تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من هم السلف الصالح ... ولماذا كلًا منا يسجل بأسم فلان السلفي

ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[16 - 03 - 06, 10:17 م]ـ

السؤال

بعض الأخوة الجالسين يسمعون عن الدعوة السلفية سماعاً ويقرؤون عنها ما يُكتب من قِبَلِ خصومها لا من قِبَلِ أتباعها ودُعاتِها، فالمرجو من فضيلتكم – وأنتم من علماء السلفية ودعاتها – شرح موقف السلفية بين الجماعات الإسلامية اليوم.

الجواب

أنا أجبتُ عن مثل هذا السؤال أكثر من مرة، لكن لا بد من الجواب وقد طُرِحَ السؤال، فأقول: أقول كلمة حقٍّ لا يستطيع أي مسلم أن يجادل فيها بعد أن تتبين له الحقيقة: أول ذلك: الدعوة السلفية، نسبة إلى ماذا؟ السلفية نسبة إلى السلف، فيجب أن نعرف من هم السلف إذا أُطلق عند علماء المسلمين: السلف، وبالتالي تُفهم هذه النسبة وما وزنها في معناها وفي دلالتها، السلف: هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) هدول القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول عليه السلام بالخيرية، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف، إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين:

الأمر الأول: أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص، كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية، هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة، وبخلاف ذلك الخلف، فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم، وذلك في تمام الحديث السابق حيث قال عليه السلام: (ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولا يُستشهدون،) إلى آخر الحديث، كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال عليه السلام: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) أو (حتى تقوم الساعة)، فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة، والطائفة: هي الجماعة القليلة، فإنها في اللغة: تطلق على الفرد فما فوق.

فإذن إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح حينئذٍ يأتي الأمر الثاني الذي أشرتُ إليه آنفاً ألا وهو أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة وإلى ماذا ترمي من العصمة فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن – لا أقول: أن – يتبرأ، هذا أمرٌ بدهي، لكني أقول: يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً، لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية، يعني: الانتساب إلى العصمة، من أين أخذنا هذه العصمة؟ نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية – بما عليه جماهير الخلف – حينما يأتون بقوله عليه السلام: (لا تجتمع أمتي على ضلالة)، (لا تجتمع أمتي على ضلالة) لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية، (لا تجتمع أمتي على ضلالة) لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيء، يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول عليه السلام من التفرق، فقال صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: (هي الجماعة) هذه الجماعة: هي جماعة الرسول عليه السلام هي التي يمكن القطع بتطبيق الحديث السابق: (لا تجتمع أمتي على ضلالة) أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم، وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير