[فوائد ونوادر من "ذيل طبقات الحنابلة"]
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 03:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين محمد وعلى الآل والصحب والتابعين. أمابعد:
فقد منّ الله علي بقراءة ذيل طبقات الحنابلة للامام الناقد ابن رجب الحنبلي - رحمه الله -، فقيدتُ منه فوائد كثيرة، إلا أنّ أكثر الفوائد التي كنت أجمعها تتركز في التالي:
1 - ما ذكره الأصحاب الحنابلة - رحمهم الله - من تعليلات فقهية على بعض مسائلهم وهو كثيرٌ جداً خصوصاً في تراجم الأعلام الكبار مثل: الشريف أبوجعفر، وابن عقيل، والوزير ابن هبيرة، والحافظ عبدالغني المقدسي.
2 - الفوائد التي يتجلّى فيها حبُ الإنصاف واتباع الدليل.
3 - المناظرات الفقهية: و قد أكثر من ذكرها ابن رجب -رحمه الله -، وفيها فوائد نفيسة منها:
أ-تنمية الملكة الفقهية لدى طالب العلم، وهذه المَلكة حالها كحال العضلة، فإن دُربت وحُركت على مسائل متعددة مختلفة المباني والتعليلات؛ كان في ذلك قوتها وزيادة حدّتها.
كما يقول ابن خلدون: (أيسر طرق هذه الملكة فتق اللسان بالمحاورة والمناظرة في المسائل العلمية، فهو الذي يقرب شأنها ويحصل مرامها).المقدمة.
ويضيف: (تجد طالب العلم منهم بعد ذهاب الكثير من أعمارهم في ملازمة المجالس العلمية سكوتًا لا ينطقون ولا يفاوضون، وعنايتهم بالحفظ أكثر من الحاجة، فلا يحصلون على طائل من ملكة التصرف في العلم والتعليم. ثم تحصيل من يرى منهم أنه قد حصل تجد ملكته قاصرة في علمه إن فاوض أو ناظر أو علّم)
فالمناظرة والبحث هامة في حياة طلبة العلم، لأنه يحتاج إلى رد الفروع إلى الأصول، وتصحيح الأدلة ووجهات النظر. وهذا يتحصل بتقادح الأذهان في بيئة يحفّها الأدب وحسن الظن.
ب-تحقيق آداب المناظرة والبحث:
وفي "ذيل الطبقات" نماذج كثيرة رائعة عن تلك القدوات السامقة التي ترى فيها الأدب يتقاطر قبل العلم.
وهنا تُذرف دموع الأسى، وتُغص النفوس بالحال التي آل إليها تضييع أدب المناظرة والبحث حتى مع المخالف في هذه الأيام.
وهل العلم إلا الخشية؟!
4 - أبيات شعرية متنوعة، فيه من رائق اللفظ وحسن العبارة ما يأسر اللب.
5 - وقفات واستدراكات ربّانية من الامام ابن رجب، وخصوصاً في بعض الفتن التي وقعت، وإنصافاً للقول في كثير من رجال عصره، مثل: كلامه عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وكذلك كلامه عن شدة الهروي. وتكمن أهمية هذه الفائدة:
أ- أن العاقل اللبيب يتدبر فيما يقدره الله هذه الأيام، فينظر إلى الحوادث والنوازل بعين بصيرته، ويعتبر بمالآت الأمور. وخير ما يهذب هذه المنحى التفكيري: النظر في التاريخ بقراءة تحليل لا جرد.
ب-رؤية أثر العلم النافع على عقول أصحابه، فالعلماء الربّانيين ممن أكثر مخالطة كلام الله ورسوله، تجد عندهم من ثبات الموقف وتصور المستقبل وقراءة الواقع ما لاتجده عند الآخرين.
وفي هذا إشارات لطرفي نقيض فليعيها من شاء.
6 - استدراكات على أسماء الكتب المشهورة في المذهب، والكتب المفقودة التي كان لها رواج عند متقدمي علماء المذهب.
وفي هذا مبحث مفيد للشيخ الفاضل زياد العضيلة، والشيخ الكبير الفهم الصحيح.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62700
وبالجملة فالكتاب عظيم النفع، غزير الفائدة ..
وسأ ضع الفوائد تباعاً هنا ..
وأرحب بالنصح والنقد الايجابي.
حفظكم الله
ملاحظة:
ما أضيفه من كلامي أقول فيه:قلت-طلال-:
وأما قلت (مجردة) فهي للامام ابن رجب.
الفوائد:
1 - علي بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي
أبو الحسن المعروف بالآمدي ويعرف قديمًا بالبغدادي: نزل ثغر اَمد. وهو أحد أكابر أصحاب القاضي أبي يعلى.
وله كتاب: " عمدة الحاضر وكفاية المسافر " في الفقه، في نحو أربع مجلدات، وهو كتاب جليل يشتمل على فوائد كثيرة نفيسة.
2 - خبرنا محمد بن إسماعيل الصوفي - بالقاهرة - أخبرنا عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني أخبرنا أبو علي بن الحريف أخبرنا القاضي أبو بكر بن عبد الباقي أخبرنا أبو الحسن بن جدا أخبرنا أبو القاسمة هبة الله بن الحسن الطبري الحافظ قال: ذكر أن فتى من أصحاب الحديثأنشد في مجلس أبي زرعة الرازي هذه الأبيات، فاستُحسنت منه:
دين النبي " محمد " أختارُ - - نعم المطية للفتى الآثار
¥