع يكون خيرا.
وتأكد شيخنا الفاضل أن مكانتكم بين إخوانكم من أهل هذا الملتقى المبارك من أعلى المكانات وأرفعها.
فلا تتأخر علينا - كرما -.
حفظكم الله وزادكم من فضله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 07:10 م]ـ
جزاكم الله جميعا خير الجزاء.
أخي الحبيب/المسيطير.والله ما منعني عنكم إلا الضروري الذي لا مفر منه وهو معرض القاهرة وتلاه زيارة الوالدة العزيزة والتي ما حضرت من عندها إلا بالأمس.
وجاري تحضير الموضوع وسأرفع التعريف بالكتاب الأول غدا إن شاء الله.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الموضوع يحتاج إلى صبر ودقة في الإعداد فلا تعجلوا علي.
ـ[راشدالآثري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:07 م]ـ
¥