تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تفسير روح المعاني و الكوثري!!]

ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[27 - 02 - 06, 09:47 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم:

كتب الأخ / محمد بن عبد الله آل رشيد في صحيفة الجزيرة بتاريخ 27 من هذا الشهر يوم الأحد مقالاً عن تفسير روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لأبي الثناء الألوسي، وذكر أن أول من طبعه هو نجله نعمان الألوسي ... ثم بين الكاتب أن طبعة ابنه نعمان قد أصابها بعض التحريفات واستند في كلامه هذا على الضال محمد زاهد الكوثري!!

أضع المقال بين أيديكم راجياً ممن عنده علم أن يفيدنا. وجزاكم الله خيراً.

تفسير الألوسي

يعد تفسير أبي الثناء محمود بن عبدالله الحسيني الألوسي البغدادي المولود سنة 1217 والمتوفى سنة 1270 المسمى ب (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) من أجل وأعظم تفاسير المتأخرين.

وقد قام بطبع الكتاب للمرة الأولى نجله السيد نعمان الألوسي بمطبعة بولاق بمصر سنة 1301هـ وما بعدها، ثم قام بطبعه بعد ذلك عن هذه الطبعة الشيخ محمد منير الدمشقي في المطبعة المنيرية بالقاهرة مرتين.

وكان الشيخ محمد زاهد الكوثري قد نبه على أمر مهم يتعلق بطبع نعمان لهذا التفسير حيث جاء في حاشية (مقالاته) (ص344): (وهو ليس بأمين على طبع تفسير والده ولو قابله أحدهم بالنسخة المحفوظة اليوم بمكتبة راغب باشا بأسطنبول وهي النسخة التي كان المؤلف أهداها إلى السلطان عبدالمجيد خان لوجد مايطمئن إليه).

ولكن للأسف الشديد نجد الدكتور محسن عبدالحميد في كتابه (الألوسي مفسراً) قد مرَّ على هذه الملحوظة مرور الكرام ولم يحقق فيها التحقيق الدقيق ولم يرجع إلى النسخة التي أشار إليها الشيخ الكوثري بحيث يرد كلامه بدليل وبرهان وبينةٍ وحجة حيث قال في كتابه المذكور (ص164ـ165): (طرق سمعي وأنا أبحث في هذا الموضوع أنَّ التفسير المطبوع للألوسي فيه تحريف في بعض الأمور التي تخص مذهب السلف ومعتقدات الصوفية وزعموا أن الذي قام بهذا التحريف هو ابنه نعمان خير الدين، وأنا أقول إن هذا قول باطل لايستند إلى دليل، فالنسخة المخطوطة موجودة في مكتبة الأوقاف العامة ومكتبات البيوتات الألوسية قرأتها وقارنت بينها وبين المطبوع في مثل تلك الأماكن التي زعموا أن التحريف دخل فيها فوجدت مطابقة تامة بين ما هو مخطوط وما هو مطبوع وهذا يكفي لرد هذه الفرية العجيبة.

ولقد عرضت هذه المسئلة على الأستاذ محمد بهجت الأثري فأنكرها نهائياً وقال إن المقارنة بين المخطوط والمطبوع تكفي لدحض هذه الدعوى. كما عرضتها أيضاً على الأستاذ منير القاضي فأنكر علمه بها).

والحقيقة أنَّ هذا الكلام المتقدم لايغني عن الحق شيئاً لأن الشيخ الكوثري أحال إلى النسخة التي بخط المؤلف ومكان وجودها، وفي حج العام المنصرم سنة 1426هـ التقيت بالأستاذ الباحث أحمد بن عبدالكريم العاني فأفادني بفائدة عزيزة حلت الإشكال المتقدم حيث إن كلية الإمام الأعظم في مدينة بغداد كلفت ثلاثين طالباً في مرحلة الماجستير بتحقيق تفسير الألوسي (روح المعاني) وكان الأستاذ أحمد العاني أحد هؤلاء الطلبة الذين قاموا بتحقيق هذا الكتاب وكان القسم الذي قام بتحقيقه يبدأ من الآية خمس وعشرين من سورة آل عمران إلى الآية أربع وتسعين وكان اعتمادهم على النسخة التي أشار إليها الشيخ الكوثري فحدثني أن النسخة المطبوعة مليئة بالتصحيف والتحريف والإخلال والنقص في كثير من المواضع مما يؤكد كلام الشيخ الكوثري بأن النسخة المتداولة من هذا التفسير فيها تحريف ونقص، وقد وعدني أحد المشايخ الأفاضل بنسخة من التفسير المخطوط.

محمد بن عبدالله آل رشيد

الموضوع من موقع الصحيفة:

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[28 - 02 - 06, 01:27 م]ـ

مع الأسف الأخ محمد بن عبد الله آل رشيد لم يحرر المسألة بنفسه، ولم يقبل شهادة علماء العراق الكبار بصحة النسخة المطبوعة، ووصف كلامهم بقوله (والحقيقة أنَّ هذا الكلام المتقدم لايغني عن الحق شيئاً لأن الشيخ الكوثري أحال إلى النسخة التي بخط المؤلف ومكان وجودها)

أقول: الشيخ الكوثري لم يقف على النسخة ولم يتأكد من التحريف، وإنما أثار الشبهة لأغراض مذهبية واضحة وطالب الناس بالسفر إلى إستانبول!!

وعلماء العراق يعرفون مذهب الألوسي وعقيدته، كما نعرف الآن اتجاهات علماء بلادنا، وإذا كان تفسيره مخالفاً للمعروف عنه فإن معرفة هذه الحقيقة أيسر شيء عليهم من غير سفر إلى إستانبول!

واتهام الكوثري لنعمان الألوسي بتحريف كتاب أبيه تهمة عظمى تستلزم دليلاً قوياً، ولا يكفي أن يقال: هناك نسخة في إستانبول يجب مراجعتها!!

والكوثري غير أمين في هذه الأمور أصلاً!

وأما قول الأستاذ العاني (أن النسخة المطبوعة مليئة بالتصحيف والتحريف والإخلال والنقص في كثير من المواضع)، فلا بد أن يوجد في الطبعة القديمة أخطاء، وأعتقد أن من ينظر في مطبوعة قديمة سيقول مثل هذا الكلام، ولو من أجل تعظيم جهده وطبعته المقبلة!!

ومن الممكن أن تختلف نسخة إستانبول عن النسخة العراقية المطبوع عليها الكتاب في بعض الجوانب، ولا يعني ذلك بالضرورة اتهام نعمان الألوسي بالتحريف، لأن المصنف له أن يزيد في كتابه وينقص، ولكن من البعيد جداً أن ينقلب في النسخة الأخرى من سلفي إلى أشعري مثلاً، ومن البعيد جداً أن يفعل الابن ذلك بأبيه بعد موته. هذا هو الأصل، ومن يدعي غير ذلك يجب عليه إحضار الدليل مع الدعوى، لا أن يلوك أعراض الناس نقداً ويعد بالبراهين نسيئةً، كما فعل الكوثري!!

علماً بأن الأستاذ العاني لم يقرّر أن نعمان الألوسي قد أفسد كتاب أبيه من جهة العقيدة، وهذا بيت القصيد.

فكيف يعقب الأخ محمد بن عبد الله آل رشيد على كلام العاني بأنه (يؤكد كلام الشيخ الكوثري)؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير