تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما المعتل وهو القسم الأخير فهو ما كان معتلاً من الرباعي والخماسي.

يتبع

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 07:50 م]ـ

الخطوة الرابعة:

وبعد أن وضحت أقسام المفردات بحسب عدد أصولها بدأ يصنف الكتاب على أبواب وجعل الباب الأول للمفردات المبدوءة بحرف العين التى هى أول حروف الهجاء، وصنف هذه المفردات المبدوءة بالعين على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي بأصنافها المختلفة،الصحيحة والمعتلة.

وبدأ بالثنائيات فأخذ يركب العين مع ما يليها وهو الحاء ثم العين مع ما يلي الحاء وهو الهاء، ثم العين مع ما يلي الهاء وهو الخاء، ثم العين مع ما يلي الخاء وهو الغين الى أخر الحروف، ولكنه لم يعقد باباً للعين والحاء، ولا للعين والهاء ولا للعين والخاء، ولا للعين والغين، لأن ذلك مهمل لم يستعمله العرب ولم يألفوه فى أبنيتهم وكان السبب واضحاً عنده فقد سبق أن لاحظ أن العين لا تأتلف مع الحاء، ولا مع الهاء ولا مع الخاء فى أبنية الثنائيات، وذلك لقرب المخرج والصوتان إذا تقارب مخرجاها تنافرا وخاصة إذا كانا من حيز كحيز الحلق الذى يعد أصلب الاحياز عضلا.

ولذلك كان أول الثنائيات عنده هو العين والقاف فى كلمة (عق) وإنما ائتلفا لتباعد مخرجيهما.

ولكى يحيط بجميع الثنائيات المستعملة أخذ يعالجها هى ومقلوباتها ولا يتأتي من الثنائي إلا صورتان أو تفليبان فإذا انتهى من استخراج الثنائيات كلها تناول بالشرح كل ثنائي ومقلوبه على حده، ثم الثنائي الذى يليه ومقلوبه وهكذا الى آخر ثنائي وهو (عم) الذي يتألف من العين مع الميم الذى هو آخر الحروف من ذوات المخارج، وهو آخر باب الثنائي الصحيح، وكان الخليل ينبه على المهمل والمستعمل فى صدور الأبواب.

قال فى صدر باب الثنائي الصحيح: (باب العين والحاء والهاء والخاء والغين، العين مع القاف، وما قبله مهمل. عقّ وقعّ مستعملان) [ص/11] ثم تكلم على (عق)، وأعقبها بالكلام على (قع)، فإذا انتهي من باب العين مع القاف، عقد بابا للعين مع الكاف فقال: (باب العين والكاف: عكّ، كعّ) يعني كلاهما مستعمل.

وإذا انتهى من هذا الباب عقد بابا للعين مع الجيم، وعرض فيه لعجّ وجعّ، وهكذا الى باب العين مع الميم وهو آخر الباب.

وحين انتهى من الثنائيات بدأ بالثلاثيات المبدوءة بالعين، وبدأ من الثلاثيات بباب الثلاثي الصحيح، ويتكون الثلاثي بإضافة حرف الى كل من أبنية الثنائي ثم أخذ يقلب الثلاثي ويستخلص من كل ثلاثي ستة أوجه، وذلك نحو: ((عقل) وتقاليبها الستة هى عقل، علق، لعق، قلع، لقع، قعل، وكلهن مستعملات.

وبدأ باب الثلاث الصحيح بـ (باب العين والهاء والقاف معهما) ولم يستعمل من تقاليب هذه المادة إلا عهق وهقع، لذلك لم يثبت غيرهما. فإذا انتهى من هذا الباب عقد بابا يليه وهكذا.

ولم يبدأ بالعين والحاء وما يثلثهما، ولا بالعين الخاء وما يثلثهما، لأن العين والحاء لا تأتلفان وحدهما ولا مع شئ من سائر الحروف وكذلك العين والخاء، لا تأتلفان وحدهما ولا مع حرف آخر من حروف الهجاء.

وإذا انتهى من البنية الثلاثية بأنواعها بدأ بالرباعيات ولكل بناء رباعي أربعة وعشرون تقليباً بضرب تقاليب الثلاثي الستة بأربعة، وهو عدة حروف الرباعي.

وولى ذلك باب الخماسي ولكل بناء خماسي أربعة وعشرون ومائة تقليب هى حاصل ضرب تقاليب الرباعي بخمسة وهى عدة أحرف الخماسي.

وختم الكتاب بباب المعتل من الرباعي و الخماسي، وسمي الكتاب بهذه الأبواب كلها: كتاب العين إما لأن العين هى أول حروف الهجاء عنده فسمي الكتاب كله بالعين تغليباً، وإما لأن باب العين أوسع أبواب الكتاب وأكبرها بهذا كان الخليل قد توصل إلى مخطط لغوي حاصر لكل الوجوه المحتملة رياضياً، ومن العسير عد هذه الوجوه لكثرتها، فماذا صنع الخليل بعد ذلك؟ وماذا كان موقفه من هذه المفردات التى يعسر عدها ويتعذر حفظها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير