وقال أبو داود: أخبرَني مَن سَمِعَ عليّ بن المديني يقول: روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غَرِيب.
وقال مُسلم: متروكُ الحديث.
وقال النَّسائي: ليسَ بثقة.
وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهبُ الحديث.
وقال محمد بن سعد: محمد بن عُمر بن واقد الواقديُّ مولى? لبني سَهْم من أَسْلَم، وكان قد تحول من المدينة، فنزَلَ بَغدادَ، وَوَلِيَ القضاءَ لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعَسْكر المَهْدي أربع سنين، وكان عالماً بالمغازي، والسِّيرة، والفُتوح، وباختلاف الناس في الحديث، والأَحكام، واجتماعهم على? ما اجتمعوا عليه، وقد فَسَّرَ ذلك في كتب استخرجها ووضعَهَا وحَدَّثَ بها.
ذكر من أثنى عليه:
قال أبو بكر الخطيب: قَدِمَ الواقدي بغداد، وَوَلِيَ قضاءَ الجانب الشرقي منها، وهو ممن طَبَّقَ شَرْق الأَرض وغَرْبها ذكرهُ، ولم يخف على? أحدٍ عَرَف أخبار الناس أمرهُ وسارت الرُّكبان بكتبه في فُنون العِلْم من المغازي، والسِّيَر، والطَّبقات، وأَخبار النَّبي، والأَحداث التي كانت في وَقْتِه، وبعد وفاته، وكُتب الفقه، واختلاف الناس في الحديث، وغير ذلك، وكان جَوَاداً كَرِيماً مشهوراً بالسَّخاء. ثم روى بإسناده عن محمد بن سَلاَّم الجُمَحِيّ، قال: محمد بن عُمر الواقدي عالِمُ دَهْرِه.
وعن إبراهيم الحَرْبي، قال: الواقديُّ أمينُ النَّاس على? أهل الإِسلام.
وعن إبراهيم الحَرْبي، قال: كان الواقدي أَعلم الناس بأمر الإِسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم منها شيئاً.
وعن موسى? بن هارون: قال: سمعتُ مُصْعَباً الزُّبيري يذكر الواقدي، فقال: والله ما رأيتُ مثله قَطٌّ. قال: وسمعت مُصعباً يقول: حدّثني مَن سَمِعَ عبد الله يعني ابن المبارك يقول: كنتُ أقدمُ المدينة فما يفيدني ولا يَدلني على? الشيوخ إلاّ الواقدي.
وعن يعقوب مولى? أبي عُبَيْد الله، قال: سمعت الدَّراورديَّ، وذُكِرَ الواقديُّ، فقال ذاكَ أمير المؤمنين في الحَدِيث.
وعن يعقوب بن شيبة، قال: حدّثني بعض أصحابنا ثقة، قال: سمعت أبا عامر العَقَديَّ يُسأل عن الواقديّ، فقال: نحن نُسأل عن الواقدي إنما يُسأل الواقديّ عنّا، ما كان يفيدنا الشيوخ والأَحاديث إلاّ الواقديّ.
وقال يعقوب: حدّثني مُفَضَّل: قال: قال الواقديُّ: لقد كانت ألواحي تَضيعُ بالمدينة فأوتى? بها من شُهرتها بالمدينة، يُقال: هذا ألواح ابن واقد.
وعن أحمد بن عليّ الأَبار، قال: سألتُ مُجاهداً يعني ابن موسى? عن الواقدي، فقال: ما كتبتُ عن أحدٍ أحفظ منه لقد جاءهُ رجلٌ من بعض هؤلاء الكُتّاب، فسأله عن الرَّجل لا يستطيع أن يصلس قائماً، فقال: اجلس فجعل يُملي عليه، فقال لي أبو الأَحوص الذي كان في البَغَويين: تعال واسمع، فجعل يقول: حدّثنا فُلان عن فُلان يُصَلي قاعداً، يصلي على? جَنْبه، يُصلي بحاجِبيه. فقال لي: سمعتَ من هذا شيئاً؟ قلت: لا. قال: وبلغني عن الشاذَكُوني أنه قال: إما أن يكون أصدق الناس، وإما أن يكون أكذب الناس، وذلك أنَّه كتبَ عنه، فلما أرادَ أن يخرج جاء بالكتاب، فسأله، فإذا هو لا يُغَيِّرَ حَرْفاً، وكان يعرف رأي سُفيان، ومالك، ما رأيت مثله.
وقال عبد الرَّحم?ن بن أبي حاتم: حدثني أبي، قال: حدّثنا مُعاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشْعَرِيُّ الدِّمَشقيُّ، قال: سمعت سنيد بن داود يقول: كُنا عند هُشَيْم فدخلَ الواقديُّ فسأله هشيم عن باب ما يحفظ فيه، فقال له الواقدي: ما عندك يا أبا معاوية؟ فذكر خمسة أحاديث أوستة في الباب. ثم قال للواقدي: ما عندك؟ فحدثه بثلاثين حديثاً عن النبي وأصحابه والتابعين، ثم قال: سألت مالكاً، وسألت ابن أبي ذِئْب، وسألت، وسألت، فرأيتُ وجه هُشَيْم يَتَغَيَّر. وقامَ الواقديُّ فخرَجَ، فقال هُشَيْم: لئن كان كَذّاباً فما في الدُّنيا مثله، وإن كان صادِقاً فما في الدُّنيا مِثله.
وقال إبراهيم بن جابر الفقيه: سمعتُ الصَّاغانِيّ، وذُكِرَ الواقدي، فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثتُ عنه. حدث عنه أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وأبو عُبيد، وأحسبه ذكر أبا خَيْثَمَة ورجلاً آخر.
¥