[أولويات في طلب العلم (للشيخ عبدالرحمن السديس) ...]
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[04 - 04 - 06, 08:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع قديم للشيخ عبدالرحمن السديس في الملتقى فأحببت نقله هنا لتعم الفائده وكان (في منتدى العلوم الشرعيةالتخصصي)
الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على رسوله محمد وآله وصحبه وسلم أما بعد:
فإني أعرف بعض طلبة العلم لهم همة عجيبة في اقتناء الكتب، وجمعها، وقراءة مقدماتها، وبعض المباحث فيها، ومضى عليهم وقت طويل وهم على هذه الصفة؛ لأن المطابع لا تفتر وهم لا يفترون! وهذا ـ من حيث الجملة ـ عمل طيب يتعرف الطالب من خلاله على كتب العلماء، ويجد أحيانا في بعض ثنايا هذه الكتب فرائد الفوائد، وبعض العجائب!
لكن المشكلة تكمن في كون العمر قصير، والعلم كثير، ويكون هذا على حسابها، فلو سألت أحدهم: هل قرأت صحيح البخاري، أو صحيح مسلم؟ فضلا عن بقية السنن؛ لكان الجواب: محزنا! مع أنك تجده قد جمع عدة صور لمخطوطات في الأجزاء والأمالي والمشيخات! فضلا عن المطبوعات، بل لو سألته: هل قرأت المحرر والبلوغ ورياض الصالحين؟ لكان الجواب مشابها للذي قبله.
وهكذا تجده قد جمع معظم التفاسير، وهو لم يقرأ تفسير ابن كثير كاملا بل ولا حتى مختصرا له.
ومثله في الفقه قد جمع معظم كتب أصحاب المذاهب، المطولة والمختصرة ولم يحفظ أو يقرأ أو يدرس شيئا منها.
وقل مثل ذلك في العقيدة، واللغة بفروعها، والتاريخ وباقي العلوم.
وهذا كله مخالف لطريقة السلف والخلف في العلم وتحصيله، والعجيب أن هذا الأمر ليس وليد الساعة بل قد شكا منه الخطيب البغدادي فقال رحمه الله ـ الكفاية 141ـ:وأكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب على أرادتهم كتب الغريب دون المشهور وسماع المنكر دون المعروف، والاشتغال بما وقع فيه السهو،والخطأ من روايات المجروحين،والضعفاء حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتنبا والثابت مصدوفا عنه مطرحا، وذلك كله لعدم معرفتهم بأحوال الرواة، ومحلهم ونقصان علمهم بالتمييز، وزهدهم في تعلمه وهذا خلاف ما كان عليه الأئمة من المحدثين والأعلام من أسلافنا الماضين.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله معلقا على كلام الخطيب ـ شرح العلل 1/ 409ـ وهذا الذي ذكره الخطيب حق، ونجد كثيرا ممن ينتسب للحديث لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها، ويعتني بالأجزاء الغريبة وبمثل مسند البزار ومعاجم الطبراني أو أفراد الدارقطني وهي مجمع الغرائب والمناكير.
فالله الله يا أخواني بالحرص على الأصول واتباع طريقة العلماء في العلم والتحصيل وضبط الأصول، وكما قيل:
إذا لم تكن حافظا واعيا فجمعك للكتب لا ينفع
وأخيرا أنصح نفسي وإخواني بقراءة الكتب المؤلفة لتوجيه طالب العلم وحثه: مثل كتاب الخطيب الجامع وتذكرة ابن جماعة، وجامع بيان العلم لابن عبد البر، وأخيرا حلية طالب العلم لبكر أبو زيد،وكتاب العلم لابن عثيمين. ففيها نفع عظيم، ومنهج قويم، لمن كان له قلب سليم. والله الموفق وصلى الله على الخليل محمد وآله وسلم.
=============
العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة وتتركها بين الخلائق طالقة
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[05 - 04 - 06, 02:02 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو هياء]ــــــــ[03 - 11 - 06, 01:45 م]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالرحمن ونفع به