فقد ذهبت الفلسفة اليونانية إلى مزابل التاريخ، أكرمكم الله
واتضح للغرب نفسه أن كل ما فيها هي خرافات وأساطير
مثلا خرافة الأفلاك السبعة والعقول العشرة والعناصر الأربعة!!
واتضح أن أرسطو، الذي رسم لهم عالم الغيب والشهادة، كأنه إله خالق أو نبي مرسل، لم يكن يدري أن الأرض تدور على نفسها كل يوم!!
العجيب أن يستوردها المسلمون منذ عصر صغار التابعين، وأن يصل الأمر بعلماء الكلام الكبار إلى اتخاذها حاكماً على القرآن والسنة، فما تعارض معها يؤول، كصفات الخالق سبحانه وتعالى واستوائه على العرش!! وقد وقع علماء الكلام في هذا المطبّ الخطير، وسلم منه أهل السنة بحمد الله، لأن الحق عندهم هو الكتاب والسنة. والغريب أن علماء الكلام يكرهون الفلاسفة ويكفّرونهم، ولا يدركون أنهم هم قد استوردوا مناهج الفلسفة وقواعدها وأصولها، وأن الخلاف بين الفريقين إنما هو على طريقة التطبيق.
وبالمناسبة: هذا هو معنى قول الإمام الصابوني رحمه الله، الذي يشنّع حسن السقاف وإخوانه من الرافضة به على شيخ الإسلام لأنه استشهد به (الأشاعرة مخانيث المعتزلة، والمعتزلة مخانيث الفلاسفة، ويلبّسون على البسطاء بأن الرجل كان يريد أنهم يعملون عمل قوم لوط!!
والغريب أيضاً أن المعتزلة والأشاعرة وأمثالهما من الفرق الإسلامية ــ بعد أن كفر الغرب بالفلسفة اليونانية وبمنطقها ــ هم الوحيدون في الدنيا الذين لا يزالون إلى اليوم يتمسكون بمقولاتها، وبدعوى أن المنطق هو (معيار العلم) الذي يعصم الجنان كما يعصم النحو اللسان!! ولله درّ شيخ الإسلام، كأنما كان ينظر بنور الله، حين فضحها بمنطق العقل الفطري السليم على هدي الكتاب والسنة!!
وبعد هذه المقدمة أذكر للأخ السائل كتاباً صغيراً من تصنيف أحد المغترّين بالفلسفة، وهو ابن السيد البطليوسي غفر الله، لخّص فيه الفلسفة أحسن تلخيص واخصره واوضحه، وأنا أدعو أصحاب الاختصاص إلى قراءته، ولا خوف أن شاء الله على عقيدة أحد منه، لأنه ركام خرافات ما أنزل الله بها من سلطان، وسوف يطلع القارئ من خلاله على نظرية أرسطو الكونية التي أضلَّت فلاسفة المسلمين وعلماء الكلام، ويعرف حقيقة مذاهب كثير من الفرق الإسلامية، ومن أين جاءها بلاء التعطيل والتأويل وخرافة (قواطع الأدلة العقلية) وتقديم العقل على النقل، كما سيعرف من خلال الكتاب مصطلحات الفلاسفة ومقولاتهم، وهو ما سأل عنه الأخ الفاضل.
واسم الكتاب: (الحدائق)، وهو موجود في موقع الوراق
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[19 - 02 - 06, 03:14 م]ـ
عفواً لسبق القلم
والصواب أن قائل العبارة المذكورة أعلاه هو أبو إسماعيل الأنصاري
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 05:18 م]ـ
عليك بكتاب (المعين بشرح الفاظ المتكلمين)
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 05:21 م]ـ
(المعين بشرح الفاظ الفلاسفة والمتكلمين) فهو من انفس ما صنف في هذا المعنى وسيفيدك كثيرا وهو عبارة عن رسالة غلاف تسال عنه دار الكتب العلمية فهي التي طبعته.