ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 06:02 م]ـ
ب-وسمعته يقول في قوله تعالى: "حجابًا مستورًا" الإسراء: 143 قال أهل التفسير: يقولون: ساترًا، والصواب: حمله على ظاهره، وأن يكون الحجاب مستورًا عن العيون فلا يرى، وذلك أبلغ.
ج-وسمعته يقول في قوله تعالى: "ولولا إذ دخلت جنتك قلت: ما شاء الله" الكهف: 39، قال: ما قال: ما شاء الله كان ولا يكون، بل أطلق اللفظ ليعم الماضي والمستقبل والراهن.
قال: وتدبرت قوله تعالى: "ولا قوة إلا بالله" فرأيت لها ثلاثة أوجه.
أحدها: أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته، ويسلم الأمر إلى مالكه.
والثاني: أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله، فلا يخاف منهم إذ قواهم لا تكون إلا بالله، وذلك يوجب الخوف من الله وحده.
والثالث: أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القوى في الأشياء بطبيعتها، فإن هذه الكلمة بينت أن القويّ لا يكون إلا بالله.
د-وسمعته يقول في قوله تعالى: "فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا" الكهف: 197 قال: "التاء"، من حروف الشدة، تقول في الشيء القريب الأمر: ما استطعته، وفي الشديد: ما استطعته، فالمعنى: ما أطاقوا ظهوره لضعفهم، وما قدروا على نقبه لقوته وشدته.
وسمعته يقول في قوله تعالى: "إن الساعة آتيةٌ أكادُ أُخْفيهَا" طه: 15، قال: المعنى إني قد أظهرتها حين أعلمت بكونها، لكن قاربت أن أخفيها بتكذيب المشرك بها، وغفلة المؤمن عنها، فالمشرك لا يصدق كونها، والمؤمن يهمل الاستعداد لها.
قال: وقرأت عليه ما جمعه من خواطره، قال: قرأ عندي قارىء، قال: "هم أولاء على أثري" طه: 4، فأفكرت في معنى اشتقاقها، فنظرت فإذا وضعها للتنبيه، الله لا يجوز أن يخاطب بهذا، ولم أرَ أحدًا خاطب الله عز وجل بحرف التنبيه إلا الكفار، كما قال الله عز وجل: "قالوا: ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك" النحل: 86، "ربنا هؤلاء أضلونا" الأعراف: 38، وما رأيت أحدًا من الأنبياء خاطب ربه بحرف التنبيه، والله أعلم.
هـ-وسمعته يقول في قوله تعالى: "إنما أعظكم بواحدة: أن تقوموا لله مثنى وفرادى" فاطر: 46، قال: المعنى: أن يكون قيامكم خالصًا للّه عز وجل، لا لغلبة خصومكم، فحينئذ تفوزون بالهدى.
و-وسمعته يقول في قوله تعالى: "فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك" غافر: 7، قال: علمت الملائكة أن اللّه عز وجل يحب عباده المؤمنين، فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم. وأحسن القرب أن يسأل المحب إكرام حبيبه، فإنك لو سألت شخصًا أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده، حيث تحثه على إكرام محبوبه.
ز-وسمعته يقول في قوله تعالى: "لو نشاء لجعلناه حطامًا" الواقعة: 65 "لو نشاء جعلناه أجاجًا" الواقعة: 75، قال: تأملت دخول اللام وخروجها، فرأيت المعنى: أن اللام تقع للاستقبال، تقول: لأضربنك، أي فيما بعد، لا في الحال. والمعنى "أفرأيتم ما تحرثون؟ أنتم تزرعونه أم نحن الزارعون؟ لو نشاء لجعلناه حطامًا" الواقعة: 63 - 65، أي: في مستقبل الزمان إذا تم فاستحصد، وذلك أشد العذاب، لأنها حالة انتهاء تعب الزراع، واجتماع الدين عليه، لرجاء القضاء بعد الحصاد، مع فراغ البيوت من الأقوات.
ح-قال: وسمعته يقول: من مكايد الشيطان: تنفيره عباد اللّه من تدبر القرآن لعله أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول: هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان: أنا لا أتكلم في القرآن تورعًا.
ومنها: أن يخرج جوالب الفتن مخرج التشدد في الدين.
قلت-طلال-: وقد رأيتُ هذا بأم عيني التي في رأسي، حين يخرج الأغرار الأحداث من أكناف التشدد.
ومنها: أن يقيم أوثاناً في المعنى تعبد من دون الله مثل أن يبين الحقٌّ فيقول: ليس هذا مذهبنا تقليدًا للمعظم عنده، قد قدمه على الحق.
ط-ومن كلامه في فنون، قال ابن الجوزي: وسمعته يقول: يحصل العلم بثلاثة أشياء.
أحدها: العمل به، فإن من كلف نفسه التكلم بالعربية، دعاه ذلك إلى حفظ النحو. ومن سأل عن المشكلات ليعمل فيها بمقتضى الشرع تعلم.
والثاني: التعليم، فإنه إذا علم الناس كان أدعى إلى تعليمه.
الثالث: التصنيف، فإنه يخرجه إلى البحث، ولا يتمكن من التصنيف من لم يدرك غور ذلك العلم الذي صنف فيه.
¥