حدثنا الفريابي قال أنا قتيبة بن سعيد قال أنا ابن لهيعة عن جميل الأسلمي عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا يدركني زمان ولا أدركه لا يتبع فيه العالم ولا يستحيا فيه من الحليم قلوبهم قلوب العجم ألسنتهم ألسنة العرب.
أخبرنا إبراهيم بن الهيثم الناقد قال أنا أبو معمر القطيعي قال نا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة قال: لو رفقت بابن عباس لأصبت منه علماً.
حدثنا أحمد بن سهل الأشناني قال أنا الحسين بن علي بن الأسود قال نا يحيى بن آدم قال نا شريك عن ليث عن مجاهد في قوله عز وجل) أَطيعوا اللَهَ وَأَطيعوا الرَسولَ وَأُولي الأَمرَ مِنكُمُ (قال: الفقهاء والعلماء.
وحدثنا يحيى بن آدم عن مفضل بن مهلل عن مغيرة عن إبراهيم مثله.
قال محمد بن الحسين: ثم ينبغي لمن لقنه الأستاذ أن لا ما لقنه) إذا كان ممن قد أحب أن يتلقن عليه وإذا جلس بين يدي غيره لم يتلقن منه إلا ما لقنه (الأستاذ أعني بحرف غير الحرف الذي تلقنه من الأستاذ فإنه أعود عليه وأصح لقراءته وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إقرأوا كما علمتم.
حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: أنا أبو بكر الرفاعي قال أنا أبو بكر بن عياش قال أنا عاصم عن زر عن عبد الله يعني ابن مسعود قال: قلت لرجل: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آية فأقرأني خلاف ما أقرأني الأول فأتيت بهما النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وعلي بن أبي طالب جالس فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال لكم اقرأوا كما علمتم.
وحدثنا ابن صاعد أيضاً قال أحمد بن سنان القطان قال نا يزيد ابن هارون قال نا شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة فقلت أفيكم من يقرأ فقال رجل من القوم: أنا، فقرأ السورة التي أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقرؤها بخلاف ما أقرأني رسول الله فانطلقنا إلى رسول الله فقلنا: يا رسول الله اختلفنا في قراءتها فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي: إن رسول الله يقول: إنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف فيلقرأ كل امرئ منكم ما أقرئ.
م روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار.
قال محمد بن الحسين: من قنع بتلقين الأستاذ ولم يجاوزه فبالحري أن يواظب عليه وأحب ذلك منه وإذا رآه قد التقن ما لم يلقنه زهد في تلقينه وثقل عليه ولم يحمد عواقبه وأحب له إذا قرأ عليه أن لا يقطع حتى يكون الأستاذ هو الذي يقطع عليه فإن بدت له حاجة وقد كان الأستاذ مراده أن يأخذ عليه مائة آية فاختار هو أن يقطع القراءة في خمسين آية فليخبره قبل ذلك بعذره حتى يكون الأستاذ هو الذي يقطع عليه.
وينبغي أن يقبل على من يلقنه، ويأخذ عليه ولا يقبل على غيره فإذا شغل الأستاذ عنه بكلام لا بد له في الوقت من كلامه قطع القراءة حتى يعود إلى الإستماع إليه وأحب له إذا انقضت قراءته على الأستاذ وكان في المسجد فإن أحب أن ينصرف انصرف وعليه الوقار ودرس في طريقه ما قد إلتقن وإن أحب أن يجلس ليأخذ على غيره فعل، وإن جلس في المسجد وليس بالحضرة من يأخذ عليه فإما أن يركع فيكتسب خبراً وإما أن يكون ذاكراً لله شاكراً له على ما علمه من كتابه وإما جالس يحبس نفسه في المسجد يكره الخروج من خشية أن يقع بصره على ما لا يحل أو معاشرة من لم يحسن معاشرته في المسجد فحكمه أن يأخذ نفسه بجلوسه في المسجد أن لا يخوض فيما لا يعنيه ويحذر الوقيعة في أعراض الناس ويحذر أن يخوض في حديث الدنيا وفضول الكلام فإنه ربما استراحت النفوس إلى ما ذكرت مما لا يعود نفعه ولا عاقبة لا تحمد ويستعمل من الأخلاق الشريفة في حضوره وفي انصرافه ما يشبه أهل القرآن والله الموفق لذلك.
باب آداب القراء عند تلاوتهم القرآن
مما لا ينبغي لهم جهله
قال محمد بن الحسين: وأحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أو نهار أن يتطهر وأن يستاك وذلك تعظيم للقرآن لأن يتلو كلام الرب عز وجل وذلك لأن الملائكة تدنوا منه عند تلاوته للقرآن ويدنو منه الملك فإن كان متسوكاً وضع فاه على فيه فكلما قرأ آية أخذها الملك بفيه وإن لم يكن تسوك تباعد عنه.
¥