تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واقتتلنا. وعندما وقف يوم الجمل على طلحة

بن عبيد الله قتيلا وقف عليه يبكي وهو يقول:

فتى كان يدنية الغنى من صديقه

إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر

فتى لا يعد المال ربآ ولا يرى

به نخوة إن نال مالا ولا كبر

فتى كان يعطي السيف في الروع حقه

فشهد له بهذه الصفات العظيمة التي يشهد بها الجميع

لطلحة رضي الله عنه، وهكذا فقد كانوا جميعا يقر بعضهم

لبعض بما فيه من الخير، ولذلك في كتاب معاوية

رضي الله عنه إلى علي رضي الله عنه حين أرسل

إليه ليلزمه بالبيعة ذكر سبب عدم البيعة له

وأن بيعة أهل المدينة وأهل العراق غير ملزمة

لأهل الشام، وقال في آخر كتابه وأما قربك

من رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأمر لست أنكره أو فأمر لست أدفعه.

فهذا إقرار له بالفضل بالسابقة في الإسلام والقرب

من الرسول صلى الله عليه وسلم

الأدب العاشر: عدم التشديد مع المؤمنين، فالتشدد

إنما يكون مع الكفار، أما المؤمنون فحقهم

الرحمة كما قال تعالى (أشداء على الكفار

رحماء بينهم) وكما قال تعالى (فسوف يأتي الله

بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة

على الكافرين) فالتشدد مع المؤمنين والتساهل

مع الكافرين إنما هو دأب الخوارج والملحدين

ولذلك فإن الخوارج حين قتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت

رضي الله عنهما فذبحوه على شاطئ الفرات

فاستطال دمه حتى قطع النهر جلسوا تحت ظل

نخل لرجل من أهل الذمة يختصون فيما بينهم

فقال بعضهم لبعض: إنكم قد جلستم في ظل

هذه النخلة ولم تستأذنوا صاحبها وهو من أهل الذمة

فإما أن ترضوه وإن أن تكفروا، فذهبوا إليه يريدون

أن يرضوه عن ظل النخلة بما أراد من المال

فقال: عجبا لقوم يتورعون عن ظل نخلة لرجل يهودي

ويستبيحون قبل عبد الله بن خباب.

ولذلك قال لهم ابن عباس: يا أهل العراق

تستبحون قتل الحسين في الشهر الحرام

وتسألون عن دم ذبابة في الحرم.

إلى هنا انتهى ما أردت نقله من كلام الشيخ

وقد تكون بعض المسائل تحتاج إلى شرح أكثر أو تفصيل فمن

عنده باع فيه فلا يبخل على إخوانه والله ولي التوفيق

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير