تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" سمعت باسم جلال الدين الرومي أوَّل ما سمعت يوم كُنتُ في السابعة أو الثامنة من عمري، وأظنه كان أول اسمٍ يطرق مِسْمَعيَّ من رجالات الصوفية، فكنت أختلف إلى دكَّانٍ لعمٍّ لي بقونية في جادة (مولانا) –وهي أشهر شارع بها- يبيع تُحَفَاً مولوية عُرفت بها المتاجر في تلك الجادة إلى يوم الناس هذا، من دمىً نُحتت من خشبٍ لراقص (الباليه) المولوي، إلى صور مُتَخيَّلة للجلال وهو قاعد وعنده مريد في السماع، مرسومة على صفائح من نحاس دائرية، مكتوب على بعضها بخطٍّ قَبُحَت قاعدته الخطية كما قبُح معناه الشركي: (يا حضرة مولانا)، إلى ملاعق من خشب مُزَوَّقة ومُلوَّنة للزينة، إلى حلوىً يطلقون عليها: حلوى مولانا، إلى أشياء أخرى يشتريها السائح الذي يحب أن يرجع بشيء يذكِّره بتلك البلدة.

كنت على حداثة سني أستنكر بقلبي تلك الصور والدُّمى لما كُنت أُلَقَّن من حرمة التصوير واقتناء التماثيل، وكنت أسأل من أظن أن عنده جواباً: ألم أُخبر أن الصور والأغاني والموسيقى حرام؟ فلِمَ يُسكت عن المولوية؟ ألم يُغرس فيَّ حبّ الرزانة والوقار، لأن الرجل يكون بهما رجلاً؟! فما للكبار والرجال حولي لا ينكرون على الرَّقَّاصين من المولوية رقصهم ودورانهم؟ ولم يكن جواب قرابتي ليتغير: مولانا بريء من كل ما قُرِف به من سماع الموسيقى ومن دوران ورقص!!

كنت لا أعرف من شأنه سوى هذين، فما كان لي من علم بما قد اختاره لعقده. وتمر أعوام وأنا إخاله من الصالحين أهل التعبّد المفترى عليهم، متأثراً بما وَلَج قلبي من تعظيمه وأنا بقونية، وبالذي قرأته بُعَيد أيام دراستي المتوسطة للندوي وغيره. وما كنت أحفل به كثيراً حتى أوقفني رجل قونوي من طلاب العلم على مواضع في المثنوي ونحن بمكتبة تجارية قرب تلّ علاء الدين، مواضع فيها المنكر كله، وانضم لذلك صدور كتب بالعربية تَطْفَحُ بمديح المثنوي وصاحبه، فصحَّ عندي العزم على دراسة الأمر.

فطلبت ترجمات المثنوي وكل ما يتعلق به مما هو الأصل والمصدر والأساس في ذلك. وكلما أقضى يوم في دراستي لها وأعني تلك المصادر، انْبَلَجَتْ حقيقة من حقائق المثنوي، وصاحبه، وتاريخه، صارخة بعكس ما كنت أعرف.

فما تقرؤه هو نتاج عامين من البحث والترجمة، أضعه بين يدي قرَّاء العربية لعلمي أن مكتبتهم العامرة فقيرة إلى مثله."

قلت –أي المنهج-:

جزى الله المؤلف كل خير على هذا البحث الذي أنفق من عمره سنتين بين المصادر والمراجع والتي زادت على 280 ما بين ما كُتب بالعربية أو التركية أو الفارسية ..

لقد قابلت بعض الزملاء من جمهوريات آسيوية، فذهلت بأنهم لا يعرفون عنه إلا كل خير ... حتى قرؤوا هذا البحث ..

وقابلت أحد زملائي من الهند؛ فاستعجب بأن الندوي قد رفع من شأنه وقال كيت وكيت .. فقلت لهُ: خير مصدر .. هو المترجم له .. دونك كتبه .. وهذا جامع .. من محبٍ متجرد .. يعلم أن الحب في الله والبغض في الله لا للذوات والتقديسات المصطنعة .. وتلك أوثق عُرى الإيمان .. فأنتقل بعد سنتين إلى حقيقة الإيمان وأوثق عراها .. وكان بالنسبة له شفاء ..

إني أُشد على يد المؤلف وأقول:

أحسنت .. لقد شفيت بهذا الجواب .. أشخاص مترددين بين ما يُقال فيه من كيل الثناء والمدح، وجرحٍ مفصلٍ بيّنٍ ظاهر .. وأنت بميزانك .. قد وقفت على الأخبار.

وإني لأطلب من المؤلف أن ينير الطريق ببحثٍ آخر عن تلك الطريقة الرومية الجلالية (المولوية) وبعض الطرق التركية كالبكتاشية –أو هكذا تنطق- وغيرها ..

أخيراً ..

لا يسعني إلا أن أدون شكري للمؤلف وأشد على يده .. فقد استفدت كثيراً من كتابه القيم .. الصوفية القلندرية .. ثم سُررت بكتابك الأضواء .. وها أنا أدون شكري على ما في الأخبار من أخبار .. كما شكري موصول لتلك الفتوى التي نُشرت ..

ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 06:49 ص]ـ

الكتاب الرابع:

التوثيق والتحصيل لردود ابن عقيل على الصوفية

http://www.alyaum.com/images/11/11494/226418_1.jpg

التعريف من صحيفة اليوم:

الدمام ـ اليوم

الغلاف

ابو الوفاء ابن عقيل كوكب مضيء, وعالم وقف بلسانه يجاهد وينافح عن عقيدتنا السماوية وشريعتنا الربانية - وقف سدا منيعا وصار سهما مسموما في وجه العقائد المنحرفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير