تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مقال < o:p>

ـ[مِرقم]ــــــــ[19 - 12 - 08, 12:34 م]ـ

نص المقال ( http://www.awu-dam.org/trath/22/turath22-014.htm):

من موارد الحافظ ابن عساكر في التاريخ المجالسة لمحمد بن مروان السعيدي

سكينة الشهابي

من أهم موارد الحافظ ابن عساكر الأدبية كتاب "المجالسة" لمحمد بن مروان السعيدي.

لا تسعفنا المصادر بشيء عن مؤلف المجالسة، ولولا ما ذكره الخطيب في تاريخه (1) لظلت معرفتنا به مقتصرة على تسمية الحافظ له في إسناده إلى كتاب المجالسة، ومع ذلك فإن ما رواه الخطيب يظل مفتقراً إلى الدليل الثابت الأكيد في نسبة الكتاب إليه، على الرغم من أن القرائن التي وردت في تاريخ بغداد كلها تؤيد أن يكون الرجل مؤلف كتاب المجالسة قال الخطيب:

"محمد بن مروان بن عمرو بن مروان بن عنبسة بن سعيد بن العاص، أبو عمر (2) الأموي. حدث عن أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني. روى عنه: محمد بن مخلد الدوري" ثم ينقل الخبر التالي من روايته: "أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدهان، حدثنا محمد بن مخلد، حدثني أبو عمر محمد بن مروان بن عمرو –من ولد سعيد بن العاص- حدثنا أبو حاتم السجستاني، حدثنا الأصمعي قال: كان لأبي عمرو بن العلاء وظيفة في كل يوم: ريحان بفلس، وكوز جديد بفلس". ثم ينقل لنا خبر وفاته: "قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه: سنة أربع وتسعين ومائتين فيها مات أبو عمر محمد بن مروان الأموي يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة من المحرم".

يتضح لنا من هذه الترجمة القصيرة أن الرجل كان من أعلام القرن الثالث الهجري، وكان من رواة الأخبار الأدبية، وهو من أبناء سعيد بن العاص.

ومؤلف كتاب المجالسة الذي يطالعنا اسمه في تاريخ دمشق من أعلام القرن الثالث، نعرف ذلك من موضعه في السند، وكتابه كتاب أدب وأخبار نعرف ذلك من النقول الكثيرة التي رواها الحافظ منه. وهو سعيدي، وقد ذكر الخطيب أنه من أبناء سعيد بن العاص، بالإضافة إلى ما بين الرجل في سند ابن عساكر وبين مترجم الخطيب من توافق شِبهِ كامل في التسمية.

فمن المسترجح أن يكون هذا الرجل الذي ذكره الخطيب هو مؤلف كتاب المجالسة الذي احتفى به ابن عساكر هذا الاحتفاء كله، ومن المستبعد أن يكون الأمر مجرد توافق في الاسم والنسب.

كان محمد بن مروان معاصراً لكبار علماء الحديث وأئمة الجرح والتعديل مثل البخاري ومسلم والحسن بن عرفة، وعباس الدوري، وكبار الأدباء ورواة الشعر والأخبار أمثال الجاحظ وأبي حاتم السجستاني، وابن قتيبة الدينوري، وابن أبي الدنيا، وسيبويه أستاذ النحاة، ولعل هذا ما جعله قليل الحظ من الشهرة، وربما كان كتابه "المجالسة" بين الكتب الكثيرة التي سود مدادها زرقة مياه دجلة على يد التتار.

ومهما يكن من أمر فإن الكتاب ماثل أمامنا بهذه النقول التي قبسها الحافظ منه، وكان له إليه طريق واضح هو التالي:

"أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب، أنا أبي علي بن محمد، أنا محمد بن مروان بن عمر السعيد، أبو عمرو (3) القرشي (4) ".

لم يعودنا الحافظ ابن عساكر أن يصرح بأسماء الكتب التي ينقل منها، وما كان لي أن أعرف اسم الكتاب لولا ما ورد في البداية والنهاية (5)، فقد روى ابن كثير خبراً من طريق هذا الكتاب صرح فيه باسم الكتاب واسم مؤلفه، وروى الخبر من الطريق ذاته الحافظ ابن عساكر في التاريخ (6). أما موضوع الكتاب فتعرفنا به هذه النقول الكثيرة التي بثها الحافظ في حنايا التاريخ، إنه كتاب أدب، ونوادر وطرائف وأشعار، وهو فريد من نوعه لأن أخباره كلها خاصة بمعاوية ومجالسه وسياسته بالرعية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير