تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يضاف الى ذلك أن الأزهري كان قد بني كتابه (تهذيب اللغة) على منهج كتاب العين فى اتباعه ترتيب الحروف بحسب المخارج وفى احتذائه كتاب العين فى التقليبات، وقدم لكتابه بما كان الخليل قد لكتابه ناقلاً نقلاً حرفياً أقوال الخليل والخطوات التى خطاها فى رسم خطة الكتاب، ثم ثم جاء فى مقدمته بأقوال يناقض بعضها بعضاً، فهو ينسب الكتاب الى الليث مرة، ويثبته للخليل مرة، ويرد على البشتي الذى زعم أنه استدراك على الخليل ما فاته رداً عنيفاً، ويتهمه بالغفلة وقلة الفطنة، وضعف الفهم لأنه لم يفهم ما كان الخليل قصد إليه مرة أخري. وقد أحسن بعض الدارسين المحدثين حين شك فى سلامة القصد عند الأزهري، بعد أن وقف على تهافته فى كلامه على كتاب العين [وهو المحقق للعين عبد الله درويش]

وهناك أراء أخري لدارسين آخرين لا تخرج عن حدود ما ذكرناه ومن أراد استقراء هذه الأقوال والوقوف عليها فليرجع الى ما كتبه السيوطي، وحسين نصار و عبد الله

درويش والشلقاني [المزهر 1/ 76 - 95 المعجم العربي 1/ 284 - 286. كتاب العين 1/ 1 - 27 ط العاني. رواية اللغة 120 - 131] والرأي الذى نراه هو أن كتاب العين كتاب الخليل فى تأسيسه وحشوه وأن ما لاحظه قدماء الدارسين فيه من خلل أو خطأ أو تصحيف كان قد جره عليه تقادم الزمن، وجهل الوراقين وعدم تصدي الرواة من أصحاب الخليل وتلاميذه لروايته ومناقلته ومدارسته.

وبالرغم مما قيل فيه، كان كتاب العين مصدر إلهام للغويين الذين جاءوا بعده بل كان مادة للغويين فى مصنفاتهم، فقد كان الأزهري قد احتذى الخليل فى ترتيبه وبني، (تهذيب اللغة على الحروف كما رتبها الخليل، وأكثر من التنقل منه، وإن قال قى سوء قصد إنه من كلام الليث).

بنى أيضا أبوعلى القالي كتابه (البارع) على ما جاء فى كتاب العين بل كان (البارع) فى حقيقة الأمر نسخة مصححة لكتاب العين أضيف الى مادتها نقول عن لغويين آخرين بصريين وكوفيين إضافة اقتضاها تأخر الزمن وثقافة العصر الذى عاش فيه.

وسار ابن دريد فى (جمهرة اللغة) على هدى كتاب العين، وكان مكبرا له ولم يخالف الخليل إلا فى إجراء الجمهرة على الحروف المعجمة إذ كانت بالقلوب أعبق وفى الأسماع أنفذ) وقدم ابن دريد لمعجمه بمقدمة كان بها عيالاً على الخليل.

ونهج ابن سيدة فى كتابه (المحكم) نهج الخليل فى كتاب العين، ولم يخالفه إلا مخالفة لا تكاد تذكر، فقد عقد للثنائي المضاعف المعتل بابا خاصا، جعله بعد باب، الثنائي الصحيح، ولم يكن فى كتاب العين مثل هذا الباب، أما الأسس والطريقة واعتماد الاشتقاق الكبير، فكان يحذو فيها حذو الخليل.

فكتاب العين إذن بالرغم مما قيل فيه، وبالرغم من تحامل ذوى الغرض عليه، وبالرغم مما فعل به تقادم الزمن وعبث النساخ تصحيفاً وتغييراً وانزوائه فى فارس أكثر من ثمانين عاماً .. كان ذا تأثير كبير فى كتب اللغة وكان نقله عظيمة نقلت التأليف فى اللغة من طور السذاجة إلى طور النضج والاكتمال.

وإذا كان أحمد بن فارس اللغوي، والجوهري قد اختطا لمعجميهما رسما جديداً ووضعا لهما أسسا جديدة فقد كان ذلك من تأثير كتاب العين أيضاً لأنه وجه الدارسين إلى مثل هذا التأليف الناضج المكتمل، ومنحهم النظرة المعجمية الواسعة، التى تقتصر على جمع مفردات محدودة بل هدفت إلى حصر كلام العرب وأشعارهم وأمثالهم فى موسوعات لغوية وهو الهدف الذى رمي إليه الخليل فى تأليف كتاب العين.

ـ[أبو معاذ الفنجري]ــــــــ[12 - 03 - 06, 10:17 م]ـ

شاكرين شيخنا أبا فهر

ـ[أبو محمد الأزهري الشافعي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 03:32 م]ـ

جزاكم الله خيراً.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 03:56 م]ـ

للفائدة ..........

ـ[المنتصر لله]ــــــــ[04 - 11 - 06, 07:24 ص]ـ

للرفع .. وانتظار المزيد من الفوائد من الشيخ أبي فهر - جزاه الله خيراً

ـ[وضاح اليمن]ــــــــ[05 - 11 - 06, 08:55 م]ـ

فعمل الخليل في كتاب العين وأقواله المنشورة فى مصنفات الأقدمين يحملنا على أن نزعم غير مترددين أن الخليل كان رأسا لما سمي فيما بعد بمدرسة الاشتقاق التى كان أبو على الفارسي وتلميذه أبو الفتح بن جني على رأسها، وكان يبدو أن ابن جنى كان واقفاً على عمل الخليل فى كتاب العين، ومع ذلك لم يتنبه، أو لم يرد أن يتنبه الى أن عمله، وعمل أستاذه لم يعد أن يكون شرحاً لما بدأه الخليل، أو تفصيلا لما أجمله، ولعله لم يفهم مقصد الخليل فى هذا التخطيط اللغوي العجيب، ولكن ليس من اليسير أن نظن ذلك غير أنه لم يبين هو، ولا يبين غيره السبب الذى حدا بالخليل أن يجمع الكلمة وتقاليبها فى موضع على حدة فى باب من أبواب كتاب العين. وليس بمستبعد فى الظن أن يكون وقوف ابن جني على كتاب العين، وملاحظته أبوابه، والوحدات اللغوية التى تنتظمها الأبواب هو الذى أمدّ ابن جني بهذا النتاج اللغوي الواسع، وهو الذى أوحي له اشتراك التقاليب فى معنى عام

قال أبو الفتح ابن جني في «الخصائص» (3/ 288): «وأما كتاب العين ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباع الخليل، فضلاً عن نفسه! ولا محالة أن هذا تخليطٌ لَحِقَ هذا الكتاب من قِبَل غيره رحمه الله , وإن كان للخليل فيه عملٌ فإنما هو أنه أومأ إلى عمل هذا الكتاب إيماء، ولم يله بنفسه، ولا قرره، ولا حرره. ويدل على أنه قد كان نحا نحوه أني أجد فيه معاني غامضة، ونزوات للفكر لطيفة، وصنعةً في بعض الأحوال مستحكمة. وذاكرت به يومًا أبا علي [الفارسي]- رحمه الله - فرأيته منكرًا له , فقلت له: إن تصنيفه منساقٌ متوجِّه، وليس فيه التعسف الذي في كتاب الجمهرة، فقال: الآن إذا صنف إنسان لغة بالتركية تصنيفًا جيدًا أيؤخذ به في العربية؟!، أو كلامًا هذا نحوه».

وأنا أستملح تفاصح أبي الفتح , وأعذر المرزوقي إن هو قصد إلى تقيُّل طريقته كما زعم الأبيوردي.

أما قوله في كتاب «العين» فيحتاج من أخي الحبيب أبي فهر إلى تعليقة كاشفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير