النسخة التي اطلعتَ عليها في الميكروفيلم قد عادت لمكانها، لأنها مخصصة للاطلاع فقط، حفاظًا على النسخ الورقية، وبطبيعة الحال فلديهم هناك الكثير من النسخ الميكروفيلمية بحمد الله.
أما التصوير فيتم لك من الحاسب، حيث يمكنك سحب الصورة من الحاسب وهذا سيقوم به مهندسون على أعلى المستويات، يتبعون مشروع الأهرام التابع لمجلس الوزراء في مصر لإدخال كافة مخطوطات دار الكتب المصرية وكافة المخطوطات الأهلية في مصر على الحاسب، وقد أوشكوا على التمام بحمد الله عز وجل، ونادرًا ما تجد نسخة الآن لم يسبق إدخالها على الحاسب.
انتبه فلدينا الآن صورة أخرى من نفس الكتاب، وهي الصورة الحاسوبية التي ستحصل عليها إن أردتَ على اسطوانة حاسب، وليس مسحوبة من الميكروفيلم الذي ربما بدا أسود اللون أمامك، لأنه تصوير عتيق، تم تصويره قديمًا حين ظهر الميكروفيلم.
انتبه نسختك التي ستحصل عليها ستأخذها مسحوبة من النسخة الخطية الأصلية الموجودة بالدار، ويقوم بتصويرها وتحويلها مهندسون آخرون في جناح آخر ليس بهذا الطابق، وعبر شبكة داخلية يتم الاتصال السريع بين كل الأقسام بحمد الله عز وجل.
انتبه: لدينا الآن ثلاث نسخ: ورق، ميكروفيلم، حاسب، ويمكنك أن ترى الميكروفيلم، وتحصل على الحاسب، أما الورق فبينك وبينه حجاب تراه من خلال ميكروفيلم أو حاسب فقط، حفاظًا عليه، حتى هذه الأجزاء المعروضة في بعض أروقة الدار، فهي في داخل زجاج، لا تلمسها يد إنسان، حفاظًا على عبق التاريخ، ليبظل كما هو.
ثلاث نسخ لكتاب واحد في الدار فقط، ثم إن أكثر نسخ الدار قد صُوِّرَت بحمد الله وانتشرت، وكان للفاضل جمعة الماجد الحظ الأوفر من تصوير مخطوطات دار الكتب.
لحظة من فضلك:
إن لم تقدر على السفر للقاهرة والتصوير بنفسك من الدار فلا عليك، ولا تيأس ولا تبتأس، وبإمكانك أن تسلك الطرق الآتية:
أولا: يمكنك مراسلة الدار، وسيردون عليك، وكذلك الحال بالنسبة لمكتبة الأسكندرية وغيرها، وستحصل بإذن الله على مبتغاك.
الثاني: أن تكتب طلبك هنا في الملتقى لإخوانك الأفاضل أو تراسل أحد القريبين من الدار ليصور لك ما تريد، ولا تنسَ أن تدفع له ثمن التصوير (ابتسامة).
موقف حصل معي لم أكن أتوقعه:
اتصلت بمكتبة الأسكندرية في إحدى المرات وسألتهم عن نسخة كتاب، فتم تحويلي على المختص فورًا، وكانت إحدى أستاذات المكتبة، فأخذت رقم هاتفي وطلبت مني الانتظار حتى تتم عملية البحث ثم تتصل عليَّ، لم أصدق نفسي أول الأمر، وقلت: تم صرفي بأسلوب لطيف، لكن عجبًا بعد خمس دقائق صوت هاتفي يزلزل المكان: إنها مكتبة الأسكندرية تقول المختصة: مكتبة الأسكندرية فلانة مع حضرتك، بخصوص طلب حضرتك .. الأمر كذا وكذا.
السؤال بالهاتف صار متاحًا وثمة تعاون غير مسبوق بحمد الله.
ربما وُجِدَتْ معوِّقات لدينا نحن لكنها بحمد الله ليست لدى المكتبات ولا لدى التراث.
ثمة تجاوزات، ولكن الصورة ليست سوداوية كما يحاول البعض تصويرها، نعم وليست وردية بالقدر الكافي، إلا ما كان في الأزهرية، فهي أعلى من الوردية بحمد الله.
هل زرتم مكاتب ألمانيا أو أسبانيا أو غيرها أم تجلسون هنا تحملون المخطوطات وكفى؟ هل هذا هو العلم؟
نعم هذا هو العلم، ولماذا أزور هذه المكتبات إذا زارها أخي من قبل وصورها كلها؟ ليس لديَّ الوقت الكافي لأكرر العمل الذي قام به أخي، هكذا يقوله المسلم حين يسأله غير المسلم هذا السؤال.
مكتبة الأسكوريال مثلا، تجد مخطوطاتها في مكتبة الأسكندرية وفي غيرها من المراكز في الخليج، فلماذا كلما طلب باحث مخطوط من هناك يذهب إلى هناك، ولماذا يذهب وهي بجوار بيته بحمد الله.
نعم بجوار بيته مصورة، عن الأصل السجين هناك، لكن المهم عندنا في المكتوب لا في شكل الورق ولونه، وطوله وقِصَره، فلن نتصاهر مع الورق، وإنما نتصاهر مع ما فيه، وشتان بين الفريقين!!
وماذا عن تركيا؟ هناك مركز الفرقان وغيره من المراكز الخاصة بتقديم خدمات البحث والتصوير لك من هناك لما تريده بمقابل.
ليس معي مال أصور به؟
لا عليك اكتب ما تريد في ملتقى أهل الحديث واطلب من إخوانك الأفاضل وأحبابك أهل السنة والجماعة، أن يمدوا لك يد العون في تصوير ما تريد، واعلم بأنهم لن يبخلوا عليك، فكل ما بوسعهم سيبذلونه لك.
بعض كلمات النسخة صعبة أصابها ما أصابها ولم أستطع قراءة بعضها أو الحصول على مصدر أوثق فيه المعلومة؟
لا بأس عليك ولا تجزع هكذا، فلديك ملتقى أهل الحديث العامر أدامه الله منصورًا، فقط اكتب لإخوانك ما تريد، وبإمكانك أن تكتب رسالة خاصة لأخيك الفاضل أبي فهر السلفي لا زال مسددا تسأله عن أفضل الطبعات.
انتهت رسالتك وأردتَ طباعتها: استشر إخوانك وستجد عندهم العون بإذن الله عز وجل، ولا تنس أن ترسل لي نسخة منها مشكورًا.
واحذر لو لم تحسن العمل فستجد الفهم الصحيح لك بالمرصاد يقوم اعوجاجك بأدبه الجم ولطفه وتواضعه، فإن كان مشغولا فستجد العاصمي يعصمك مما أنت مُقْدِم عليه.
واحذر من الكذب والوضع فلا يزال (التكلة) حيًا أدام الله توفيقه.
تمنياتي لك بالتوفيق في مشوارك كله.
ودمتَ مسددًا موفقًا.
والسلام عليك أينما كنتَ ورحمة الله وبركاته.
¥