تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مذكرات عاشق كتب.]

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 11:06 م]ـ

الحلقة الأولى

- ((ماذا تفعل عندك؟)).

هتف بها جامع القمامة مناديا ذلكم الفتى العابث بالقمامة. وشمله بنظرة فاحصة، وتعجب إذ كان الولد نظيفا مرتب الهندام مصفف الشعر في السابعة من عمره تقريبا، فهو إذا ليس من (السريحة) اللذين يبحثون في القمامة عما يصلح للبيع مفسدين عليه أحد أهم موارد الرزق.

وتنبه جامع القمامة من شروده فإذا الولد ينتفض وإذا هو قد قبض على بعض الكتب القديمة فاقترب منه قائلا:

-ما هذا الذي في يدك؟

فأجابه الفتى مرتعشا:

-كتب.

فصرخ فيه وقد أمسك بتلابيبه:

-أعلم أنها كتب ولكن إلى أين تأخذها؟

فأجابه الفتى وقد اصفر لونه:

-إلى البيت لأقرأها.

فأفلته الرجل وقال متعجبا:

-تبحث في القمامة عن الكتب لتقرأها؟!!

فأجابه الفتى وقد اطمئنت نفسه بعد أن تركه الرجل:

-نعم فقد انتهت الامتحانات وأنا أحب القراءة وأمي تحرمني من اللعب مع الأطفال،والقراءة سلوتي الوحيدة، ولا أجد المال الذي أشتري به الكتب فأستعيض عن الشراء بتقليب القمامة بحثا عن الكتب التي يلقيها طلبة المدارس بعد انتهاء العام الدراسي.

ضرب الرجل كفا بكف وقال:

-عجيب أمرك أيها الفتى، عموما خذ ما معك ولا ترني وجهك هنا مرة أخرى.

استبشر الفتى واسلم قدميه للرياح قابضا بيديه على كنزه الثمين ممنيا نفسه بساعة وصوله للبيت وخلوته في غرفته بدرته الرائعة.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 11:30 م]ـ

الحلقة الثانية

الأضواء تملأ بيت الفتى وقلبه على حد سواء.

ولم لا؟

فاليوم بناء خالته على زوجها ذلك الرجل كبير السن كبير اللحية، يقولون إنه من (مصر) تلك المدينة المزدحمة التي تعلم في المدرسة أنها عاصمة بلاده.

نمى إلى مسامع الفتى أن أمه كانت رافضة للعريس لأنه من هذا البلد البعيد المزدحم وكانت تقول: (إش ضمنكم إنه هيصون البنت مش يمكن لما يلاقينا بعيد يستفرد بيها يا جماعة حرام عليكوا ده البت يتيمة).

وكان أبوه يطمئنها قائلا:

-وهو أنا وأخوها رحنا فين ده أنا هزورها كل شهر وأنا كمان ليا اصحاب هناك هيجيبولي أخبارهم أول بأول.

انتفض الفتى عائدا من شروده وقد أحس بيد ثقيلة تكاد تكسر كتفه فالتفت فوجد زوج خالته يقول له بصوت مهيب:

-قالوا لي: إنك تعشق الكتب وتحب القراءة فهل هذا صحيح؟

أجاب الفتى متلعثما:

-نعم صحيح.

قال زوج خالته:

-لإن كان هذا صحيحا فلسوف تقر عينك إذا زرتني ورأيت مكتبتي الضخمة.

تهلل وجه الفتى وأمسك بيد زوج خالته وقال:

-أصحيح ما تقول يا عماه؟

أجابه الشيخ:

-نعم صحيح.

قال الفتى والفرحة تخنق صوته:

-ومتى أستطيع زيارتكم؟

قال الشيخ ضاحكا:

-متى تحب.

وتركه وانصرف لينطلق عقل الفتى محلقا في آفاق تلك الزيارة المنتظرة.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 11:37 م]ـ

جزيت خيرا!

ولكن!!

هل هذا تأليفك يا أبا فهر؟

ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[10 - 03 - 06, 11:39 م]ـ

أخي الكريم / أبا فهر ...

لا فُضَّ فوكَ، بارك الله فيك.

لا حرمنا الله من جديد فوائدكم، وما تمتعونا به من فرائدكم.

أكمل - بارك الله فيك - فإني في شوق لمعرفة ماذا فعل الولد عندما ذهب إلى بيت زوج خالته. (ابتسامة!!)؟؟.

ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[10 - 03 - 06, 11:39 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم

و اعذرني على مداخلتي فقد ذكرتني موضوعك بالايام الخوالي

لقد فكرتني بنفسي و ان لم اكن ابحث في القمامه (ابتسامه) و لكن عندما كنت صغيرا كنت اذهب لشراء الكتب المستعمله لأني لم اكن املك ثمن الكتب الجديده و كانت الكتب ايامها بقروش معدوده

و اتذكر انه في مره وقعت على كنز و هو معظم اعداد مجله الامه القطريه عند احد باعه الكتب المستعمله المتجولين و سألته عن الثمن واظنه قال خمس جنيهات او ما شابه ذلك فذهبت مسرعا للبيت و اخذت بعض الوقت لاقناع والدتي رحمها الله ان تعطيني المبلغ لاشتري اعداد المجله على ان تخصمهم من المصروف على المدى الطويل وبعد بعض الوقت وافقت على مضض لما رأت من تحمسي الشديد و فعلا ذهبت و اشتريت اعداد المجله التي احتفظ بها حتى الان

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 11:52 م]ـ

جزاكم الله خير الجزاء أحبتي: (أبو مالك، وأبو مالك، وطويلب العلم).

وما تقرأه يا أبا مالك هو مذكرات أخيك أبي فهر.

وأزعم أنني أردت إفادة إخواني النبهاء من خلال ما يمكنهم التقاطه من بين سطور الكلمات.

واسلموا للمحب/أبو فهر.

ـ[ابن المبارك]ــــــــ[11 - 03 - 06, 12:06 ص]ـ

أخي أبو فهر نفع الله بك ...

وللفائده فهناك كتاب للشيخ عائض القرني تحت الطبع بعنوان (العاشق) يتحدث فيع عن عشقه للقراءة ولطلبه للعلم

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 12:08 ص]ـ

الحلقة الثالثة

- ((يدي ستتحطم)).

قالها الفتى مخاطبا أباه القابض على يده بشدة.

فقال الأب:

-معلش يا أحمد أصل السواقين هنا ما بيرحموش لو سبتك لحظة واحدة هاجيبك من تحت العجل.

ثم أردف قائلا:

-مش هاوصيك يا أبو حميد أنا هاسيبك ثلاثة أيام عند خالتك بس عاوزك تكون مؤدب وترفع راسي أمام زوج خالتك.

أجابه الفتى بصوت هاديء:

-لا تقلق يا أبي.

وصل الفتى وأبوه إلى تلك البناية الفخمة الغير متناسقة مع هذا الحي الشعبي من أحياء وسط القاهرة، وطرق أبوه الباب ليستقبلهم زوج الخالة مرحبا.

أفلت الفتى يده من يد أبيه وانطلق يجول ببصره في الشقة الواسعة باحثا عن بغيته ودارت عيناه كثيرا ثم استقرت على وجه زوج خالته الذي صاح فيه:

-عما تبحث يا أحمد؟

أجابه الفتى:

-عن المكتبة الضخمة التي أخبرتني عنها.

ضحك الشيخ وقال:

-اصبر يابني سأريك المكتبة وأترك لك مطلق الحرية فيها ولكن بعد أن نرحب بك وبأبيك وتتناولا طعام الغداء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير