[التأليف في علم الأنساب، مجالاته وتقويمه]
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[13 - 02 - 06, 10:53 م]ـ
مما يهم الباحث في العلوم الإنسانية خصوصا والباحث في التراث بشكل عام، أن يعرف ما ألفه العلماء في مجال الأنساب، وميزات كل كتاب وأجود طبعاته ومكان المخطوط منه، وما تحويه المجلات البحثية من كنوز في ثناياها، كمجلة العرب ومجلة مجمع اللغة ومجلة المورد وغيرها.
وقد حرصت في هذا البحث أن أجمع الموجود من كتب النسب مع تعريف لها، ونقل ما قاله النقاد حول كل كتاب، سائلا الله تعالى أن يعين على التمام.
ويحسن بنا أن نقدم تعريفا لعلم النسب، فقد قال صاحب كشف الظنون 1/ 178:
هو علم يتعرف منه انساب الناس وقواعده الكلية والجزئية والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص وهو علم عظيم النفع جليل القدر أشار الكتاب العظيم في وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا الى تفهمه وحث الرسول الكريم في تعلموا انسابكم تصلوا ارحامكم على تعلمه والعرب قد اعتنى في ضبط نسبه الى ان كثر أهل الإسلام واختلط انسابهم بالإعجام فتعذر ضبطه بالآباء فانتسب كل مجهول النسب الى بلده أو حرفته أو نحو ذلك حتى غلب هذا النوع وهذا العلم من زياد اتي على مفتاح السعادة والعجب من ذلك الفاضل كيف غفل عنه مع انه علم مشهور طويل الذيل وقد صنفوا فيه كتبا كثيرة.
والذي فتح هذا الباب وضبط علم الأنساب هو الامام النسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة أربع ومائتين وفانه صنف فيه خمسة كتب المنزل والجمهرة والوجيز والفريد والملوكي ثم اقتفى اثره جماعة اوردنا آثارهم،ثم أوردها سردا رحمه الله. وكتب النسب الموجودة كثيرة، وسأذكر ما تيسر منها مع ذكر طبعاتها وما لها وما عليها، وآمل من الإخوة المهتمين وخصوصا:
1 - الشيخ أبي فهر
2 - الشيخ أبو معطي - فتى بني زيد
أن يفيدونا من علمهم.
ـ[أبو معطي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 02:55 م]ـ
أخي الفاضل عبدالعزيز بن سعد
أشكرك على حسن ظنك بأخيك وعسى أن أكون عند حسن الظن، ومنكم نستفيد بارك الله فيك فعندك الكثير ونطمح في الاستزادة لاحرمنا الله من جهودكم
موضوع قيّم، ومقدمة رائعة وفقت فيها جزاك الله كل خير
عندما قرأت كلامك عن تعريف علم النسب وفضله تذكرت تلك المقدمة الرائعة التي كتبها ابن حزم رحمه الله في كتابه النفيس جمهرة أنساب العرب وكان مما قاله في تلك المقدمة:
(وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأبو جهم بن حذيفة العدوي، وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، من أعلم الناس بالأنساب، وكان عمر وعثمان وعلي به علماء، رضي الله عنهم، وإنما ذكرنا أبا بكر وأباجهم بن حذيفة، وجبيراً قبلهم، لشدة رسوخهم في العلم بجميع أنساب العرب
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه أن يأخذ ما يحتاج إليه من علم نسب قريش عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهذا يكذب قول من نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النسب علم لا ينفع وجهل لا يضر، لأن هذا القول لا يصح، وكل ما ذكرنا صحيح مشهور منقول بالأسانيد الثابتة، يعلمها من له أقل علم بالحديث.
وما فرض عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم الديوان إذ فرضوه إلا على القبائل، ولولا علمهم بالنسب ما أمكنهم ذلك، فبطل كل قول خالف ما ذكرناه
وكان سعيّد بن المسيّب، وابنه محمد بن سعيد، والزهري، من أعلم الناس بالأنساب في جماعة من أهل الفضل والفقه والإمامة، كمحمد بن إدريس الشافعي، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وغيرهما.
ومات بقرطبة سنة 422 محمد بن عبيدالله بن عبدالله بن عبدالله بن مروان بن عبدالله بن مسلمة بن عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان بن الحكم الكاتب، وهو آخر من بقي من ولد مسلمة بن عبدالرحمن بن معاوية، المعروف بكليب، وإليه تنسب أرحى كليب التي على النهر بقبلى قرطبة، فورّثت أنا ماله محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن بن عبدالملك بن عبدالرحمن بن سعيد الخير بن عبدالرحمن بن معاوية بالقُعدُد، ودفعته إليه وقضيت له به، وماكان عند محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن هذا علم بأنه مستحق هذا المال، ولا كان له طمع في أخذه، فلولا علمي بالنسب لضاع هذا المال، وأخذه غير أهله بغير حق، ومثل هذا كثير) هذا جزء من كلامه في مقدمة كتابه جمهرة أنساب العرب
ولي عودة أخي الفاضل سعد حول الكلبيّ وكتبه وبالذات الجمهرة
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[14 - 02 - 06, 04:30 م]ـ
شكر الله لك يا شيخنا
ويحسن بنا قبل البدء في استعراض الكتب أن نذكر من ألف في فضل علم النسب وقواعده
فأما المؤلفات في فضل علم النسب فلم أجد أحدا أفرده بالتصنيف، وإنما تجد بعض الإشارات في مقدمات الكتب، وكتب الببلوغرافيا ككشف الظنون وأبجد العلوم ونحوها إضافة إلى تراجم علماء النسب. ولذا فقد اجتهدت في جمع فوائد هذا العلم وفضائله ونشر في مجلة الدرعية بعنوان:
أهمية علم النسب
وأما المؤلفات في قواعد علم النسب فهي غاية في الأهمية، وصدق العلامة ابن سعدي في قوله:
فاحرص على حفظك للقواعد
جامعة المسائل الشوارد
فترتقي في العلم أي مرتقى
وتقتفي سبل الذي قد وفقا
ومع ذلك فلم أجد كتبا ذات بال في هذا المجال، إلا بحثا موسوما ب: الأنساب في الميزان، نشره عبد الوهاب حموده في مجلة كلية الآداب في جامعة القاهرة ج14 جزء 1عام 1952م.
ولم يتيسر الاطلاع عليه، إلا أنه قد يحوي قواعد هذا الفن.
وللعلامة حمد الجاسر بعض الإشارات المبثوثة في كتبه ومجلته: مجلة العرب.
كما للشيخ إبي عبدالرحمن ابن عقيل فوائد وقاعد في كتبه، وهي جيدة.
ووجدت بعض الفوائد في موقع فتى بني زيد، ولم يقصد كاتبها - حفظه الله - الاستقصاء.
وقد جمعت عددا منها ولكنها تحتاج إلى تأن وصبر وكثرة اطلاع، وجرد للكتب المصنفة في الفن.
¥